من المعروف أن الهمزة روي عصي لا يطاوع إلا الشعراء العارفين بأودية اللغة وشعابها والمتقنين للنحو والصرف، ولذلك تعتبر الهمزيات في الغالب من عيون الشعر العربي.
وفي هذا السياق، تعتبر الهمزية الرثائية التي كتبها الشيخ الأديب المختار بن حامد في جد أحمد بن دن، العالم العامل المحب الشيخ محمذ باب بن داداه من أحسن مراثي أعيان أهل إكيد والتي يقول في أولها:
محمذ باب إمام الفئه
نشأ يخشى ربه منشئه
مطبقا لسنة المصطفى
أمرا ونهيا مائه بالمائه
وما رأى مبتدعا عاصيا
إلا رآه شكه في الرئه
اختار الأستاذ الأديب أحمد بن دنّ أن تكون مرثيته لابنة خالته همزية، وشحنها بمعان غير تقليدية، وصاغها على شكل حوار بين الشاعر وبعض خصال الفقيدة.
أخي أحمد خريج قسم المعلوماتية وأستاذ الرياضيات شاعر متمكن ما شاء الله، لا عيب فيه غير أنه مقل وهو ما يحرمنا معشر المتذوقين للشعر من إنتاج متميز واكصيرة كرتو
بينما نحن جلوس في العزاء، إذ تواصل الأستاذ أحمد مع خاله الأديب سلامي بن محمدن وأخبره أنه بعث له المرثية عبر الواتساب ليوصلها لنا فقال له سلامي بديهة أحمد هي وصلت. ولا شك أن ما وصل أخي سلامي فقد وصل إلينا لله الحمد.
وهاهي ذي مرثية الأستاذ أحمد بن دن بين أيديكم
فقدت بشاشتَها البشاشةُ والسخا
ما عاد يعطي ماله حتى مائة
ساءلتُها ماذا جرى قال السخا
في صدمة لي إنّ شخصا أنبأه
أنْ قد مضت عيشَه التي أكرم بها
عند البشاشة والسخاء من امرأَه
عزيتها عزيته مع مصحف
ماكان شيء مانعا أن تقرأه
ماكان هذا وحده كم ساهمت
في الخير أو كم جانبت من سيئة
نعم العيال عيالها فهو العزا
واللطف نسأله به من أنشأه
ثم الصلاة على الذي لو كفُّه
لمس القريب من الهلاك لأبرأه