إن تذكر اللحظة الأولى من إدراك الفرد لذاته باستحضار تام أمر أشبه بالمستحيل،ولابد أن يصاحب ذلك التذكر مستوى من التشويش والتشابك ببن الفكر ،وتعود إمكانية التذكر إلى حدث عاشه الفرد في صغره ،وسما حضوره في ذهنه على براءة الطفولة .
ذلك ما يتضح من خلال الأسطر التالية:
إن تذكر اللحظة الأولى من إدراك الفرد لذاته باستحضار تام أمر أشبه بالمستحيل،ولابد أن يصاحب ذلك التذكر مستوى من التشويش والتشابك ببن الفكر ،وتعود إمكانية التذكر إلى حدث عاشه الفرد في صغره ،وسما حضوره في ذهنه على براءة الطفولة .
ذلك ما يتضح من خلال الأسطر التالية:
بينما كنت جالسا أنظر السماء المضيئة، وأطالع نجومها المتلألئة ،وأتأمل ضوءها العنيد، وبعدها الساحق، ،إذ سمعت بعض السامرين يتبادلون حديثا غريبا ، لفت انتباهي ،وألهمني بريقه ولونه، أن أكتب وأعلق على ذلك اللون الغريب ،فلم أفكر يوما أن أذهان هذا المجتمع قد وصلت درجة من النضج الثقافي والوعي الذاتي لمناقشة موضوع كهذا ،بل كنت احسبه من حديث المرء لنفسه ،أو بعضا مما نسمعه عن الغرب في الأفلام الوثائقية ،فهو في رأيي حكر على أهل تلك البيئة المتقدمة ،
وأعني بذلك اهتمام المرء بلحظات حياته الأولى،وإدراك النفس لأول لحظة رسمت بداية وعيها للوجود والعالم والأشياء ،وإحساسها بذاتها ،في مقابل حركة الزمن السريعة ،والتي تغير مضامين وأشكال و واقع البشر وحياتهم ، و ما كنت لأعيره سمعي واهتمامي ،لولا مشاركة فريدة من نوعها غريبة في غورها ،جاءت على لسان امرأة قد اختبرت الزمن وعاشت ألوانه وعايشت الدهر ونكباته، رأي أيقظ في نفسي شعورا نادرا جعلني أدون ماحكت بحرفية وموضوعية قالت : ( إنني ولما كنت في سن الثانية أصيبت يدي ا ليسرا بإبرة حادة انغرست فيها لحد الاختفاء،وأحد لم يدرك سر بكائي وصيحاتي المتتالية ،ومازلت أذكر بعض ما كنت أهذي به آنذاك :آه ….يدي …هنا ..
ويرجح عندي أن الذي أخلد تلك اللحظة في ذهني هو تعلقها بحاضر أعيشه الآن ويميني معلقة برقبتي ،لا رغبة لها في الحركة ،ولها هي الأخرى قصتها ،ففي ليلة من ليالي الخريف الماطرة ، كان المطر يهطل بغزارة ، وفجأة عصفت ريح عاتية حركت أركان البيت فهممت أن اخرج لأثبت نافذة البيت كان الطريق صعب، حجار وارض مغطاة بالماء،وهنا عثرت رجلي فسقطت مغشيا عليا لأجد ني بين جماعة من الأهل في حالة من الرعب والجزع هذه تصرخ وتلك تبكي وهذا صامت ويدي في يدي مكسورة ،نقلت للعلاج وخلال ذلك كنت أنظرها وأنظر الأخرى وأقارن بينهما ،ويحيلني القنوط واليأس إلى متاهات اللاعودة ،ويغطي اليأس سماء آمالي ،والحيرة أرض توقعي ،وفي الجانب الآخر يقيم الإيمان والعقل وأحاديث رفيقة كانت تسعفني ،وتسقط في أذني وعلى قلبي كرات ثلج ،تطفئ النار المتوقدة في فؤادي ،حديث كان يدور حول كسر العظام وجبرها، ونشاط الأعصاب وشللها ، كلمات نقلتني من عالم القنوط واليأس إلى فضاء الإيمان والسعادة ،وبعد شهرين استعادت اليمنى صحتها ،و لاتزال تلك الحادثة تدور في أذني حتى اليوم، ،
ومضى الزمن، وكأن شيئا لم يكن ، حتى أصبحت أستعين بيدي تلك في علاج هذه ،وأجعل من ماض المساوئ معينا على تحمل حاضرها )،
وبعد انتهائها من الحديث عجب الحاضرون من دقة وصفها ،وقرب عباراتها ،ووضوح أفكارها ،وأردت أن أعقب على ذلك فقلت :
إننا لو نظرنا إلى الحياة نظرة مصنف وأردنا أن نصف بشكل مفهوم ،فإن اللحظة ستكون هي الدليل ،فلا يمكن إدراك الزمن خارج اللحظة ،وهي ما يمكن رصده وتصنيفه ،إذ لا جود للزمن و إنما هو تواضع للتفاهم ،ولحظات ودقائق وشهور وأعوام تمر علينا بصور متباينة ، ………إن الإيمان بالحقيقة هو ما يجعلنا نموت مرة واحدة ونواجه الواقع بالقبول الصبر ويخلق فينا روحا وتصورا ننسى من خلاله الزمن ونبتعد عن الظروف ونفهم ذواتنا أكثر ونصبح نحن نحن في كل زمان وكل مكان.
بقلم:ديدي ولد أحمد سالم
شكرا لك يا ديدي ، فقدأجدت ،وأفدت وأطربت -ماشاءالله-بماكتبت كعادتك، ولا غرو ،فهل لي أن أشير عليك برأي سديد، ذلك أن تستمر في الكتابة، حسب ذوقك العالي لكن في موضوع ما نسميه.[أتحجليب]بالعامية وب[اتماري]ويقال له بالعربية [الترقيص]، فنحن مشتاقون الي قراءة، مقالات لك عن هذا الموضوع ولك أقول: إنّي لمشتاق وجد حـريص **** ياديدإذ أعنيك بالتنـصيص لقراءةالموضوع ذا فوجدتها*** دررا منظمة عن الترقيص
جادت بها أفكار شبل جامع*** أمجاد أسلاف بجيــب قميص
يارب حطه من العداومن المني***فهبنه مايبغيه بالتخصيص
ثم الصلاة علي النبي وآلــه****من ربه المعطيه كلّ خصو ص
آمين آمين يا رب العالمين.