دأبت الذائقة الأدبية المحلية هناك “بين الكثبان” على تفضيل الشعر في جميع مظاهره وألوانه على النثر في شتى أصنافه و أجناسه، خلافا لما يحدث في العالم الأدبي اليوم، ويعود ذلك لعدة أسباب منها ـ على وجه الاختصار لا الحصرـ ندرة التعبير الفني بالكتابة النثرية في المدونة الأدبية القديمة، وأعني بالكتابة النثرية ما يطابق مصطلح (السرد) عند نقاد الحداثة، ذلك أن الخيال وأحاديث النفس لا يثمران كتابة إلا بعد عدة مراحل من السمو الفكري وبجانب نقد دأبت الذائقة الأدبية المحلية هناك “بين الكثبان” على تفضيل الشعر في جميع مظاهره وألوانه على النثر في شتى أصنافه و أجناسه، خلافا لما يحدث في العالم الأدبي اليوم، ويعود ذلك لعدة أسباب منها ـ على وجه الاختصار لا الحصرـ ندرة التعبير الفني بالكتابة النثرية في المدونة الأدبية القديمة، وأعني بالكتابة النثرية ما يطابق مصطلح (السرد) عند نقاد الحداثة، ذلك أن الخيال وأحاديث النفس لا يثمران كتابة إلا بعد عدة مراحل من السمو الفكري وبجانب نقد هادف ومثال من التعبير الأدبي راق يقتدى به، ثمّ إن لسرعة تلقي الشعر وقبوله لدى الناس وشدة لصقه بالذاكرة ما لا يخفى على أبله، كما أن النثر لا ينبت إلا في تربة متحضرة ذات ثقافة عريقة. من هنا استحوذ الشعر على مألوف إنتاجنا الأدبي، فتربّع على القمة وطمس غيره، فأجزأ قليله، في الرثاء غرضنا الرفيع والوحيد “ربع عزة” . فليس من الإنصاف أن تقلّ حفاوة الأدباء والنقاد بالخاطرة عن ما يقدّمه أهل الريف وما يجودن به على خاطرتهم، فهم لايكتفون فقط بالنظر إليها أوصيانتها عن عوامل التعرية ومضارّ البيئة وآفات الريف المتلفة، بل يستقبلونها أياما ثلاثة ترى القوم فيها وكأنهم خدم الوافدة، وحشدها المسكين. وتختلف الخاطرة عن الكتابات الأدبية الأخرى بكونها جزءا من ذات الكاتب يفقده عند البوح به وقليلا ما يخرجه بل لا يخرجه إلا عند الإضطرارا ولا تصلح الخاطرة للفخر والتباهي ولا للإستثمار المادي، لأنها ليست قيد القدرة ولا رهن الإرادة، إنها تأتي فجأة وتختفي كذلك، وصاحبها أقرب للمدعى لشيء يفقده! ويتضح ذلك جليا حين يملك معها موهبة أخرى! فرغم أن الخاطرة لا تصنّف جنسا أدبيا في عرف النّقاد؛ إلا أنها محطة فكرية وثقافية أصبحت متنفّسا للإنسان المتحضر من ضغوطات حياة المدينة، فيها يدوّن أنماطا من المعارف بطريقة ساخرة أو جريئة ويتصارح مع ذاته ويبوح لها بكل ما يفكّر به في وحدته مما لا يقبله مألوف جماعته في العلن، وهي كذلك تدوين للمشاعر والأحاسيس الدفينة، وأحاديث النفس الخجولة والجريئة، هي جزء منّا نودّعه الكلمات والجمل ونحفظه بالكلمات، وتنقيب في عالم الذكريات الجميلة والمؤلمة، وإعادتها للحياة بروح جديدة.
لقدأجدت يا ديدي وأفدت في ما كتبته عن الخاطرة أو النفثة أو سمها ماشئت ، لكن لدي طلب اليك ، وأظنك ستلبيه ذلك أنني اريدك أن تكتب ، وتستعمل موهبتك الفذة -ماشاء الله -في الكتابة في شتي الموضوعات بدون استثناء ، وحفظك الله ورعاك , وكتب محمدن بن مناح تيب عليهما وعلي جميع المسلمين، آمين يارب العالمين.