مما أنعم الله به علي في هذا اليوم العظيم هذه القصيدة التي أنشرها تحدثا بالنعم :
إن مما منه القلوب تذوب .. نفحات لها عليها هبوب
تستبي القلب كلما خامرته .. طربا و القلوب منها الطروب
كلما غاب نورها و تناءى .. عنك يدنوا مجددا و يؤوب
نفحات تهدي إليك أريجا .. عشقته قبل الأنوف القلوب
ما لعيني كأنها سحب مزن .. ماؤها من شوقي إليه سكوب
أي شوق إليه أي اشتياق .. شمسه ما لها و أنى غروب
أي حب يهدي الفؤاد إذا ما اخ .. تلطت في وجه الفؤاد الدروب
إنه يا من لم تذقه فريد .. يغمر القلب نوره فيتوب
يترقى أعلى المقامات يبقى .. خلفَه في الحال المجد الدؤوب
يخرق العيد حبه و سلاما .. و هناء به تكون الخطوب
صفوة الكون من يمد يديه .. منقذا من قد أغرقته الذنوب
بايعته على الفداء أسود .. لا رياء لما نووه يشوب
رضي الله عنهم و رضوه .. أُسُد الغاب إذ تثور الحروب
يقصر الشعر و الروي و واوي .. عن مدا مدحهم فياء تنوب
غرس النبل و السماحة فيهم .. و رعى الثمر و الثمار تطيب
غرس الحب و الشجاعة غرسا .. طاهرا في كل القلوب الحبيب
غرس الفضل و التقى فتدلى .. و دنا الغصن مجتناه الرطيب
أنت يا من إلى السماء تعالى .. جبرئيل الرفيق عنه يغيب
قاب قوسين كنت ثَمَّ أو ادنا .. من إله هو القريب المجيب
أي فضل من بعده القوم أضحوا .. عجبا يسخرون أمر عجيب
قدر الله أنه لا يساوي .. جاحدُ الحق قط من يستجيب
يا إلهي هذا المشيب برأسي .. ليت شعري أكان فيك المشيب
قصر العبد في جنابك جهلا .. و تمادا و ناصحوه تعيب
من له غير ثوب سترك سترا .. إن ستر الإله ثوب قشيب
ليس فيه كلا و لا و النوافي .. أي خرق و للذنوب يذيب
طال باللهو و التصابي مقامي .. و تغزلت و اطباني النسيب
فبكيت الرسوم رسما فرسما .. قلت إن الرسوم ليست تجيب
و ذكرت الوداد بيني و ليلى .. و صفاء اللقا و غاب الرقيب
سنوات فاقت ثلاثين مني .. سلبت آن أن يفدى السليب
و فداء السليب مدحك يا من .. قاصد الباب منه ليس يخيب
صلوات من الإله عليه .. و سلام ما للنسيم هبوب