ما يزال الشعر إلى يومنا هذا في هذه الربوع وسيلة تعبيرية وإعلامية ناجعة تلقى آذانا صاغية من المجتمع. وإن كانت هذه الظاهرة بدأت تنحسر مع بنية المجتمع العصرية .
والشاعر كبشر ذي شعور خاص يفرح للإحسان والإعتناء لكنه بملكته يمكنه ترجمة هذا الشعورإلى كلام موسيقي خالد. وهنا يأتي الشعر كأحسن مكافأة لرد هذا الجميل.
وبنية هذا النوع أي مكافأة الأطباء الإشادة بالطبيب واعتنائه بالمرضى وتحمله شكواهم والدعاء له. وقد درب الشعراء من هذا الحي على هذا النهج.
والنصان الشعريان الآتيان يمكن أن يندرجا تحت هذه الكلية في غرض شعري ليس مرادفا لغرض المدح المقابل للصلة وإن كان لا يبعد عنه أو متفرعا منه.
وسياقهما في خمسينيات القرن الماضي عندما تعرض الشيخ أحمدو زيد بن محمد فال بن مامون رحمه الله لوعكة استعصت على الطب المحلي (التقليدي) فانتقل مع رجال من لداته إلى السيد يحيى بن منكوس (الوزير السابق) الذي كان آنذاك طبيبا في ولاية لكوارب فقابلهم بكل العناية والترحيب وكتب الله لهم على يديه الشفاء
فقال الشيخ العلامة سيد محمد بن النجيب :
إذا كنت ذا داء عضال فلا تعــــــــــيا ** تسائل عنـه من طبيب سوى يحيى
هو الفائق الأقران في الطب والحيا ** وقد كان في الآداب في الرتبة العليا
حكيم خبير بالذي هو نافـــــــــــــع ** لداء جـــــــميع الطب ما طبه أعيى
وإن كان في الأمراض ميت صاحب ** فيـــــحيى به الأمراض ميتها يحيى
وقاه إله العرش من شر حاســـــد ** ومن شر من ناواه بالشر في الدنيا
و قال لـه الشيخ القاضي أحمد سالم بن سيد محمد :
نعم الحكيم الرضى يحيى بن منــكوس ** من يوم مــــن قصدوه غير منحوس
أكرم به من فتى حلو شمائـــــــــــــلـه ** في منبـــت المجد والعلياء مغروس
ما خيب الظن إذ جئناه من بعــــــــــــد ** نســــــعى لـه بمريض منه ميؤوس
حدث بما شئت من ظرف ومـــــن أدب ** ومن ســـماح ومن خلق ومن كيس
لا زال يرفل مصحوبا بعافيــــــــــــــــــة ** من سابغــات العلا في خير ملبوس
للتذكير فإن الممدوح الوزبر يحيى بن منكوس كان طبيبا في روصو في خمسينيات القرى الماضي وهو من جيل بناة هذا القطر وسياسيه الرواد وقد تقلد مناصب وزارية وإدارية هامة.
تعليق علي (أبيات الوسط) ودعواتهم ليحيى ابن منكوس ،بقلم ذ\محمدن بن عبدالله ،أنبه هنا إلي مسألة هامّة جدا وهي أنّ الدعاء
استجاب حتي أنه نفعه ذلك الدعاء في الدنياوسينفعه في الأخري
بإذن الله فالإجابة إذا حصلت في جزء من الدعاء فالقاعدة (أن الإجابة لا تتجزأ )حسب ما يعطيه المنطق والتجربة ، خصوصا دعاء المضطر الخالص النية في دعائه خصوصا إذا كان من القوم الذين خصه الله بدعائهم -تغمدهم الله برحماته واسكنهم فسيح جناته بجاه خاتم رسالاته
محمدن بن عبد الله بن عبدالمطلب بن هاشم مفتاح خيراته والمخصص لنجاة
أمته دعواته صلي الله عليه وعلي آله وأصجابه أيمة الهدي ومناراته آمين
تابعت اليوم جزءا من برنامج الصفحة الأخيرة الذي يقدمه الدكتور الشاعر والصحفي المتميز الشيخ سيد عبدالله وقداستضاف فيه الاداري والوزير والسفير والنائب يحي ولد منكوس فإذا به ما زال فعلا كما قال عنه دداه رحمه الله قبل أكثر من خمسين سنة:
هو الفائق الأقران في الطب والحيا ** وقد كان في الآداب في الرتبة العليا
أطال الله عمره وجزاه عنا بالإحسان.
لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل:
حدث بما شئت من ظرف ومن أدب ** ومن سماح ومن خلق ومن كيس