وصلت بريد الموقع محاضرة ألقاها الأستاذ الأديب سيد محمود بن الهلال ضمن فعاليات النسخة الثانية من مهرجان المذرذرة الثقافي، وتتقدم أسرة الموقع بالشكر الجزيل للأستاذ سيد محمود على اختياره لموقع أخبار انيفرار لنشر محتوى هذه المحاضرة.
ظاهرة العصر في ولاية اترارزة
العصر أو الأتراب هو عبارة عن مجموعة من الأشخاص تربطهم صداقة تأسست بالدرجة الأولى على تقاربهم السني، وهي موجودة في المنطقة الجنوبية الغربية من موريتانيا ولكنها ليست شاملة لجميع القبائل. ومن خلال البحث يبدو أن هذه الظاهرة عبرت إلى البلاد من الضفة الأخرى حيث هي معروفة، وترتبط بمراحل الترقي الاجتماعي عند قبائل ما وراء النهر، ولم نجد لها أثرا يذكر في الثقافة العربية القديمة.
ومن المعلوم أن المجموعات التي تسكن الحيِّزَ الجغرافي المعروف ب إكيد، قد عرفت هذه الظاهرة منذ قرون خلت، والمتتبع للأعصار في تلك المجموعات يلاحظ تشابهًا بينها يكاد يصل إلى حد التماهي من حيث الشكل و المضمون، خصوصًا في التسمية فالحافظين والعالمين وقريش وأبناء فلان أو علان تكاد تكون حاضرة في أغلب المجموعات، كما أن الأدوار الاجتماعية للعصر تحكمها نفس الأعراف المتقاسمة بين المجموعات، أما العلاقات بين الأعصار ، فيطبعها التنافس خصوصا إذا كانت متقاربة في السن.
ومن الغريب أن الولاء “للعصر” يكون أشدّ من أي دافع آخر حيث تجد الإخوة الأشقاء يتعصبون لأعصارهم أكثر من أقاربهم خلال مباريات كرة القدم، أو المساجلات الشعرية التي تحدث على هامش الأمور الاجتماعية.
وقبل أن ندخل في دور هذه المؤسسة، نشير إلى أن العصر قد يشمل أفرادا مختلفين في السن، وفي الفئة الاجتماعية، وحتى في القبيلة، إذ ظهر بعض الأعصار من حين لآخر لا تربط منتسبيه رابطة القبيلة، بل تقوم على التآلف والتقارب في الثقافة ونمط الحياة. كمثال “أولاد هيمة” و”الطيور” و”الباكية”
التكون والنشأة
يتكون العصر عادة داخل الحي من أطفال تشاركوا اللعب وأنيطت بهم أعمال مشتركة في الصغر مما يخلق الألفة ويرفع الكلفة بينهم، خاصة أن نظام حياة البدو الرحل والأحياء شبه المستقرة (آسكر) يضطر الأطفال – في سن مبكرة- إلى الخروج من بيت العائلة المكون عادة من خيمة ليست فيها فواصل بين الأبوين والإخوة، وهو ما يجعل العصر مؤسسة مفيدة لتلقف الخارجين من بيوت أسرهم.
وبالتالي يتحمل العصر إيواء الأفراد والتعاون لتحصيل معاش مشترك بينهم، والقيام على مهام عائلاتهم، بالتعاون أو بالتناوب لمساعدة آبائهم في الأعمال اليومية والموسمية، بل ومساعدة من ليس لديهم آباء ولا أبناء من أرامل الحي وعجزته.
تدبير السكن
يملأ العصر عادة أي مكان شاغر في الحي، أي أنه يقيم في أي بيت ليس فيه رجل أكبر سنا أو لا يحتله عصر آخر، وقد يقيم في خيمة يبنيها عند الضرورة إذا لم يتوفر أي مكان في الحي. وفي الأحياء القليلة عددا قد يضطر العصر للخروج إلى ظل شجرة في النهار وإلى العراء ليلا، أو يتفرق أفراده ليذوبوا في أسرهم وأقربائهم في الأوقات التي يضطرون فيها إلى ذلك.
والحقيقة أن هذا المشكل لم يعد أمرا مطروحا اليوم؛ إذ أن أغلب الأسر أصبحت لديهم منازل تزيد عن حاجتهم، وبالتالي أصبح العصر غير مضطر للسكن في مكان محدد بل لديه الخيار بين بيوتات الأصدقاء والأهل.
مهام العصر
تبدأ مهام العصر بمواساة عناصره وتدريبهم وتكوينهم النفسي والاجتماعي، وهي مهمة تربوية بالغة الخطورة يتعلم فيها الفرد التكيف مع الظروف الطارئة ويمتلك روح المبادرة، ويتلقى فيها أفراد العصر كثيرا من الأزمات الصغيرة والمشاكل المصطنعة، التي تنشئ بين أفراده تماسكا وتعاطفا قويا.
وتعتبر “لعيارة” من أهم وسائل تأديب العصر وتدريبه لأفراده، سواء كانت قولا موزونا أو غير موزون أو فعلا، لأنها تضع المرء في ظروف خاصة وتشعره أحيانا بحقيقة وضعه وتنبهه إلى أخطائه… إلى غير ذلك، ففي “لعيارة” يجر المرء عمدا إلى أخطاءٍ فادحةٍ ، قد تسعفه الحيلة في تفاديها أو يتعلم درسا من الوقع فيها، وفي كل الأحوال تعلمه الحذر والتأني والحزم.
وفي البوادي، كان العصر مسؤولا عن البحث عن الضالة، و المشاركة في المهمات الصعبة كحفر الآبار وسقي المواشي وترحيل الحي من مكان إلى مكان، ومن مهام العصر أيضًا الدفاع عن القبيلة وعن الضعفاء عموما، سواء تعلق الأمر بالدفاع المعنوي بالكلمة أو المادي بالبدن. وبالعصر تناط السترة أي رعاية مجد وكرامة القبيلة، وهي مهمة لا تخصه ولكنه مسؤول عنها ككثير من المهام الأخرى،
أيام العصر
للعصر أيام يكون فيها محط أنظار العامة، ولا بد أن يثبت فيها تميزه بين الأعصار وجدارته بما يناط به من مهمات، ومن هذه الأيام أيام الأزمات عموما، وأيام الأفراح كذلك.
يوم الرحيل: تتنافس الأعصار في خدمة العائلات وجلب الظهر لمن لا يملكه ومساعدة العجزة والضعاف وتحمل الأثقال، وجلب الماء بعد النزول.
يوم العيد: في يوم العيد يتعين على العصر أن يظهر أريحيته وكرمه وأن يَبُذَّ غيره في حسن الملبس وكبر الأضحية، وربما حسن الشعر وسرعة البديهة إذا ضرب الطبل أو أنشد المغني، وقد يكون السباق إلى سرعة إطلاق النار والتماسك على الجواد أو الفرس وغير ذلك من قيم ذلك الزمان.
يوم الوليمة: في هذا اليوم يكون العصر إما صاحب الوليمة أو منافسا لصاحبها، فإذا كان صاحب الوليمة لا بد له أن يرفع تحدي المنافسين، بدنيا وماديا ومعنويا، حسب الفئة الاجتماعية، أما إذا كان منافسا فعليه أن ينتزع حقه بقوة البدن أو قوة الكلمة.
وإذا استعدنا جميع هذه الأدوار التي يقوم بها العصر، يمكننا القول إن العصر مؤسسة اجتماعية، واعية أو غير واعية تسد الثغرات التي يتركها عدم وجود سلطة مركزية قادرة على تنظيم حياة المجتمع ومسؤولة عن رعاية كافة شرائحه.
وقبل أن نتجاوز دور العصر، نتساءل عن حال العصر في ظل الدولة المركزية، حيث لم تعد القبيلة ولا الجهة الضيقة هي المسؤولة عن حماية نفسها ولا رعاية أفرادها، هل ما زالت له دلالة؟
والإجابة على هذا السؤال ليست من صميم هذه المسامرة، ولكن يمكن ملاحظة أن العناصر التي يقوم عليها اجتماع العصر تكاد تكون كلها انتفت في الواقع، ولم يبق إلا الناحية الفلكلورية والتقليد.
العصر ظاهرة أدبية
يلاحظ المتتبع لأدب الأعصار أنه ذو نكهة خاصة قائمة في أغلب الأحيان على المنافسة أو المزاح بين الأقران بدون تحفظ، وهذا يجعله خاليا من المجاملة، كما أنه في الغالب لا يخلو من الطرافة خصوصا إذا عرف السياق الذي كتب فيه، لأن البيئة السائدة تمج التطويل والشرح والتوضيح المفضيان إلى إطالة الأشعار، ولذلك يكتفون بالتلميح دون التصريح، إذ من المعروف أن معرفة أسباب النص معينة على تأويله، وهو ما يتعارض مع المقولة النقدية القائلة بموت الشاعر وخلود الشعر.
في كل المناسبات والأحوال تدور بين الأعصار كثير من المعارك، نختار منها المعارك الأدبية التي تبدأ بمناسبة ومن دون مناسبة، إما بين عصرين متنافسين أو بين أفراد عصر واحد، أو حتى بين عصر وفرد ما، وتكون غالبا نوعا من الفخر والتعريض بالخصم أو هما معا.
عينات من أدب الأعصار
في مدح أحد الأعصار: عينة من انيفرار
قال الشيخ الأديب المختار الملقب التاه بن محمد بن أحمد سالم رحمه الله في مدح “عصر الوسط”
يا ذا الجلال والإكرام انصر الوَسَطَا * واخذل بعدلك منْ عَادَاهُمْ وَسَطَا
قَوْمٌ عَلَى البــــــــَذْلِ مَجْبُولُونَ نَادِبُهُمْ * عَلَى المكَـارِم قَدْ أَغْرَاهمُ وَسَطا
كما مدحهم الأديب الكبير امحمد ول هدار بعد زيارة قام بها إلى انيفرار فقال:
عَصْر الوَسَطْ هَحْ أسَكِ بِيهْ ** مَا فِالوَسَــــــــطْ حَدْ امْوَسَّطْ
مَا حَـــاظِيهْ أَسْــــمُ لمْسَمِّيهْ ** مَكــــْذَبْ لمْـــــسَمِيهْ الوَسَطْ
عَــــصْرْ الوَسَـــطْ مَا يِثَّاثَ ** عَــــنْ مَدَ اكْــــــبِيرَ عَثْعَاثَ
كِـــــلُّو لِلطــــــَّامِعْ غَــيَّاثَ ** مِنْ يَوْمْ افْ لِحْرُوفْ اتْبَسَّطْ
اللُّــــفْ ابَّ آتَ آثَ ** اجَّــــــمْ آحَ آخَ اسَّــــــطْ
الوَسَـــــطْ مَـــــا رَيْنَ مِثْلُ ** مِنْ لَعْصـــَارْ أَسْكِ مُخْلْ أَهْلُ
المَـــــالْ إيبُـــــجُّ مِنْ بَذْلُ ** سَـــــطْ إيتَــــمْ اكْـــــطَارُ سَطْ
كِــــبْرْ المَـــــــعْنَ يِنْتَبَهْلُ ** ءُسِغْــــــرْ المــــعْنَ مِنُّ يَنْسَطْ
عَصْرْ الوَسَطْ كَامِلْ مِتْكَادْ ** فِالجَـــــــــوْدَ وِالكِــــرْمْ التِّلاَدْ
جَاتُ من لًبًّـــــاتْ ءُ لَجْدَادْ ** مِنْ عَــــــوْدَانُ وَسَــــطْ يَشْرَطْ
وَلَّ لَعـــــــــَادْ الوَسَطْ زَادْ ** أَخِــــــــيرُ الأمُــــورٍ الوَسَطْ
مزاح فرد لعصر
قال الشيخ محمد بن الشاه رحمه الله ممازحا بعض أعصار أهل انيفرار:
كَوْمْ الفِــــــتْيَانْ امْغَنْيِينْ ** وِالخُـــــلَفَا جَبَّابَ
والِّ هُومَ كَوْمْ العَالمْينْ ** دَعْوُتْهُمْ مِسْتَجَابَ
لعيارة
لكطاع بين عصر وعصر
من عصر البارين إلى لمنيصر في التاكلالت
سول من خوف النفش ** ذا العصر ال جاب أضحيتُ
كان امنادم لازمتُ شَ ** فالعــــــيد أضحيتُ جازيتُ
جواب لمنيصر
جازيــــتُ ما فـــــيهَ ترش ** ذيك الشَّ عن شاة أضحيتُ
وعن شَ لازمت ذيك الشّ ** جــــــازيتُ ذيـــــك فقهيتُ
اكطاع بين أفراد عصر
سبب هذه المساجلة باختصار هو أن أحد الأصدقاء كان يكرر الزيارة لحي صديق له بسبب جيران له، ثم ارتحل الجيران فلما زاره قال البيات التالية
تزور لهذا الـحي فعل المفتش مرارا ففــــــتش ويك أو لا تفتش
فثم إذا ما زرت للجار منزل يذكرك الأحباب ما كنت تختشي
ولكنـــــما قرب الديار لعشق من البعد خير عل قلبك ينتشي
وإن بقرب الدار منك لأهلها وفاء وقرب الدار أفضل منعش
وترجو به منهم وصالا كأنما نسيت خليلي جاور الماء تعطش
وشاقك نوء بالركيز تشيمه تراءى ببرق آخر الليل أعمش
ألا أيها الخل الحبيب نصيحة إليك فلا تدلغ وكيس وغرش
ولجأ الصديق إلى مجموعة من الأصدقاء وتعاونوا على الأبيات التالية ردا على الأبيات:
تروم قريض الشعر عنه تنــبش جلال فما قول كقول المغرش
وتنـــسى زمانا بالأبيتر عشــته تغر به طورا وطورا تطرش
وترضـــى به ما لا تريد كـأنما تحــــملت أعـــــباء كدية ببش
أتذكر أيــــــــاما ركابك بوصه وتخلــط ما بين البكا والتبشش
وأزمان لوح حينما الكأس شاهد تنـــشي بها يوما ويوما تعيش
ألا أيها الــــخل الحــــبيب تحية تزف إليــكم من خليل المفتش
وجاءت هذه الأبيات ردًا على المجموعة
عليـــــكم ســـــلام الله فـــتية شمش سلام صديق أمــــلس غير أحرش
وموجـــــبه أني ذكــــــرت زماننا ومن ذا الذي ينسى زمان التحرش
فيا لـــــيت أيــــام الحمــام رواجع يصاد لدى امــــــيحيم غير مطيش
فيجتمع الأصحاب من حول شايهم ومن شرك الأهلين هـم في تخوش
فتـــــلك لنا أيــــــام لهــــو وغبطة نَرُوغُ عـــــن الألواح فعل المُفلفش
وصِـــــرنا رجــــالا ذلك ابَّيُّ عائدٌ يمرُّ عــــلى شاكــــار غــير مُرَيش
وذَا يحــي بالـمَرسَى استقرَّ سَفينُه وذلك وُلْ ابَّــــاهُ كالـــكلب الاطرش
وذاك الفــــتى بَيْـــدِلِّ يَجْلِبُ شِعره إليـــــنا فلم يغــــنم ولــــمَّا يُشَرْكِشِ
وخامسهم عمـــــدا يذكرني الصبا فسُقيــــا لأيَّـــــام الصــبا حين تنبش
أحد الأصدقاء يلمح لصديقه إلى حاجته لهاتف بالإشارة إلى وجاه وهو تاجر يبيع الهواتف.
سيد نخـــيترانتم اعـليه اتلــــــفن واتم انبــبيه
وانرد اعـــليه ال يلهيه سيد لعـــيار يـــــتراه
وان مستحف ومواسيه هو مسكــــين اسحفاه
غير اتلفين اعليه البيه ما فات اخلك لا ينساه
وجاه ســابك حد اجيه لا بـــــدالُ مــن وجاهَ
الجواب
مستحف ما فــيه خلاف حت واعل لعيار راف
ءُ نبغيها ماه بالتـكصاف ء نبغي كد البعد انراه
وِتلفنل صاحب ما خاف رصــــــيدُ ولا وساه
لا ينساه وآن بانــصاف مـــــــان لُ لاه ننساه
غير امنادم مــــاه تلفان لعـــــاد الشرطُ وجاه
يمش شورُ وجـــاه كان ما يحتـــاج اعل وجاه
وقفة لعصر الهولُ عند تغير الزمن
عاكب كن شبان مرد وكفــفن كحل طوال كرد
وبســــنين زينات سد مــــاه شكـــــــو للباري
عدن وحمدن ذاك بعد لله الحــــمد الجــــــاري
الحـــــــيان بويخ طل وشـــيب نواظرن واري
بل كفـــفن عاد اسطل ءُ بل الســـــــنين فراري
توبة البارين
تزود لـــــــدار أنت نـــــازلها غدا فقـــــد حـــــان عصر ادرير أن تتزودا
ثلاثــــــون حـــولا أو تزيد ببضعة مـــــضت كلــــــــها ملئى ددا متــــمددا
وطوفت في طول البلاد وعرضها وأعـــــرق منـــــك المــكر فيها وأنجدا
فــــــــجزت إلى شاكار آلاك مثلما سلكــــت إلى المــبروك والدخن موردا
وكنـــت إلى شنقيط صاحب صولة وكبـــــــة منـــــــديز وبـــــير مـــحمدا
وعـــدت إلى البتراء من بعد هجرة لتقـــــرع بابــــا كـــان من قبل موصدا
فكــــــنت بها في الطبل أول راقص ومن مــــــد للكــــــدحان فــي حفلة يدا
ولم تشـــــتغل بالعلم إذ كنت فارغا لتظــــــفر منه بالمــــــــــــراد وتحمدا
ولم تحـــــفر الآبار وســــط مــفازة ولم تـــزرع الأرض الخراب فتحصدا
ومــــا كـــــنت ذا شــعر ولا فـــتوة ولـــــست بمقــــــــبول النوادر أصيدا
ولم تر يــــــوما في المصالح ساعيا لتحـــــسب من بـــــــين العشيرة سيدا
ولا أنت قد قاومـت يوم وليمة فسادا ولا زودت بــــــالتمــــــر مـــــــسجدا
ولم تـــسع في إصـــــــلاح بين قبيلة ولا بـــــــين أفــــــراد وإن بعد المدى
ولم تحك في الأعصار أسلافك الألى أعانوا ومدوا للفـــــقير يـــــــــد الجدا
فقد خلـــــــفوا إرثا من المجد طارفا كما خلفوا إرثا من المــــــــــــجد أتلدا
فلم تحـــــك سادات كــــــراما أعزة ذوي المجد والعــــــــلياء أولاد أحمدا
ولم تـــــك كـــــالدفار مـــــجد فتوة ولا العالمين الصيد فـــــخرا وسؤددا
ولم تـــك كالأســـياد فقــــها ورفعة وبالفاهمين الشــــــــــم لم تك ذا اقتدا
ولم تك مـــــثل الغالــــبين فإنـــــهم هم غلبوا الشيطان والنـــفس بالهدى
ولم تــــك ذا مــــــجد ولا ذا مروءة فما أنت لامغــــــــــاسيل كنت مقلدا
ولم تــــك في بـــــذل وحـــلم خليفة لأولاد اخلــــيف الألى دوخوا العدى
ولســــت بمــــكي فتكسب شهرة وينشأ فيـــــــك الشعر يوما وينشدا
ولا كــــالألى فازوا بنصر إلههم وما النــــصر إلا نصره جل أوحدا
وما أنـــــت كالهمال هيهات إنهم هم العصر هيهات المدى كان أبعدا
أولئك قـــوم إن بنوا أحسنوا البنا بهــــم ختـــــم الله المــــكارم والندا
ملاحظة أغلبية النصوص غير المعزوة هي من إنتاج المحاضر الأديب سيد محمود بن الهلال