كلّما نظرت إلى أوراقي القديمة ،شعرت بذات أخرى تسكنني ،تستيقظ وتنام وتتكلم وتصمت ،تبكي وتضحك وتسخر مني وتؤنبني وتنتقدني تمر من هنا وهناك وتجول وتصول، بداخلي وكأنها أيام من الماضي ولحظات من الحاضر تصطدم وتتفاعل لتنتج صورة شمسية لذاتي من التاريخ، مازالت قيد الحضور و الإدراك، ويمكنني أن أنظرها متى شئت و أبادلها
الحديث وألمسها وأقارن بينها وبيني الآن! كلّما نظرت إلى أوراقي القديمة ،شعرت بذات أخرى تسكنني ،تستيقظ وتنام وتتكلم وتصمت ،تبكي وتضحك وتسخر مني وتؤنبني وتنتقدني تمر من هنا وهناك وتجول وتصول، بداخلي وكأنها أيام من الماضي ولحظات من الحاضر تصطدم وتتفاعل لتنتج صورة شمسية لذاتي من التاريخ، مازالت قيد الحضور و الإدراك، ويمكنني أن أنظرها متى شئت و أبادلها
الحديث وألمسها وأقارن بينها وبيني الآن! فتشعرني أحيانا أنني تغيرت وأنني أدركت ،وأحيانا تضحكني وتسليني فأعيد قراْءتها مرات ومرات ،وأحيانا أشعر أنها تكشف سري وتنتقدني، فتجبرني نفسي على إخفائها و إبعادها، وهذا ما يحدث في الغالب ، حتى أهم بإشعالها وتمزيقها ،وأفكر أحيانا أن أحفر لها قبرا أو أن أؤدها كما يفعل بالبنت قديما في الجاهلية خوف العار.
وعلى العكس من ذلك أشعر أحيانا أنني أخلد بخلودها فأحافظ على وجودها، أو أن أجزاء مني قد بليت بالخلود، ولا تريد أن ترحل معي حين أغادر غدا، فألتزم الهدوء والصمت وأجاهد في سبيل المحافظة على أن تبقى على قيد الحياة، فلم تعد ورقات دفتر كغيرها ولا نصوصا جاءت لحاجة ، وانتهى فعلها وزال خطرها، بل هي امتداد لوجود، وحياة قائمة ، فأنا وهذه الورقات سواء أينا حضر فقد حضر الآخر، ……..هذه الأوراق أشلائي الصامتة ، أشلائي الهادئة ، أجزائي الخفية، بنية تصورية للوجود والحياة ، تعقل وتفقه شعوري تزامل إدراكي وتشغل قدرتي وتملأ فضائي، هذه المبعثرات المتشتتة.
فأنا فعلا ها أنا متشتت في الأوراق، موزع في الكلمات ، بناء من الحروف الملتصقة، يسير على قدمين ، وكلما نظرت جانبي إذا حروفي تنظرني ، وكلمات من هنا وهناك تغازلني، وجمل أخرى تشير وتلمح ، وتريد مني الحديث والجدال، ونصوص ترغب في البوح عن أشياء وأشياء وأشياء.
ديدي أحمد سالم
احسنت ما شاء الله بارك الله فيك وعليك