تتناول هذه الحلقة من قسم على الهامش مقارنة بين معلقة النابغة الذبياني التى قالها في مدح النعمان بن المنذر بن المنذر بن ماء السماء ، وفي الاعتذار اليه ..ومديحية العلامة محمد فال بن محمذن بن أحمد بن محمد العاقل الأ بهمي الديماني التي نظمها في مدح خير البرية محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم . تتناول هذه الحلقة من قسم على الهامش مقارنة بين معلقة النابغة الذبياني التى قالها في مدح النعمان بن المنذر بن المنذر بن ماء السماء ، وفي الاعتذار اليه ..ومديحية العلامة محمد فال بن محمذن بن أحمد بن محمد العاقل الأ بهمي الديماني التي نظمها في مدح خير البرية محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم .
التعريف بصاحب المعلقة الشاعر الجاهلي النابغة الذ بياني :
هو :زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني ، كنيته أبو أمامة ، لقّب ب”النابغة ” لنبوغه في الشعر و إكثاره منه بعد ما أحتنك،أي بعدما كبر، وهو أحد شعراء الطبقة الأولي من شعراء العرب في الجاهلية ،وهذه القصيدة التي بين أيد ينا اليوم يمدح ويعتذر بها إلى النعمان بن المنذر، وهو أول : من تكسب بالشعر ، وقد جر عليه تقريب النعمان له وإغداقه عليه العطايا ، حسد شاعر ونديم سبقه للنعمان هو المنخل اليشكري ،وأبناء عوف بن قريع وهم جماعة البلاط التى عناها في عينيته الاعتذارية حيث يقول:
أقارع عوف لا أحاول غيرها *** وجوه قرود تبتغي من تجا دع
وقد غضب عليه النعمان إثر وشاية مشتركة بين ،المنخل اليشكرى وأقارع عوف ، وذلك بعد أن طلب النعمان من النابغة حياكة قصيدة في وصف زوجه المتجردة فقال قصيدته الشهيرة التى مطلعها :
أمن آل مية رائح أو مغتد ى *** عجلان ذا زاد وغير مزود
وقد هرب النابغة خوفا من توعد النعمان له وطفق يرسل إليه القصائد الجياد معتذرا بها إليه ومتنصلا مما نسب أعداؤه إليه وقد عرفت تلك القصائد في ما بعد بالإعتذاريات ومنهن البائية الشهيرة التى مطلعها:
كـليني لهـم ّ يا أميمة نــا صب *** وليل أ قـــا سيه بطيء الكــو ا كـب
وقد اقتطفنا منها هذا المقطع:
أتاني أ بيت الـــــلعن أنك لمتني ***وتلك التي أهتمّ مـنها و أ نصـب
فبت كأن العـــــائذا ت فر شنني ***هراسا به يعلي فرا شي ويقشـب
حلفت فلم أ ترك لنــــفسك ريبة ***وليس وراء الله للمرء مذهـــــب
لئن كنت قد بلّغت عنى و شا ية*** لمبلغك الوا شي ،أ غشّ و أكذب
أما القصيدة التى جعلناها موضوع المقارنة فيقول في أولها :
يا دار مية بالـــعلياء فالسنــــد *** أ قوت وطــا ل عليـها سا لف الأ بــد
وقـت فيــــها أصيلانا أسائـلها ***أعيت جوابا ومــا بالربع من أ حـــــد
إلاّ الأواريّ لأ يا ما أبــينــــها ***والنؤى كالحو ض بالمظلومة الجلــد
ردّت عـــــليه أقاصــيه ولبـّده ***ضرب الو ليدة بالمسحاة في الثــّـأ د
خلت سـبيل أتىّ كان يحـبســه***ورفعته الي السجــــفين فا لنـّــضــــد
أمست خلاء وأمسي أهلها أرتحلوا** أخني عليــــــــــها الذي أخـــنى على لبد
ومن أحسن التخلص قوله :
فعدّ عما تري إذ لا ارتجـــاع له*** وانم القتود علي عير انة أجــــــد
مقذوفة بد خيس النحض بازلها*** له صريف ، صريف القعو والمسد
ونواصل مع القصيدة في تخلص الشاعر إلي الاعتذار والمدح للملك النعمان بن المنذر حيث يقول بعد أن وصف ناقته بأحسن الأوصاف وسيرها ليل نهار وشبهها بالحمر الو حشية ، الجافلة خوفا من الآساد ثم يتخلص قائلا :
فتلك تبلــّغني النعمان إن لــــــه ***فضلا علي الناس في الأ دني وفي البـعد
ولا أري فاعلا في الناس يشبهـه *** ولا أحاشي مـــن الأ قــــوام من أ حــــد
إلا سليـــــمان إذ قال الإ له لــــه *** قم في البــــرية فاحــــددها عن الفنـــد
وخيّـــس الجنّ إني قد أذنت لهـم *** يبــــــنون تدمـــــر بالصــفاح والعمـــد
فمن أطاعك فانـــــــفعه بطاعتـه*** كما أطــــــــــاعك وادللـه على الــر شد
ثم بعد استطراده لخبر سليمان بن داوود عليهما السلام وهو من الأربعة الذين ملكوا الأرض من مشرقها الي مغربها ،ثم بدأ الشاعر في وصف النعمان بالكرم والجود ووصفه بأنه يهب مائة ناقة من الإبل الناعمة وغيرها ، ثم يمر بوصف الفتاة الذكية التي رأت حماما واردا فقدّرت عدده حيث قال:علي لسانها:
قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا *** الي حمامتنا ونصفه فـــــقد
فكملت مائة فيـها حمامتها***وأسرعت حسبة في ذلك العدد
ويبدأ الاعتذار إلي النعمان قائلا :
فلا لعمر اللذي مســــــحت كعبته *** وما هريق علي الأ نصاب من جسد
والمومن العائذات الطير تمسحها*** ركبــان مكة بيــــن الغيل والسعـــد
ما قلت من سيئ مما أتيت بـــــه*** إذن فلا رفـــعت سو طي اليّ يــد ى
إلا مقالة أقــــوام شقيت بهــــــــم ***كانت مقــــــــالتهم قرعا علي الكبــد
غدا فعـــــــاقبني ربي معا قبـــــة*** قرت بــــها عين من يا تيك بالفــــند
أنبئت أن أبا قـــــــابوس أو عدني **** ولا قرار علي زأر مـــن الأ ســد
مهلا فـــــــــداء لك الأ قوام كلهم *** وما أثـــــــــمر من مال ومن ولــد
التعريف بالعلامة ببها بن محمذن بن أحمد العاقل
هو العالم العامل “ببها” علما محمد فال بن محمذن بن أحمد بن محمد العاقل الأبهمي ، ولد سنة: 1244هج-1828م بمنطقة إيكيدي ، في بيت علم وصلاح وفي نفس العام توفي جده الشيخ أحمد بن العاقل . وقد تربي الشيخ في محيط علمي وروحي فريد في وسطه العائلي فوالده محمذن الملقب مامّين كان من أكبر العلماء ،والقضاة المنصبين في عصره، وكان بالإضافة الي علمه سيدا مطاعا ذا جاه يركن اليه الناس للانتفاع وللدفاع عن من ظلم منهم.
وقد عاصر صاحب الترجمة العديد من الأعلام الذين عاشوا في عصره فمنهم على سبيل المثال لا الحصر: الشيخ سيديا بن المختار ولد الهيبه ، وابنه الشيخ سيد محمد ، و القدوة الشيخ محمذ فال بن متالي التندغي، و العالم محمد بن محمد سالم ،المجلسي، والشيخ محمد المامي الباركلي .والعلامة الشاعرمحمدو بن محمدي العلوي، وكذلك الشيخ والشاعر المفلق محمدو بن حنبل.
.كما عاصر أيضا كلا من الشيخ محنض باب بن اعبيد الديماني و الشيخ أحمد بن الفاضل والعلامة أحمذ ولد زياد وابنه محمدفال ،ومحمد فال ابن أحمد بن المنجي ، ومحمد بن أحمدسالم … تغمدهم الله جميعا برحمته
في هذا الجو المشحون بالعلم والمعرفة داخل النطاق لأسري وخارجه، نشأ العلامة ببها وما إن مرت عقود عمره الثلاثة الاولي ، حتي أصبح يشار اليه بالبنان ، في كل صفات الفتوة والعلم والجاه ، وأصبح محط رحال طلاب العلم من كل صوب وحدب ينسلون اليه، حتي لقّب بحر العلوم . وتدل مختلف آثاره ، علي علو مكانته العلمية التي تبوأها بين شموس عصره ، الذي يعتبر عصرا ذهبيا علميا وثقافيا بامتياز.
فمن آثاره العلمية نذكر جملة [المسائل العشر]في التوحيد و[ دمية المحراب ] و و مختصر في النحو و[شرح لامية الأ فعال لابن مالك ]الثلاثة في علوم النحو والصرف ،و نظم في فواصل سور القرآن و تبيان التضادّ بين مخرج الظاء والضاد و رسالة [ في الجيم] الثلاثة في علوم القرآن، و من مؤلفاته في السيرة النبوية [ أسماء الصحابيات رضي الله عنهن] ونظم الطوارئ [ حوادث السنين ] و نظم المنتسبين الي الجناب النبوي الشريف إلي عصره المعروف ، ب: رب بطه . وله مؤلفات أخرى كثيرة في شتي الفنون وأنظام حسان و قصائد منها داليته في الأ لغاز الشهيرة وشرحها[وله مختصر الشمائل المحمدية] و الذي حققه وخرج أحاديثه ، أستاذنا الجليل محمدفال ابن عبد اللطيف ،وقد طبع المؤلف مع شرحه منذ سنوات.
ومن الآخذين عليه وهم كثر –ما شاء الله-ابنه [أميى] محمذن ، وأبناء إخوته [العلامة والشاعر المجيد امحمد ابن احمديوره وأخواه العالمان محنض ومحمذن، و العلامة ابن أخيه سيد ي بن مختا رأم ّ[التاه]علما والعلامة محمدن بن حمدي الديماني ، وقد أخذ عليه كذلك العالمان محمد وببكر ابنا عمر بن ابنو عبدم الفاضليان ، والعلامتان الجليلان [الشيخ محمد سالم ابن الما ومحمد بن حمين ] اليداليان و العالم الجليل [ خطري ابن الغوث ]الألفغي والعالمان :المصطفي والعتيق ابنا محمذن بن المصطفي اليكوديان وغيرهم كثير…
ومن شعره في البكاء على الأطلال :
حول بلشان عرجـــن بربوع *** ما لماضي أيامها من رجــو ع
حيّها حيّها وســــائل ربوعا ***برباها عن أ هل تلـك الر بـو ع
أن محض الجفاء أن لا تحيا ***أو تحيا بغير سفك الد مـــــو ع
وقد تميز بمحبته لرسول الله صلي الله عليه وسلم و يتجلي ذلك في تعدد مديحياته التى منها :
ركاب الفكر آ لمها براهـــــا *** نصيص الأ بردين الي سراها
ينازعن الأعــــــنة جافلات *** زفيف الكدر جدّ بها صــــداها
إلي سر العواتك من سليــــم *** ترجي أن يتم لهـــــــــا مناها
وما خابت ظنون أخي ركاب *** إلي سر العواتك منتـها هــا
ومنها أيضا ميميته الشهيرة التي مطلعها :
سل الرسم عن أين انتوت حلل الر سم *** لدي منتهي الجرعاء من خــبت تنورم
وبالخــــبت خبت المأمــــــنين منازلا ***عفتها السوارى من سليـمى ومن نعــــم
وســـــائل لدى الجمـــــاء دورا كأنها***معاصم في أرساغها كفـــــف الـــــو شم
وما إن عــــــرفت الدار إلا توهـــما*** توهّم آى قد بقيـــــــن مــــن الــــــــر سم
ثم بعد مقدمته الطللية الفائقة السبك والسلاسة يتخلص الي غرض المديح الهام وذلك بمطلع جديد للقصيدة حيث يقول:
ألا عدّ عن هند الهنود وعن نعـــــــم *** وسعدى بني سعد وسلمي بني ســـلم
ومن توسلياته الشهيرة قطعته المعروفة ب “صربة ببها” :
لكال أناس من ذوائبهم وفـــــــد ***** إذا ناب أمر أو دها الحادث الإ دّ
ونحن بعثنا من ذوائبنا الأ ولى *** جحاجح لا يعدو نواديها المجـد
بحمزة والعباس نوه وأبشرن*** بفوز وسعد ما يقاومه ســــعــــد
وعدّ عليّا ذا الســناء وجعفرا *** وريحانتي طه وهينم إذن واشـد
وزيدا ولا تغــــفل أسامة إنه *** يعدّ إذا ما آ ل نور الهـــدى عــدوا
وقد تميز بحسن الظن بالمسلمين ، وبالإعتراف لأهل الفضل بالفضل، وله إخوانيات في هذا المجال نذكر منها :علي سبيل المثال قوله مخاطبا الشيخ أحمد بن الفاضل الأبهمي :
علام ازدجــــار الطير للــــــطيران *** وأحمد ميــــــمون وقطب زماني
فلا تخش من ريب الحوادث إن من *** يكن منه لا يخشي شبا الحد ثـا ن
ولا تتــــــخذ شيــــــخا سواه مربّيا *** فما كــل مصــــقول الحد يـد يماني
ومنها قوله مخاطبا الشيخ سعد أبيه بن محمد فاضل إبان قدومه الي المنطقة الكبلة :
مطلع الغرب لاح ويحك فيه *** سعد خير مـذ لا ح سـعد أبيه
سعد خير ينمي الي كل سعد ***زاخر اليم أريحــــــيى نبيـــــه
نال ما نال في صــــباه ولمّا *** يعد عشرا مضت له من سنيـه
قل لمن قال إن للغوث شبها *** أوشبـيها في قطرنا ؟أر نيـــــه )
وقد توفي رحمه الله هو و شقيقه عبد الله في يوم واحد صادف يوم عرفة الموافق يوم الجمعة سنة [1334هج-1916م] ودفنا بمقبرة الميمون تغمدهما الله برحماته وقد رثاهما ، الشيخ سيديا [باب ] ولد الشيخ سيديا فقال :
ليس الكرام علي الردي بحرام *** يعتامهم في الحلّ و الإ حر ا م
ذ هب الإمام محمدن وقـــرينه *** عبد الإله المر تضـــي بسلا م
متحليــــــين بحلي كل فضيلة *** متخليــين عن الخنا والـــــذا م
يرضي بهديهما الأنام ويقتفي *** أ ثريـــهما في الحلّ والإ برا م
و أما الدالية المديحية التى في نفس البحر والروي مع قصيدة النابغة الآنفة الذكر فيقول في مطلعها:
أدخلت نفسي ومن خالـلت من أحد***في الصاد والميم من لفظ اسمك الصمد
وفي الدوائر من هاء الجلالة والــ***ـــميمين ميمي سمـــــاك المومن الأ حد
والميم والطاء من لفظ المحيط كما *** أدخلتهم جــــيب طه مظهر المـــد د
أدخلتهم جيب أبهي من به سبحت*** شياظم العــــيس من بطحان للبلــــــــد
وخيرمن طاف بالبيت العتيق ومن *** وافي المناســـــك فوق جسـر ة أجــد
ومن أراق دمــــــــاء البدن مشعرة ***علي أيــــاسر كل تـــــامك قــــرد
وخير من شام عضبا صارما ذكرا***في جنب من هو لم يولد ولم يلـــــــد
كيوم مكة والأحـــــزاب إذ دهموا*** ويوم بدر وأو طاس وذي قــــــر د
ومن أذلّ رقاب الشوس من نمر *** ومن نمير ومن كلب ومن أ ســـــــد
ثم بعد ذكر بعض المغازي الفاصلة في حياة الرسول صلي الله عليه وسلم ،والمسلمين ، يبدأ في سرد بعض المعجزات :
أدخلت نفســــي وأهلي جيــب من شهدت *** بصدق بعثــته الغزلا ن بالجــــر د
والضرع والصخر والحصباء قد شهدت *** والـــــــجذع حنّ حنين الأم للو لــد
ومن يكن جيـــــب طه حــــصنه انقلبت *** له المـــكار ه أمنا شيب بالر شـــــد
والــــهون يغــــــدو له بالــــعز منعكسا *** والخسر بالربح والنقصان بالز يـــــد
فريقه حـــــين مس العيـــــــن ناضـــبة *** والعين غائبة الإ نسا ن من ر مـــــد
بيمـــــنه زال ما بالعـــــــــين من رمد*** وتلك فاضت بعـذب ليس بالثمـــــــد
وإذ غــــــدا في ربـــــــــيع الألّ مولده *** غدا ربــــــــيع ربيع القلب والكبـــــد
ويوم الا ثنــــــين منه نال منـــــــــزلة *** عنها تـــقاصر يوم السبت والأ حـــد
وإذ ثوي في البقاع الطــــاهرات غدت*** في رتــــبة لم تكــــــن للثور والأ سد
فســـــل قبــــاء وبطـــحاء العقيق وسل*** سلعا وغرسا وأ علي الـسفح من أحد
وسل حراء وثورا والحــــــــطيم وسل*** سفح الحـــجون الي حو مانة الكتـــد
فالأخشبــــين فغار المرســــــلات الي ***خيف المحــــــصب فالبطحاء فالسعد
منازل اكتـــــــسبت بالمصطفي شمما *** علي منازل بالعلـــــــــياء فالسنــــــد
ثم يذكر نزول الو حي علي النبي صلي الله وسلم فيقول :
فيها تردد جـــــــبريل الأمين علي *** طه الأ مين بقول ليس بالفنــــــد
فيها الطواسين والأ نعام قد نزلت *** مشيـــــــعات بأ ملاك ذو ي عدد
ثم يبدأ في وصف الصحابة رضوان الله عليهم وجهادهم في إظهار الدين فيقول :
بكل أبيض صـــــــافي اللون ذي ثقة *** وكل أســــــــمر لدن المتن مطـــــــرد
بكف أروع حـــــــام للـــــــــذمار إذا *** كعّ الجبان ، وبــــــانت دهشة النجــد
حلو الشمائل من تــــــــيم ابن مرة أو***من آل عــــــــــبد مناف أو من آل عدى
أو من ضراغم بــاقي الغر من مضر*** أوغر قيـــــــلة أهل الــــــبأس والصفد
تراه في الـــــــــسلم في الأنداء متئدا*** وفي الملا حم يـــــــــــــــلفي غير متئد
إني عرضت الي اللقيا كما عرضت ***من فقد ها لنمــــــــير الماء نفس صدي
جدلي بلقــــــيانة يلفـــــــي بها رغدا *** عيشى فما العيش إن لم تلف بالر غــد
عليك أزكـــــــي صـــلاة لا نفاد لها ***ما إن فضــــلك محفو ظ من النفــــــــد
معها ســــــــــلام كترياق المدام إذا *** شجت سحـــــــيرا بماء الثلج والبــــرد
هكذا ختم العلامة ببها قصيدته المديحية الجميلة وسنختم هذه الحلقة بشرح بعض المفردات اللغوية التى وردت في القصيدة.
التعليق اللغوي
الغيداء : المليحة ، وتسبي القلب [ تأخذه ] والغيد : الملاحة وحلا وة المنظر الخ….
وقد روي أن [الطواسين] وهي 3سور من القرآن *سورة الشعراء وسورة النمل وسورة القصص* وسورة الأنعام وهي: السورة السادسة من القرآن الكريم ، حسب ترتيب المصحف العثماني … وعدد آياتها 165آية .وسميت بالأنعام لورود [ أسماء الأنعام فيها ….ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين الخ……الايات منها وقد نزلت معها سبعون الف ملك ، قد سدوا ما بين الخافقين ، ولهم زجل في التسبيح الخ …كما ورد في الأخبار الصحيحة عزوا لتفسير الطبري.
الشمم : العلو : حسا ومعني وقوله [منازل بالعلياء فالسند] إشارة الي النا بغة في مطلع معلقته يا دار مية بالعلياء فالسندالخ…
الآخشبان جبلان بمكة المكرمة يحوطان بها من جهتين الي جهة المدينة المنورة
وغار المرسلات [ بمني ونزلت بها سورة من القرآن سميت باسمها وهي [ والمرسلات عرفا الخ…..] خيف المحصب الخ كلها مواضع بالقرب من مني الخ…..
حراء : جبل قرب مكة كان النبي صلي الله عليه وسلم يتحنث فيه [أي يتعبد فيه قبل البعثة الليالي ذوات العد كما في حديث عائشة رضي الله عنها
وغار ثور : هو الذي كان فيه الرسول صلي الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق إبان هجرتهما ومكثا فيه ثلاث ليال
– الحجون [ أرض مكة ] حومانة أرض غليظة ذات جبال و الكتد : والثبج بمعني وهو تشبيه للجبال الصغيرة بألا ر ض الجرداء
قباء وبها مسجد قباء المشهور ، والعقيق : مدفن مبارك معروف بالمدينة المنورة وسلع وغرس مواضع مباركة من المدينة [ طيبة ] كما سماها هو صلي الله عليه وسلم ، وأحد جبل معروف [ وفي الأ ثر : أحد يحبنا ونحبه الخ الحديث ]أو كما قال صلي الله عليه وسلم ، والسبت [ عيد اليهود] والأحد : عيد النصاري ] والإ ثنان :يوم مبارك ،فقد وقعت فيه أمور عظيمة ، ومن أعظمها مولده صلي الله عليه وسلم ، وربيع الأ لّ: وهو الأول وربيع الثاني موالي وربيع الأول هو زمن ميلاده من السنة القمرية ، وهو الشهر الثالث منها
الجسرة : الناقة الخفيفة السريعة السير، والأجد : بضمتين :الناقة الكاملة الخلق المكتنفة اللحم .يوم مكة [ غزوة الأحزاب] التي ذكرت في القرآن الكريم في سورة الأحزاب ،في آخر الايات التي ذكرت فيها قوله تعالي [ وردّ الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا *وكفي الله المو منين القتال وكان الله قويا عزيزا الخ الايات :من رقم 1 الي 23
– والجيب : ما يجعل فيه المتاع الخفيف كالسواك وهو ملصق بالثوب [كالوعاء الخفيف]ومعناه الدخول في ثيابه صلي الله عليه وسلم ، وقد دخل في حرم أسماء الله [ الصمد ، وإسم الجلالة [الله] والمومن والأحد والمحيط ]من أسمائه جل جلاله ودخل جيب طه صلي الله عليه وسلم فهو آمن من جميع المكاره في الدنيا وفي الآخرة وما بينهما والحمد لله الذي جعلنا من أهله.
بقلم : الأستاذ محمدن بن عبدالله بن مناح
مفيد جدا رحم الله السلف وبارك في الخلف
شكرا لكم على تواضعكم وأخلاقكم الرفيعة ولا غرو فماء العود من حيث يعصر .
السيد أحمد يدر
لقد تم تصحيح الخطأ المتعلق بنسبة الشيخ محمد المامي وهو سهو وذهول لا يغتفر لكننا نعتذر عنه ونأسف له.
الموقع
بسم الله الرحمن الرحيم .وصلى الله على نبيه الكريم
أرجو من الموقع المحترم موقع انيفرار المتميز بنشر النوادر من الأخبار والسير والآداب تصحيح خطإ فادح ورد في هذا المقال هو نسبة جدنا الشيخ محمد المامي نسبة خاطئة يجب تصحيحها فالشيخ محمد المامي بن البخاري بن حبيب الله بن بارك الله بن أحمد بزيد بن يعقوب من آل بارك الله وليس من الموسويين رغم ما يربطه بهم من أواصر وعلاقات أخوية وهو الذي يقول في “الدلفينية” :
والموسويون فاقوا كل واعية :: من الخميس الذي قادته لمتون …..
وأشكركم على هذا المقال الرائع ولا غرو فقد عودنا أستاذنا الفاضل الأديب محمدن بن عبد الله بن مناح على مقالاته القيمة .
ولله در العلامة “ببها” رحمه الله ونفعنا ببركته فقد كان أحد أبرز أعلام عصره .
وتقبلوا فائق التقدير والاعتزاز .
رجاء نشرقصيدة له مطلعها*حي ربعافويق تنيلف وابا*لرفيقيك ان ينيخاالركابا