كانت نونية بداح من أجمل المراثي التي ألقيت في أيام العزاء فجزاه الله عنا كل خير.
أظلم الليل فالجميع حزين
والأسى عم والبكا والأنين
وأصاب القلوب خطب فمنها
قطع اليوم للفراق الوتين
فترى الشيخ عاجزا عن كلام
فهو طفل مدلل لا يبين
هكذا الدهر فالحياة فناء
وسلاح الموحّدين اليقين
قدر هذه الدنى وقضاء
تحكم الكون فيه كن فيكون
إن سهم المنون يأتي بوقت
ومكان وهو وعد قمين
وهو حقا أصاب مَرأة قُرْبى
عم شوق لفقدها وحنين
عيش منت امد رأفة وحياء
ونقاء كذا تُقًى ومعين
وصلاة كثيرة وصيام
ديدن ذا لها جميعا ودين
خلقها الشهد والتواضع حقا
سمتها يقتفيه طبع رزين
منشدٌ حالها إذا هي تتلو
(إن همي كتابك المستبين)
فتمايل لضمها كل مجد
فمع الضم لا يجوز السكون
وهب الله عيش جنة خلد
وأضاء الضريح نور مبين
ولنا في البنين خير عزاء
وأبيهم فالكل در ثمين
خلف صالح حباهم بلطف
وبعطف مع الأمان المتين
وصلاة على المشفع طه
وسلام فهو الشفيع الأمين