في رثاء الوالد أحمد سالم بن محمد بن أبا رحمهم الله وبارك في الخلف :
تسعون حولا قضاها في العُلا وقضى
عدلٌ كريم من أبناء الكرام رِضى
شيخ حوى عزّ أجداد له وسما
نفسا فما عاقه ما قد خلا ومضى
ها قد مضى أحمدُ الأقوام سالمهم
مما يُذَمّ فقلنا طائعين : رِضا
مضى بذاك قضاء الله ليس لنا
إلا الرضا بقضاء الله حيث قضى
مضى فتى طيب الأخلاق طينته
من معدن نادر إن لم يكُ انقرضا
قد عاش ما عاش محمودا مآثره
ميمون رأيٍ إذا ما حادثٌ عرضا
قد عاش والذكر هجّيراه ليلتَه
تحبيرُه بأداء يَرحضُ الرُّحضا
معلقا ببيوت الله -يعمرها –
قلبًا مقيمًا على ما سُنّ أو فُرِضا
مشاركًا آخذًا من كلّ آبدة
بنُتفة بدرُ آداب سما وأضا
رفيع ذوق ولم يبرح يطاوعه
معْ قلُة الشعر قرضُ الشعر إن قرضا
وذا قليل و ما قصدي به أبدا
حصري صفاتٍ له مثل النجوم وِضا
ولا لتزويق تأبين لأنشرَه
بأزرق الوصف والموصوفُ ثَمَ فَضا
لكن شهادة مُثنٍ بالجميل على
شيخ على الله في المقدور ما اعترضا
يا ربّ فاجعله في الأعلين منزلة
بحبوحة الخُلد لا من يسكن الرّبضا
ويا محمّد محمود فأنت لها
وبالأخَيْنِ فشُدّ الأزْرَ وانْتفِضَا
والله يلطف من بعد الفقيد بنا
فلا نُرى لسهام المعتدي غرضا
فلا نخاف إذًا بخسا ولا رهقا
كلا ولا عرضا نخشى ولا مرضا
بجاه أحمدَ سرّ الكون بهجته
عرق الوجود الذي في الكون قد نبضا
عليه أزكى صلاة لا أنتهاء لها
تستوعب الجوهر الكونيّ والعرضا