عبد الرزاق بن محمدن بن سيد بن عثمان آل الحسن دوبك راكب الأسد، في رثاء الفقيد يعقوب ولد عبد اللطيف

سيان فيه جاهل أو عالم
أو فاسق أو صالح مرغوب

أو قائد تحنو الرقاب لوجهه
يُنْضَى لأجل لقائه المركوب

يجبى إليه كلَّ حين ما اشتهى
فينوَّع المأكول والمشروب

فالكل لو طال البقا سيصيبه
سهم الممات وحدُّه مذروب

يقضي المهيمن ما يشا فليرض – ما
يقضيه فيه ربُّه – المربوب

لو كان ينجي محتد، أو عفة،
أو خشية، أو مدمع مسكوب،

أو غيبة في الله جل جلاله
برحيقها يتلذذ المحبوب

أو خلوة، أو غلب نفس والهوى
وسواه دوما فيهما مغلوب

أو حفظ قرآن وعلما رائقا
يُنْسَى له سحنون أو موهوب

لم يمض يعقوب الفتى ياللشجا
لما مضى قطب الرحى يعقوب

كم زاره مجدوب قلب فانبرى
من عنده قد أخصب المجدوب

وسقاه وردا قادريا صافيا
للشيخ أحمد نصه منسوب

كائن له كشف الحجاب فأبصرت
عيناهما لم يبصر المحجوب

كم أكسب المحزون والمنكوب ما
يسلو به المحزون والمنكوب
لو يَنْدُب المفروضُ والمندوب مَنْ
ولى بكى المفروض والمندوب

لا لا تقسه بالسوى ظلما له
هل يستوي الموهوب والمسلوب

قد كان شيخا عالما ومربيا
وجنابه بين الورى مرهوب

يعقوب نعمى لا تريم ورحمة
يسقيكمُ من ودقها شؤبوب

من للعلوم رواية ودراية
لما تولة بحرها يعقوب

لولا محمدفال غادَرَنَا الأسى
والكل جسم -من ضنا- مشحوب

العالم الخريت حبر زمانه
والشاعر المتفنن الموهوب

في العلم والأبحاث قد صعد الذرى
فعليه تاج بهائها معصوب

الطف لطيف بآل عبدك كلهم
فبهم ثأى كل الورى مرؤوب

واحفظ بنيه الشم إذ لولاهمُ
أذكى الفؤادَ من الأسى أُلْهُوب

واحفظ ذوي انيفرار كلا من بهم
يقضى المرام ويحصل المطلوب

عزُّ الزوايا فخرهم وشعارهم
إذ علمهم من علمهم مجلوب