أعجبتني فكرة سبقني إليها الشاب يعقوب ولد اليدالي ونشرها على موقع “المذرذره اليوم”
وهْـو بسبقي حائزا تفضيلا .. يتعلق الأمر بثراء اللهجة ” الحسانية” وبتعدد مفرداتها وكونها تمنح لكل شيئ اسما ، ومع ذلك فإن لأغلب مفرداتها دلالات متعددة .. قدم الأخ يعقوب ثلاثة مفردات من الحسانية وأعطى لكل ٍ واحد منها عشرة معاني وهي “الدك” بكاف معقودة “اللوح” “العارظ” .
وللإفادة أكثر أضفت إلى ما قدمه الأخ ثلاثة مفردات أخرى وهي : “العين” و “السلك” و “الراص” لأنشرها عبر الفيس البوك لتكون الفائدة أوسع ..
1ـ العين :
والعين هي حاسة النظر ، ويقال لها بالحسانية ألعين ..
والعين تقال للجاسوس ..
والعين المكان الممتد بين مرتفعين من الأرض .. يقول امحمد ولد أحمد يورة :
[| [(
ماتكلع ش حد امنهــــــون *** أنفد مغيَ واكصف من دون
علب انمارد واكرد لعيون ***إلين امنين العلب اركــاك
ويل ج واط فالميمــــون ***وافكيرنات ؤمــا ينظــــــاك
امل ماتكلــع ش كــــــون ***ال تكلع ش عن لخــــلاك ..
)] |]
فكلمة لعيون جمع عين وهي الممر الواسع بين مرتفعين من الأرض ..
وعين القوم سيدهم فيقال بالحسانية “افلان عينْ” ومن ذلك قول الأديب :
مَرْكْ العين اليومْ الِّ عينْ فيهْ العينْ ؤلخلاكْ اتفاكْ
اكلْحمْدَ الِّ لاَمرْكْ العين ماهُ لاه يمركْ لخلاكْ
والعين من العين التي ورد فيها الحديث الشريف “العين حق والله إنها لحق” ..
“أظيك من عين ابره” والإبرة هي أداة الخياطة ، يستخدم المثل في ماهو ضيق ..
والعين بئرالماء القصيرة ..
” عين التيفَّـارت” والتيفارت حبل قصير يصنع من الجلد ويستخدم عادة لقيد الجمل أو الناقة ..
العين الحمره ومنه “نعَّـتلُ العين الحمره” أي هدَّده ..
“عاد عين بيظ” أي اختفى عن الأنظار..
وفي هذا الإطار جمع أحدهم العبارتين الأخيرتين وأضاف لهما ثالثة .. حيث يحكى إن معلما تخرج من مدرسة تكوين المعلمين فتم تحويله إلى ولاية آدرار ومن هنا أصرت الإدارة الجهوية للتعليم على تحويله إلى منطقة تسمى العين الصفرة وهي بعيدة جدا ويصعب الوصول منها وإليها فقرر المعلم المذكور أن لايذهب إلى مكان عمله فظل يتردد على الإدارة الجهوية في ولاية “أطار” علها تراجع قرارها ، والإدارة تلح عليه في الذهاب إلى العين الصفرة وبعد فترة من الزمن اشتكي أهل المنطقة إلى الوالي فاستدعاه ونهره بشدة و” نعَّتلُ العين الحمره” فقال له المعلم أنا لن أذهب إلى هناك فقال له الوالي لماذا؟ فقال المعلم لأنك أنت “نعتْـلِ العينْ الحمرَه أيّاك انكِيسْ العينْ الصَّفْرة وآن كاعْ لاهِ انعودْ عين بيظ َ”
2ـ السلك :
السلك وهو الخيط الذي يستخدم في خياطة القماش وما شابهه وهو أصل الكلمة ..
السلك يقال للمرتفع الممتد من الأرض اللينة أي من الرمل ..
سلك امن الريح أي الهواء أو النسيم ويُصغر عادة أي يقال “اسْليكْ امْنَ الريحْ” ، وهو النسيم اللطيف
اسليك من الدخان ، أي ما ينفثه المدخن ..
اسليك من الهول .. يعني سماع مقطع من الغناء فيقال “اسْمعْتْ اسْلِيْكْ امْنَ الهوْلْ”.
السلك التالي امن الروح ، ويعني الإشراف على الهلاك أو التعب الشديد..
السلك يعني الهاتف فيقال ” حرَّكْلُ السَّلْكْ” أي اتصل به عن طريق الهاتف
السلك الطبع أو الخلق أوالطريق ، فيقال “سَلكِ ؤسَلكُ ماهمْ وَاحَدْ”
” مبرومْ سلكُ” أي أنه إنسان خفيف الظل حصيف وتقال للأمر المُتْـقنْ
“اسلوك العلبه” جمع سلك وسلك وهي عصب في مؤخرة الرقبة
3 ـ الراص :
الراص العادي وينطق في الحسانية بالصاد وهو الرأس بالسين في الفصحى أي الهامة
“راص من لحطب” أي حزمة كبيرة من الحطب الذي يستخدم لإشعال النار ..
“راص أركاج” يقال للشخصية الكبيرة المرموقة ..
راص ارواي” أي بداية قصة جديدة قد تكون سيئة وقد تكون عكس ذلك ، ومنه قول لمغني
طيحت لعمود :: عنــد الظـــايَ
اغرور إيعود :: راص ارواي
“راص الواد” أي بداية الوادي ..
” كابظ الراص” أي عنده ألم ٌ في الرأس ..
” شايلَه راص انعامه” وتستخدم العبارة عادة في المرأة أي أنها متفوقة على قريناتها في أشياء كثيرة وتتعلق أساسا بالمظهر العام ومنه قول أحدهم :
شلت راص انعامت لغياد فامجيك ابكاو ألا شذرْ
مذرْ ومنين امشيتِ زاد اتركتيهم شــذرْ مـذرْ
“راصْ السَّرْحْ” ويقال لأقصى المراتع التي تصلها المواشي يومياً ..
“راص لخزامه” وهو طرف الحبل الذي يقود الجمل ..
“رُوصْ ازْرَعْ” جمع رأس ورأس ، وتعني الحبوب المطحونه التي تبقى بعد غربلة الدقيق ..
دمتم بخير
أخي وعزيزي الأستاذ والشاعر والأديب الملك
أشكرك على ترحيبك الأدبي الرائع والصادق بالأخ محمد عبد الله ولد آمنة. فقد كفيتنا مؤنة التاكشيت لهذا الزائر العزيز لموقع نيفرار.
بقلم ذ\محمدن بن عبدالله تعليقا علي ما نقل من صفحة (الفيسبوك ذ\الإعلامي الكبير السيد\ محمد عبدالله ولد آمنة، بادئ ذى بدء أشكر الأستاذ محمد عيدالله
علي اهتمامه بالثقافة واللغة بشكل عام ، وبما كتبه الأستاذ \يعقوب \عبد الله \ أبنّ في موقع انيفرار، إنها للفتة كريمة وفي محلها ، إذ ما يكتبه ذ\ يعقوب .حري بأن يقرظ وأن يقدر ،لسلاسته
وعدم معجميته ،سواء كان خبرا أو عينا أو أثرا ،ولا أقول-أثرا بعد عين ، فجزاكما الله -يا محمد عبد الله\آمنة ويعقوب على ما بذلتم من جهد
في تأسيس (فقه اللغة) الحسانية ،إنه عمل يذكر فيشكر ، لكن الأمر
يحتاج إلي شمولية ،أكثر حسب رأيى والله أعلم وأقرظ ما كتبتما في هذا
الموضوع بالأبيات التالية:
كتبتما فكرا قد تخجل الدررا****في طيها قد بدا ما كان مستترا
من فقه لهجتنا هذى محاولة *****وفضلها لكما يوما إذا ذكـــرا
سيروا علي منهج أنتم مقاوله ****قد جاء منسجماحقا ومعتبـــرا
حياكما الله ،إذ أخرجتم دررا **** من فقه لهتنا من علم من غبرا
ثم الصلاة علي خير البرية من ****فيه المحامد والخيرات قد حصرا