أولا التعريف بالمؤلف:
هو شيخنا العلامة سيد محمد بن عبد الرزاق بن سيد محمد بن الشيخ أحمد بن الفاضل, وقد سبق أن عشنا معه عبر هذا الموقع وقفات ممتعة في فنون متعددة كالفقه شرح الأخضري ورؤية الهلال والنحو شرح الأجرومية والنوازل فتوى إمامة اللاحن, وزكاة السمك وما زالت لنا معه إن شاء الله تعالى وقفات في فنون أخرى كعلوم القرآن والحديث والسيرة وغير ذلك, متعنا الله به ونفعنا ببركته وجزاه عنا أحسن الجزاء.
ثانيا التعريف بالكتاب:
والكتاب الذي نعرضه اليوم هو نظم في مخارج الحروف (تجويد) للشيخ سيد محمد حفظه الله ومعه تعليق مختصر وضعه عليه, وقد سلك فيه نفس المنهجية التي مرت معنا في كتبه السابقة, حيث اعتمد على النقل من المصادر سواء المتقدمة منها ك الدماميني وميارة وشروح ابن بري , أو المحلية ك الذهب الإبريز والميسر ومرام المجتدي , كما اعتمد أيضا على تأليف ل حامد بن محمذن بن محنض باب في الجيم, وبعض أنظام المختار بن المحبوبي والشيخ عبد الفتاح (بداح) بن الشيخ أحمد, والنقل الشفهي عن بعض شيوخه كالعلامة المقرئ يحظيه (اكيه) بن ابا رحمه الله تعالى.
وقد كان لهذا الحي من بني أعمر إيديقب – كما هو حال سائر الزوايا – تاريخ حافل مع علوم القرآن سطره الأجداد وتوارثه الأحفاد وخلده الأدباء, وقد تكررت المجانسة بين “قار وقارئ” في كثير من الأشعار التي مدحوا بها أو رثي بها أعيانهم, ومن أبلغ ذلك الإضافة في قول الشاعر المختار بن حامد رحمه الله:
مسجدكم قدما وقرآنكم ** وغيثكم حرز من الأوبئة.
ولعل المورد الصغير الذي ألفه الشيخ ألفغ عبد الله رحمه الله تعالى من أول ما ألف في هذا الفن في المنطقة, كما أن إجازة القراءات التي قدم بها الشيخ عبيدي بن محمذن رحمه الله تعالى من رحلته المشهورة من أقدم أسانيدها.
وقد ألف الشيخ أحمذ (بد) بن زياد رحمه الله تفسيره المشهور, وله كتاب حافل في القراءات.
وخرَّج الشيخ أحمد سالم (ححام) بن ألفغ عبد الله (بيبَّاه) رحمه الله تعالى القراءات التي وردت الإشارة لها في تفسير الجلالين.
واختصر الشيخ عبد الرزاق بن سيد محمد رحمه الله تعالى (والد المصنف) شرح الإيدوعيشي لنظم الدرر اللوامع في قراءة نافع لابن بري .
وللمؤلف (سيد محمد حفظه الله) نظم آخر في الياءات الزوائد سنعرضه لاحقا إن شاء الله تعالى.
وقصة أحمد بن سيد الجكني (والد سيد سالم) مشهورة في احتكامه مع بعض ذويه في مسألة من علوم القرآن إلى الشيخ أحمد بن الفاضل رحمه الله تعالى.
وكان للشيخ محمذن (اميه) بن محنض باب رحمه الله تعالى ختماته المشهورة, يبدأ في أول الشهر الواحد ختمة حزبٍ حزب ينهيها في شهرين وختمة حزبين ينهيها في شهر بالإضافة إلى ختمة السبع وختمة حزب بعد كل فرض ينهيها في اثني عشر يوما.
كما كان للشيخ سيد محمد(دداه) بن النجيب رحمه الله عناية فائقة بالأداء ومراعاة المعنى في الوقف والوصل, ويعطي لكل معنى نبرته من تعجب أو استفهام أو غير ذلك, فكأنه يغني السامع بذلك عما أصبح يعرف بعلامات الترقيم, وقد بلغنا عن الأديب أحمدو بن الولاي رحمه الله أنه كان يقول إنه إذا سمع قراءته يتصور كأنه يرى موسى وفرعون واقفين وكأنه يشاهد الحوار بينهما.
وكان الشيخ محمدن (أد) بن الشيخ أحمد رحمه الله تعالى يقول عن الشيخ سيدن بن محمذن فال بن عمر رحمه الله تعالى إنه كان أعجوبة من أعاجيب الزمان: فلقد رأيته يوما وتلاميذه محيطون به وهو يكتب لوحا من القرآن ويملي ألواحا أخرى ويعرض عليه التلاميذ ما حفظوا كل ذلك في آن واحد.
وغير ذلك كثير, وليقس ما لم يقل, رحم الله السلف وبارك في الخلف.
ثالثا: مصدر النسخة:
تمت طباعة هذه النسخة من نسخة المؤلف الأصلية بخطه على يد الأستاذ امين بن حامد , وتمت مقابلتها عليها, وقد لاحظنا أن المؤلف يستخدم كثيرا عبارة: “قال الناظم رحمه الله تعالى” قبل إيراد الأبيات مع أنها من نظمه أطال الله بقاءه, والمعهود أنها إنما تقال بعد وفاة الناظم, لكن الشيخ سيد محمد أدرى بذلك, فلذلك لم نستسغ تغييرها, فهي هنا لمجرد الدعاء بالرحمة, والله تعالى أعلم.
كتبه محمد الأزعر بن حامد غفر الله له ولوالديه.
أحمد الشريف من الجزائر
بارك الله فيك على هذا التقديم ورحم الله علماءنا
وخيرت حت شكرا جزيلا وجزاكم الله خيرا
جزاكم الله خيرا