أعلن في انيفرار يوم الجمعة 19/08/2022 عن وفاة السيدة الفاضلة امَّا بنت مُسَّ نسأل الله لها الرحمة والمغفرة وأن يجنبها ضمة القبر ويوفقها إلى جواب الملكين ويجعل قبرها روضة من رياض الجنة.
ولدت الفقيدة عام الهوفة أي ما يوافق 1942 وعاشت متنقلة بين انيفرار وآشْكِرْكِطْ وبُحِفر ولَعْبُونَ .. لم يسجل عليها التاريخ هفوة ولا غلطة ولا فتنة ولا كط انكصرلها ش .. فحازت على احترام وتقدير الجميع وباتت تعد من ركائز لفريق التي يعتمد بقاؤه عليها.
عرفت امَّا بدماثة الخلق ولين العريكة ومساعدة الضعفاء وحب الصالحين وحسن الظن بهم والذود عن أعراضهم… وقد ربَّت أبناءها وبناتها على ذلك المهيع فشبوا وترعرعوا في بيئة تحترمهم وتقدرهم ويلعبون دوراً بارزا في تنمية الحي.
تزوجت امَّا بنت مسَّ ابن عمها بوسحاب بن ابيليل فسمكا خيمة في انيفرار تحالفا فيها على منافع المسلمين كحلف المحلق مع الندى على النار… فظل بوسحاب يعمل دون كلل أو ملل ويأكل من عرق جبينه، لا يضع العصا عن عاتقه ولا حبل السانية عن غاربه، وكانت زوجه تستقبل الضيف والضيفن وتعطي المعتر و المحتاج وتعين الضعيف وصاحب الخلة على نوائب الدهر.
تعدُّ امَّا من نساء الحي الصابرات فقد ابتلاها الله بفقدان بكرها عبدالله في حادث بحري مفاجئ، فصبرته واحتسبته ولم ترق دمعاً ولا شكت بثاً ولا حزناً… جعله الله لها فرطاً، تواصلت معها عبر الهاتف لأعزيها في فقيد أهل انيفرار الغالي فألفيتها مؤمنة بقضاء الله راضية بقدره محتسبة ابنها البار وصهرها الخلوق جد بن دمين.
أصيبت الفقيدة بوعكة صحية خفيفة ولما اشتدت عليها الحمى ذهبوا بها للعلاج في نواكشوط، ولكن اماَّ تحب أهل انيفرار ومن أحب قوماً حشر معهم ففاضت روحها الطاهرة أثناء الطريق ورجعوا بها للحي حيث أمَّ المصلين على الجنازة الشيخ الصالح الورع سيد محمد بن عبدالرزاق، ووُوري جثمانها الثّرى في مقبرة أغودس بين ظهراني شيوخ كمّل كانت تحبهم وتعتقد في صلاحهم. حلت بقبرها شآبيب الرحمة والمغفرة.
ينتهز موقع انيفرار هذه السانحة لتقديم العزاء إلى عموم أهل انيفرار وبالأخص أسر أهل بوسحاب بن ابيليل وأهل زيدان بن مس وأهل إبراهيم بن السالك، سائلين المولى عز وجل أن يرزقهم أجر الصبر وحلاوة التسليم وإنا لله وإنا إليه راجعون.