أمر ذي الملك في البرية ماض
فقد أودى بجرهم ومُضاض
وقضى الله أن ذا الكون فان
فقوي الجناح مثل المهاض
سحنة الأرض من وجوه صباح
و ثراها من العيون المراض
يفتك الدهر بالكرام و يعتام
أولي الفضل، فتكة البراض
ثلم الدين فقد أحمدنا السالم
عرضا مُفرقُ الأعراض
عاش ندبا يدعو إلى الله بالسمت
ببسط وتارة بانقباض
أخذ العلم من منابع مأتاه
جنى يانعا بهي الرياض
ومهاب الجناب في الجد عزما
وطريفا إن مال للإحماض
روض العلم يافعا وامتطاه
للمعالي يفريه فري المواضي
يقتفي رشد نجل رشد وسحنون
ويمضي على طريق عياض
وخليل خليله إن نحا البحث
إلى الوقف أو فنون القراض
إن تسله عن النوازل تلفي
زاخر اليم غير خاوي الوفاض
فاتق بالمراس و الفهم تعقيد
قضايا قد أعجزت كل قاض
بوجيز من الخطاب عميق
إن لغا كل مطنب فضفاض
وإذا خضت أي فن تجده
في مطباته سريع المخاض
قد رضينا بما قضى الله فالعبد
بما قد قضاه مولاه راض
ولنا في محمد البر وأحمدو عزاء
يسمو بدون انخفاض
بهما يرأب الثأى فالمعالي
ورثاها عن كامل فياض
بارك الله فيهم وحباهم
رفعة لا تسام بالانقراض
فهم القوم فضلهم عم قدما
ما فضاء قد عمروه بفاض
و صلاة على النبي و سلام
ما انجلى داهم الدجى ببياض