كان المتنبى عالما باللغة حافظا للشعر، وقد قيل إن أبا علي الفارسي سأله يوما كم لنا من الجموع على وزن فعلى؟ فأجابه بديهة حجلى ( واحدة الحجال)و ظربى (حيوان قصير القوائم)، قال أبو علي فسهرت ثلاث ليال و أنا أقلب كتبى ودفاترى فلم أعثر على ثالث لهما. وقد و جد أحد الباحثين الشناقطة جمعا ثالثا هو معزى وذكره في بيت من الرجز، وما لفت انتباهي في بيت الشنقيطي ليس العثور على اللفظ – فالشناقطة من مضغ الشيح والقيصوم- بل أمانته العلمية النادرة حين عزا المعلومة لكتاب الدمامينى . المعروف,كان المتنبى عالما باللغة حافظا للشعر، وقد قيل إن أبا علي الفارسي سأله يوما كم لنا من الجموع على وزن فعلى؟ فأجابه بديهة حجلى ( واحدة الحجال) و ظربى (جمع حيوان قصير القوائم)، قال أبو علي فسهرت ثلاث ليال و أنا أقلب كتبى ودفاترى فلم أعثر على ثالث لهما. وقد و جد أحد الباحثين الشناقطة جمعا ثالثا هو معزى وذكره في بيت من الرجز، وما لفت انتباهي في بيت الشنقيطي ليس العثور على اللفظ – فالشناقطة من مضغ الشيح والقيصوم- بل أمانته العلمية النادرة حين عزا المعلومة لكتاب الدمامينى .المعروف.
تعطى ثقافة “البيظان” أهمية بالغة لما يسمى ب ” الثلاثيات” تجلت في أكثر من مجال فالأعياد وأيام الضيافة ثلاثة، و الأثافى والوجبات اليومية ثلاث و كذلك جيمات الشاي و عدة إدارة كؤوسه و طرق ” الهول ” و شواهد ” الكَرسْ” ورحلات الشرع و ضربات الرحيل …
[| [( ضربوا الطبل للرحيل ثلاثا *** و استمروا يقوضون الأثاثا
ثم شدوا رحالهم فــوق بزل *** من بنات الجديل لسن غراثا
قدَمـوا الخيل و العتاق تليها *** صوب تنواكديل تهوي حثاثا
فإذا ضـل أو تخــلف ركب*** ضربوا الطبل عند ذاك ثلاثا.. )] |]
و قد تناول الشيخ أحمدُّ بن احبيب رحمه الله خصائص العدد ثلاثة في كتابه المرقوم الموسوم بكتب الأعداد، كما اعتنى أيضا بموضوع الثلاثيات كل من الفكاهي البميجى ألجد بن انديه و الظريف الأبهمي انداه بن محمد الحص رحمة الله عليهما ، حيث وظفاها في نقد المسلكيات الإجتماعية المستهجنة، و منهجيتهما قائمة على أن تكون النكتة في المسألة الثالثة ، وتكون البواقي بمثابة التقديم لها.
ويكثر استخدام أسلوب “الثلاثيات” في جمع النظائر واللطائف النادرة، و قد سجلت خلال إقامتى في عدة مناطق من الوطن شيئا يسيرا من ذلك و سأتقاسمه اليوم مع المتصفحين الكرام بغية الاستزادة منهم من خلال تعاليقهم ، فالحديث شجون كما يقولون.
في ليلة من صيف 2010 كنت في ضيافة الرجل الشهم محمدُّ بن اظمين في قرية “المَدُّوبْ” الواقعة في سفح الجبل المعروف ب “اڮـْـليـْـبْ إنيميش” وهو أحد المواقع السياحية المعروفة في ولاية الحوض الغربي ، وقد زاده شهرة اطلاق اسمه على أحد أحسن الأشرطة التى أنتجها الثنائي الشهير سدوم وديم في الثمانينات. و خلال ذلك السمر الشيق ناقشنا أسباب اختلاف نطق حرف الجيم ، و كان من بين الحاضرين من يتعصب للجيم المتفشية و يؤكد على فصاحتها ويستشهد على ذلك بأنها تستخدم كثيرا في الخطاب العادي فقاطعه مضيفنا قائلا: أما سمعت مقولة السيد حمَّ بن اعبيدنَ الشهيرة إن الجيم المتفشية لم ترد في الحسانية إلا في ثلاث كلمات وكلها مذمومة وهي “اچَّفْ وچَّــنـْـكَ و اچَّنـْـڮُورْ” .. فضحك الجمع و انفض الساهرون و بدأنا نخلد للنوم.
كانت ليلة “المدوب” مقمرة وقد زينت فيها السماء الدنيا بمصابيح كثيرة، وكنت غارقا في تأمل تلك النجوم الهاوية الهادية في نفس الوقت ، وفجأة قطع تفكيرى كلام السيد ميلود بن يغلَ وهو شيخ كبير يقيم في “المدوب” منذ نعومة أظفاره، يعمل على تنمية حرثه ونسله. قال لي ميلود يا بنى لقد ارتحت لرؤيتك و تمنيت أن أقدم لك هدية من الزرع والضرع و حال المَحْلُ والسنة الشهباء دون ذلك، لكنى قررت أن أتحفك بثلاث حكم تفيدك في حياتك فأنت شاب لمَّا تر من الدنيا مثلما رأيت. فنهضت وجلست بجانبه و قلت له لا عليك يا شيخ فو الله لَحِكمك أحب إلي من حمر النعم. فأخذ بخنصر يدى اليمنى وقال: (..اعلم يا بني أن هنالك ثلاثة أمور مشينة يمكن للإنسان سترها من خلال ثلاثة أفعال بسيطة: فالجهل يمكن ستره بالصمت، والنسب الوضيع يستر بالحدَّ من النزاعات و الفتن ، والفقر ستره يكمن في قلة الدائنين.
واعلم كذلك أن ثلاثة لا تحيى إلا بثلاثة: فالعلم حياته بالعمل به و حياة الحديث في صدق القول وحياة القرابة بالمنفعة بين الأقارب.
وثلاثة آفتها في ثلاثة فالأنثى في “الخِفَّ” (كثرة الحركة) وآفة الدقيق “السَّفِّ” (تكرار التذوق) و آفة المراهق “الڮـُفَّ” (اللمة).) ثم ودعنى وانصرف وبت ليلتى أفكر في حكم ميلود النادرة التى لو جمعت كلها لصار حكيم المدوب هو ثالث الحكيمين الشهيرين لقمان وابن عطاء الله السكندري .
مِنْ عَظْمْ النُّورْ أبَيْبُّورْ *** وكْـدَيَّاتْ أرْدُبَّانَ )] |]
بعد ذلك بمدة كنت في قرية “احسي الظل” التابعة لمقاطعة باركيول ، أحاول أن أقرب لبعض وجهائها تصورا عن إقامة محطة شمسية متعددة الخدمات وقودها الطاقة الشمسية وبذلت جهودا فى توصيل الفكرة، وبعد لأيٍ تفهم الملأُ المسألة، لكن أحد الحاضرين همس في أذنى قائلا هل أتيك حديث أصحاب الفيل؟ فأجبته بالنفي، فرواه لى مشكورا وملخصه أن ثلاثة رجال عُمْيٍ مِن مَنْ كانوا قبلنا سمعوا كثيرا عن وصف الفيل ، وفجأة علموا بقتل فيل بالقرب من قريتهم، فقرر الثلاثة أن يذهبوا إلى جثثه ليتأكدوا من وصغه بأنفسهم، فلما رجعوا إلى قومهم سألوهم كيف وجدتم الفيل؟ قال أصغرهم وجدناه أملس صغيرا بحيث يمكن أن تضم عليه يدك، وقال أوسطهم : الفيل ليِّن كبير يستطيع الإنسان أن يلتحف به، أما أكبرهم فقال: سبحان الله ما هكذا الفيل بل هو طويل وظهره به تشققات ،ففهم أهل الحي أن الأول لمس سنه والثانى أذنه والأخير وضع يده على ظهره. وقد قال المناطقة إن الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره.
[| [( امْنَينْ انتـَّــمْ اعْڮـَابْ اللَّيلْ *** إِجـِــينِ سَــقْمْ إفذَ أنَوَالْوَيْلْ اجْمَلْ تَحْتِ وَللَّ وَيْلْ *** صَيْدَحْ وَللَّ وَيْلْ أزُزَالْ )] |]
وغير بعيد من “احسي الظل” كنت مع السيد ديدِ عمدة بلدية “ارظيظيع” و قاضى جماعة أ ولاد إعل وكان ينظر في دعوى لقوم في فرسٍ و بعدما استفسر الشهود، التفت إلي وقال إن الشهادة على الخيل صعبة لتغير لونها في بداية عمرها،.
[| [( فإن الحق مقطعه ثلاث *** يمين أو نفار أو جلاء )] |]كما أخبرنى أيضا ان عتاق الخيل في أرضنا تعرف بطول ثلاث وقصر ثلاثة : طول “الرڮبة” االعنق و” السَّفافَ” العذار و”التمغيليت” و هي الذيل، و قصر الأذن و الظهر والرسغ. وقد وجدت بعد ذلك أنها جمعت في ثلاثية عامية ( إلاَ اطْوَالُ اثلاثَ و اكْصَارُ أثلاثَ مَرِّتْ وَرَّاثَ)
[| [( تســـــائلنى بنو جشم ابن بكر *** أغــــراء العرادة أم بـهيمُهي الفرس التى كرت عليهم *** عليها الشيخ كالأسد الكليمُ
كميتٌ غـــير محلفة ولـكن *** كلون الصِّرف عُلَّ به الأديم
توالى من قـــوائمها ثـــلاث *** بتــــحجــــيل وقائــمة بهيم )] |]
وكنت بعد ذلك ببرهة في مهمة تتعلق بالعمل في نواحى “مَالْ” مع السيد أحمد بن سيد أوبك في قرية “ابلخطاير” و أتحفنى بمسألة غريبة حدثت له فى شبابه، وهي أنه اشترى تبيعا مع شريك له بهدف ذبحه ، وكلف صديقه بالإشراف على تقسيم اللحم، لكنه فوجئ جدا بصغر الحصة التى أرسلت إليه، فهبَّ غضبانا أسفا يريد أن يستفسر زميله عن فعلته، فمرَّ في طريقه بشيخ يعمل في كيره ،فأمسك الأخير ثوبه وقال له ، لعلك يا أحمد لم تسمع المقولة الشهيرة التى تؤكد أن شركة الكريمين محمودة ، وشركة الكريم والبخيل تفضى إلى الغبن و شركة البخيلين قد تؤدى إلى ما لا تحمد عقباه. (إلا اشْتَرْكُ جِيْدَيْنْ احْلُوَّ وِابْنِينَ ، وِلاَ اشترَكْ جِيِّدْ وِاحْرِيصْ خِلْڮتْ لِغْبِينَ وِ الاَ اشْتَرْكُ احْرِيصَيْنْ انْكْفَاتْ السَّفِينَ)
[| [( فراحوا فريق في الإسار و مثله *** قتيل و مثل لاذ بالبحر هاربه )] |]وكلنا يعلم قصة ذلك المعلم الطريف الذى حُول للتدريس في قرية العين الصَّفْرَ ، وهي إحدى قرى آدرار البعيدة نسبيا و المشهورة بالتباس مسالكها على قاصديها فربما ضل الذاهبون إليها ، فتلكأ في الذهاب إليها إلى أن استدعاه الوالى و أكد عليه في الذهاب فورا إلى مقر عمله وتوعده في حالة تأخره، فقال له المعلم أيها الوالى (مَالاهِ اتْلُوحْنِ العَيْنْ الحَمْرَ ، فاشْ انْڮيسْ العَيْنْ الصَّفْرَ، ايَّاكْ انْعُودْ عَيْنْ بِيظَ) .
و جاء في كتاب “الموسويين المتأيد” أن القاضى محمد موسى بن احميّد رحمه الله أوصى بنيه عند وفاته بثلاث مسائل: أولها أن لا يتتلمذوا على الأشياخ و الثانية أن لا ينخرطوا فى سلك “ڮُــومْيَاتْ” المعروف و الثالثة أن لا يستعملوا ذات الدخان “امانيج” ومن الطريف أنه قال لهم إن كان و لابد من انتهاك النهي فالثالثة أخف عندى من الثانية والثانية أخف من الأولى.
و حدثنى صديقى البكاي بن آدبَّ أن العلامة الشاعر محمد بن الطلب رحمه الله كان يقطع المنطقة المعروفة بتيرس في ليلة كاملة يختم فيها القرآن الكريم وهو ما يعنى أن الثلاثة متساوية : طول منطقة تيرس وتوقيت الختمة وطول الليلة.
وقد روينا عن العلامة لمرابط محمد سالم بن عدود رحمه الله أن اللهجة الصنهاجية المعروفة ب “اكلام ازناڮ” من أهم و أقدم اللهجات في المنطقة و أن الكثير من التاريخ موثق بها ، و أنه لا يثق باستنتاجات الباحثين الذين لا يتقنونها ، خصوصا أن تاريخ الصحراء عربي و جغرافيتها بربرية .
وختم حديثه بقوله إن هذه اللهجة تتميز بثلاث صفات نادرة هي أنها: (لا يتكلمها إلا علية الزوايا و إذا سمعها الخائف أمن. و لا تشتمل على كلمة فحش ) و لعل ذلك هو السبب في أن خطاب الصغير للكبير كان لا يتم إلا بها .
و ِلاَ زِڮــْـــــلِتْ مَد َّنــزَيهْ *** وَجـِـــيهْ إلا َحِزْنِتْ عَالمِْ
مــُــــلاَنَ وِلاَ زاَدْ إرِيـــهْ *** زِڮـْـــلِتْ مُســَــــالِم ْيكالمْ
وََجـِـــيهْ إلَى حِزْنِتْ واليُوم ْ*** ال ِّمَزڮول ْاحْمَد ْسَالمِْ
وَ أَحْمدَ ساَلمِ ْمنْ شِ مَعْلوُم ْ*** عـَــالمِ ْنــَـزيِهْ أ مُـسَالمِْ )] |]
أما استخدام أهل إيڮيد للثلاثيات فى جمع النظائر فشائع ذائع ، فقد روى الشيخ سيدأحمد بن اسمه في كتابه ذات ألواح ودسر أن الشيخ الفالل إنيان باب أحمد قال: إنه تعلم العلم لثلاثة أمور أولها ليكون عالما و ثانيها ليصاهر الشيخ أحمد أڮذ المختار و ثالثها لله، و أحمد أڮذ المختار الألفغى هو جد فخذ أولاد حبين . وهذا الشيخ هو أول من عرف تاريخ وفاته في منطقة الڮبلة، وكان ذلك سنة 1040 هجرية وقبره عند اند صج.
ولم نزل نسمع الحكماء ينهون عن تنازع ثلاث: (“نِوَاشْتْ لحِوارْ و نِوَاشِتْ ارْشَ و نِوَاشِتْ اشْيَاخَ )
و قد سجلت شخصيا في هذا الباب ثلاثية استوقفتنى وهي عبارة عن ثلاث كليات نادرة الوقوع حدثت في منطقة إيكيد أولها قول الشيخ باب أحمد بن يعقبنلل رحمه الله لصاحبيه في محنة سيد ابراهيم العروسي ( كل ما يخطه القلم فأنا أتولاه عنكم) والثانية جواب الشيخ الكورى بن سيد الفالل لرئيس انڮادس لما جاءه مستشفعا في بقر مغصوب (إن الزوايا كلهم عيالى) والثالثة قول الشيخ أحمد بن محمد العاقل لتلميذه محمد النابغة الغلاوى لما أخبره أنه قدم من بعيد للدرس (مَشَّ) وهي كلمة تعنى قدرته على تدريس كل فن يريده، والقصص الثلاث مبسوطة في شيم الزوايا و كرامات أولياء تشمش والوسيط …
وكان الإيڮيديون يستدلون على عدم تبحر الضيف فى علوم الفقه من خلال الأمور الثلاثة التالية: إذا ما استقبل أو استدبر القبلة وقت قضاء الحاجة، أو أسمع في صلاته وهو فذ أو أطال الجلسة الوسطى.
ومن الطرف الإيكيدية ما يروونه من أن سيدة فاضلة من أهل المحصر كانت مشهورة بالإنفاق والصدقة و الرفق بالمساكين رحمها الله ، وكانت ذات يوم في خيمتها، فأتتها امرأة زائرة وبعد السلام قدمت لها قدحا من اللبن كالعادة فلما شربت منه وضعته بجانبها وقالت منذ زمن و أنا أبحث عن قدح من ” يَط” على هذا النمط، فقالت لها المضيفة خذيه، فأجالت الزائرة بصرها في الخيمة فوقع على قطع من قديد اللحم “اسيور الحم” معلقة بين الركائز فأشارت بيدها إلي القديد وقالت بالله عليك إلا أعطيتنى منه، فما ذقنا لحما منذ أسبوع فقامت المحسنة مسرعة إلى القديد كله ووضعته في قطعة قماش وسلمتها إليها ، و عند ذلك رأت السائلة حصيرا منمقا كانت السيدة جالسة عليه فبادرتها قائلة لا بدّلى من هذا الحصير فمنزلنا خال من الفراش، فطوت السيدة الحصير وسلمته إليها ، وهنا همت الزائرة بالذهاب و طلبت من السيدة أن تسأل الله لها فأجابتها على الفور إن الله سميع مجيب و أنت أدرى منى بطرائق الطلب.
[| [( امْشَ يَامِسْ مَا عـَظَّمْناَه ْ*** اعْـــلَ الله الـــحَمْدُ للهْواليَومْ أرَ يَامِسْ شـِـفْناَه*** و الدَّهْرْ الاَّ ذَ كِيفُ تَامْ
ذوكْ الصُّبحْ اشْكيفُ شُرَاهْ*** و أجنابُ ذوكْ اشْفيهُمْ لاَمْ
أحَدْ اليـُـوم أُهَذا مَحْتومْ*** فالدَّهْرْ إلَى رَدْ التِّخْمَامْ
الدَّهْرْ الَّا يَامِسْ وِاليُومْ*** وِالصُّبْحْ الدَّهْرْ أثلِتْ أيَّامْ )] |]
و روينا عن الأديب الشاعر لمرابط بن ديَّاه ، عن قريبة له، أنها كانت تتعالج من علة على يد الشيخ الطبيب محمد يحظيه بن أوفى رحمه الله فقال لها مرة:(… لتعلمى يا مريم إن يدى إن لم تكن شافية فذلك منى شخصيا وليس منها، وذلك لأننى كتبت بها ستين حزبا، و لمست بها الحجر الأسود و غسَّلتُ بها العلامة محمد سالم بن ألمَّا)
و مما سمعناه أيضا من مرويات الثلاثيات أن الشيخ سهل بن بتَّا اليدالي رحمه الله كان يعرض بقرة للبيع وقد لاحظ عليها ثلاثة عيوب فمولودها ذكر و لبنها قليل وليست ذلولا، فأتاه مشترٍ وتفاوضا في السعر و بعدما اتفقا على الثمن أراد سهل أن يطلع المشتري على عيوب البقرة انطلاقا من قول خليل (…ووجب تبيين ما يكره) ، فقال له سل عن ما بدا لك من أمر البقرة فلن أكتمك : فقال المشترى ما جنس ولدها؟ قال: عجل لكنك تعلم أن العجل أعجل نفعا من العجلة، فقال المشترى صدقت فهل هي حافل؟ قال سهل لا بل لبنها قليل ومن المسلم عند أهل البقر أن الحافل هي أول ما يتأثر بالمَحْلِ، قال المشترى صدقت فهل هي ذلول؟ قال سهل لا بل قد تنطح من يقترب منها ، و ذلك بإذن الله هو ما يمنع الأبقار من استضعافها و أكل طعامها. فساق المشترى بقرته على علاتها بعد ما حولها سهل بفطنته إلى صفات حميدة.
ومن هذا القبيل ما روي أن الخليفة معاوية بن أبى سفيان رضي الله عنه، مرَّ في طريقه إلى الحج بامرأة كثيرة اللحم تدعى درامية الحجونية وكانت من شيعة علي كرم الله وجهه ، فاستدعاها و سألها عنه وعن علي، فأثنت على بنى هاشم خيرا ، و بالغت في القول الشنيع في بنى أمية فقال لها معاوية ( فلذلك انتفخ بطنك ، وعظم ثدياك ، وربت عجيزتك) ، فقامت المرأة من مجلسها منزعجة و قالت بهند والله كان يضرب المثل لا بى فقال معاوية ، ياهذه اربعى فإنا لم نقل إلا خيرا إنه إذا انتفخ بطن المرأة تم خَلق ولدها و إذا عظم ثدياها تروى رضيعها و إذا عظمت عجيزتها رزُن مجلسها فرجعت المرأة وسكتت.
[| [( و لولا ثلاث هن من عيشة الفتى *** وجدك لم أحفل متى قام عودىفمنهن سبقى العـــاذلات بشربة *** كميت متى ما تعـــل بالماء تزبد
وكرى إذا نـــاد المضاف محنبا *** كـــسيد الغـــضا نبه،ته المتورد
وتقصيرُ يوم الدَّجن والدجن معجب *** ببهــكنة تحت الخباء المعمد )] |]
وتكثر الثلاثيات في المرويات الشفهية لأهل انيفرار ، ومن ذلك أن سيدة برزة كانت تقيم في أطراف الحي و طرق خيمتها ضيف، و أهلها خلوف، و بعد السلام والسؤال عن الأحوال ، خاطبته قائلة إنى لحائرة بين ثلاث مسائل لا أدرى أيهنَّ أصعب؟ فهل تستطيع مساعدتى فيهن؟ قال الضيف حبا وكرامة هات الأولى قالت قراءة الجذاذات القديمة التى أصابها بلل “تيدَّجِينْ” قال هذه صعبة فعلا ، فما هي الثانية؟ قالت فالفارس الذى يغذ سيره فيرى طائرا في علو شاهق فيرميه فلا يخطيه قال هذه أصعب من أختها فهات الثالثة، قالت رجل يدخل حظيرة في ليلة مظلمة فيخرج ولد نعجة معينة لم يكن حضر مولدها فصاح الضيف هذه الأخيرة سهلة فدائما توجد علامة يمكن للفطن أن يمايز من خلالها صغار قطيعه فقالت له دونك عدة الشاي. وبدأت في تجهيز القرى.
[| [( وما شر الثلاثة أم عمرو *** بصاحبك الذى لا تصبحينا )] |]و من مروياتهم أيضا أن الناقد الظريف أحمدُّ بن سيد سالم رحمه الله كان يعجب بثلاثة و يقول إنه لم يبلغ أحد مبلغهم وهم إمام اللغة مجد الدين الفيروز أبادى صاحب القاموس، والعلامة اللغوي أبو محمد الحريري صاحب المقامات والفنان القدير محمد عبد الرحمان بن انڮذي صاحب الحنجرة الذهبية.
[| [( ثلاث خصال ليس فيهن من مثل *** لعيش و أعنى عيش بنتُ محمد إعلملاحة وجــه فى ملاحـــــة مبسم *** تســــليك عن لــيلى وهند وعن جمل
و حـــسن غناء ما لـــــــعزة مثله *** وليس لإســحاق المغــنى ولا الفــضل
وضرب يد لم تسمع الأذن مثله *** لموقـــعه فى الـقلب يذهــــب بالعــــقل )] |]
ومن أظرف و أطرف الثلاثيات ما روي لنا عن الأديب محمد سالم بن عبد المؤمن حين قال إن كل شخص قد يعترف لغيره بالسبق في كل شيء إلا في ثلاث مسائل هي العقل و الخبرة في قيادة السيارات و لعب الورق المعروف بكرت.
وكلمة ” تِـنْدَوْكَرَظْ” التى اخترناها كعنوان لهذا المقال تطلق على الثلاثيات باللغة الصنهاجية ، كما يستخدمها نسابة الحي أيضا للدلالة على نكتة في الأنساب الأعمرية ، حيث تطلق ” تِـنْدَوْكَرَظْ” على ثلاث نسوة أخوات منجبات، اشتهرن بالرياسة و الحذق و العقل و بعضهن خالات لبعض و هن بنات الزبير بن حامدت (أيَّ، ابنتّ، عائشاً) فعائشا هي أم بنات أحمد بن المصطف بن خالنا (مريم، فاطمة، و بنت خويلد) و ابنتَ هي أم بنات عبدَ بن المامون (خيراً، بابيْ و أم النبى ) و أما عقب أي ّ فمعروف الحمد لله.
يعقوب بن عبد الله بن أبن
مقال طريف و رائع .. أحسنت و أفدت كعادتك ..
شكراعلي هاذهي النكت الثلاثيةألأبعاد {المديمنه}
اخى حد فيه لغب أظن أن لمغنى نسب الباحث إلى الجد الجامع لأهل انبفرار و اهل ابير التورس يعقوب بن أشفغ أبهنض يحي بن مهنض أمغر
يقول المؤرخ النسابة المختار بن حامد مشيرا إليه في لاميته الشهيرة
يعقوب جدهمٌ ما كان يدركه *** ركض اليعاقيب مهما جد من عملا
و اليعاقيب لغة جمع يعقوب وهو دكر الحجل.
أماقائل الكاف فأظن و الله تعالى أعلم أنه الأديب الكاتب بدال بن سيد مبله و دلك انطلاقا من قرينتين الأولى أن جودة سبك الكاف نشى بأدب المدرسة، والثانية ان باسم التى وقع بها لا نعدو كونها الأحرف الأولى من بدال بن ابراهيم اخليل بن سيد مبله
اخى حد فيه لغب أظن أن لمغنى نسب الباحث إلى الجد الجامع لأهل انبفرار و اهل ابير التورس يعقوب بن أشفغ أبهنض يحي بن مهنض أمغر
يقول المؤرخ النسابة المختار بن حامد مشيرا إليه في لاميته الشهيرة
يعقوب جدهمٌ ما كان يدركه *** ركض اليعاقيب مهما جد من عملا
و اليعاقيب لغة جمع يعقوب وهو دكر الحجل.
أماقائل الكاف فأظن و الله تعالى أعلم أنه الأديب الكاتب بدال بن سيد مبله و دلك انطلاقا من قرينتين الأولى أن جودة سبك الكاف نشى بأدب المدرسة، والثانية ان باسم التى وقع بها لا نعدو كونها الأحرف الأولى من بدال بن ابراهيم اخليل بن سيد مبله
نشهد عن ولد أبن= ولد اليعاقب…
اليعاقب منهوم؟ اشعاني بيهم لمغني؟.. أفيدونا جزاكم الله
شكرا للكاتب على هذه الجولة الثالوثية التي اتسمت بثلاث خصائص:
الامتداد عبر المكان
الاستمداد من التاريخ
الاعتماد على شيء من الخصوصية يسمح للآخر بأن يجد لنفسه مكانا تحت إحدي إيفررايات انيفرار
فشكرا لصاحب هذا المقال المفيد
مقال شيق وطريف كما ان به الكثير من الحكم والفوائد
الباحث يعقوب متمكن ويربطك بالمقال وان طال فله الشكر على كل هذه الخصال ، تحياتي
بحث جيد اخى يعقوب جزيت خيرا وكفيت ضيرا
بارك الله فيك فقد أكدت وأفدت
جزاكم الله خيرا على هذه التحف النادرة ومن ورود الثلاثة في الثقافة الإسلامية ثلاثيات البخاري المشهورة وهي اثنان وعشرون حديثا ليس بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم فيها إلا ثلاثة رجال, وللإمام أحمد أيضا ثلاثيات وكذلك الدارمي والطبراني وعبد بن حميد وغيرهم, وللفقهاء مثلثات في الحج ذكرها ميارة منها أن أنواع الإحرام ثلاثة: إفراد وقران وتمتع, وأنواع الطواف ثلاثة: قدوم وإفاضة ووداع, وأن الخطب فيه ثلاث وكذلك الاغتسالات إلخ, ومن تثليث النحاة قولهم إن الكلمة اسم أو فعل أو حرف, وأن الاسم إما متمكن أمكن وهو التام الإعراب, وإما متمكن غير أمكن وهو الممنوع من الصرف, وإما غير متمكن ولا أمكن وهو المبني, وأن النوع الأول لا يخلو من إحدى ثلاث: التنوين والإضافة والتعريف بالألف واللام, ولعلماء اللغة مثلثات من أشهرها مثلث قطرب ومثلث ابن مالك, وثلاثيات الأفعال له أيضا, وذكر أهل السير والأنساب أن العواتك ثلاث, وأن لعمر بن الخطاب ثلاثة بنين كلهم اسمه عبد الرحمن, فكانوا يميزون بينهم بالكبير والأوسط والصغير, وهو الاصطلاح الذي درج عليه النحاة للتفريق بين الأخافش الثلاثة, والمحدثون في معاجم الطبراني, والمالكية في شروح بهرام على المختصر, إلى غير ذلك من النظائر والله تعلى أعلم
قولك: أما عقب أي ّ فمعروف الحمد لله.
يذكر بقول امحمد ول أحمد يوره رحمه الله تعالى : والنظم ضاق ببعضهم…..
مقال جميل ومفيد اتحفنا بثلاثيات غريبة وعجيبة على عموم التراب الوطني تعكس بحث صحبها وخلقه للمواضيع باركالله فيك
مقالة تجلو عن القلب الحزن ..
يروق لي أن أضيف هذا المقال الرائع إلى الثلاثة الواردة في البيت فتصير أربعة وليت الكاتب يكتب لنا عن الأربعة في مقال جديد كهذا، ولقد متعت طرفي بالنزهة بين فقرات الخلابة لللب كما تمتع الكاتب بالسياحة في المرابع الحسنة من اگليب انيمش إلى المدوب -وإن بالمدوب لحكيما تجري الحكمة على لسانه- إلى احسي الظل إلى ارظيظيع إلى ابلخطاير في نواحي مال، وحقيقة القول إن هذا المقال جمع بين المعرفة والأدب والطرافة والحكم والقصص الحسن في أسلوب شيق ممتع وشنف الآذان بما راق ورق من الشعر بشقيه، ولم يكن بدعا في ذلك فكذلك كل مقالات أخينا الشاعر الأديب يعقوب لله دره لا شلت يداه
كنز جديد تتفتق عنه عبقرية موقع النيفرار.. بحث غير مسبوق وموسوعية نادرة. شيئا فشيئا نكتشف أن هذا الموقع يشكل بالفعل مرجعية إيكيدية لا جدال فيها، ففيه من الطرافة ما يخفف أوجاع النفوس، وفيه من العلم ما يسد رمق الباحثين، وفيه من الشوارد التاريخية ما يجذب العقول ويسقي ظمأ تربة معرفية باتت قبله بائرة.. لقد أضحى قبلة لكل مسكون بحب الإطلاع لأنه، ببساطة، يجد فيه العلم، ويجد فيه الثقافة، ويجد فيه يعقوب..
نشهد عن ولد أبن=
ولد اليعاقبِ
ذ اليكتب عجبٌ=
من العجائبِ
بقلم ذ\محمدن بن مناح تعليقا علي *تندوكرظه*مقال ذ\يعقوب ولد أبنّ
لقد جمعت الشتيت *وأصبت في التنكيت* وأوردت أمثلة كاليواقيت*في كل ما به أتيت * من بيت ومن تافلويت * وقلت في مكان المبيت*ورحلت قبل وقت التاسدبيت* ولعلك أهملت أو تناسيت *قول الشاعر في البيت (ألا إن لم تكن إبل فمعزي***كأن قرون جلتها العصي)وهو شهير ولعل الأصمعي ضل عنه وهو الخريت* وتندوكرظ :أكثر
من عدد أبيات (نونية الكميت* شاعر أهل البيت* )ولكن قد حاولت سرد
مارويت *وما اقتبست فيما به أتيت *فشكرا لك فقد ذكرتناببعض تراثنا الميت * وحاولت إحياءه فيما أحييت *ونظرت وجمعت ووعيت *
وبعض جوانب الموضوع به ألممت وأتيت *وحاولت فيما جمعت ورويت*
السير علي نهج أهل التحقيق والتثبيت*وعزيت لمراجع قيمة ما عزيت
وكتبت بلباقة بعض ما عشته ورأيت *وقد بعدت عن كيت وكيت *وأظنك
علي السبق في موضوعك حزت واستوفيت *فشكرا ثالثا بعدما ثنيت *فالشكرعلي ما جمعت وكتبت ورأيت ورويت *شكرا لا يعبر عنه الف بيت* ولا مليون تافلويت *وهنا لعنان قلمي ثنيت*خوفا من أكون قد تحديت* فيما رسمته وعلقت به أو تعديت *وللشكّ والريب عنيّ قد نفيت*
فيما به قد وسمت وتناسيت *فلعل من عقد الأمور يحلّها البيت……
اسكي حت
أبدعت عزيزي يعقوب
هذا النص ثامر افيه ياسر من ش ما اتل بين ليدين ينجبر الا عند اناس لكبار الا ايفكدن ماه ابش ينكالو “كناش ” نعرف عند اناس لول يرتجعلو في اكليع الغب.
وقد انتبه كاتبه إلى سر من أسرار الاعداد وما تحمل من معرفة يكتنزها العدد 3.
وجمع النص بين ثلاثية الافادة والحس المعرفي ونخبوية الاستدال، ولا حد لما يصلنا من معرفة الأسرارعن طريق الفهم والفهم أشمل.