أولا: التعريف بالكتاب وبفنه علم القواعد:
علم القواعد الفقهية هو العلم الذي يُبحث فيه عن القضايا الكلية التي جزئياتها قضايا فقهية, ويدخل في ذلك الضوابط الفقهية والكليات والفروق والنظائر ونحو ذلك.
ومن أشهر المؤلفات المختصرة في علم القواعد عند المالكية نظم المنهج المنتخب إلى أصول المذهب, للشيخ أبي الحسن علي بن قاسم بن محمد التجيبي الشهير بالزقاق من أهل فاس, توفي سنة 912هـ.
وقد خصص الزقاق القسم الأول من نظمه للهلّيات وهي القواعد الخلافية أي التي تبدأ بأداة الاستفهام “هل”, والقسم الثاني للقواعد الأخرى والضوابط والنظائر ونحوها.
وبما أن هذا النظم من أهم مؤلفات علم القواعد في المذهب فقد اعتنى كثير من العلماء الأجلاء بشرحه والتعليق عليه بدءا بالناظم, فابنه أحمد الزقاق ( ت931 ) ثم الشيخ أحمد بن علي المنجور ( ت995), وهو من أقدم وأشهر شروح المنهج, ثم شرحه الشيخ أبو الحسن علي بن عبد الواحد الأنصاري السجلماسي (ت1057) والشيخ العلامة عبد القادر السجلماسي (ت 1187هـ) والشيخ النابغة الغلاوي (ت1245), والشيخ أحمذ بن زياد الأبهمي الديماني (ت1322) والشيخ محمد الأمين بن أحمد زيدان الجكني (ت1325 ) والشيخ أبو القاسم محمد بن أحمد التواتي الليبي, وغيرهم .
وقد نظم الشيخ ميارة الفاسي تكميلا على هذا المنهج وشرَحه, وشرح هذا التكميل أيضا عبد القادر السجلماسي ومحمد محمود بن القاضي الإيجيبي (ت1277) ومحمد يحيى بن محمد المختار الولاتي (ت1330 ), وزين بن اجمد اليدالي (ت1358), وغيرهم .
وللشيخ محنض باب بن اعبيد الديماني (ت 1277) نظم على غرار تكميل ميارة على المنهج جعله تنقيحا له, وله عليه طرة.
والذي نقدم له اليوم من هذه السلسلة المباركة هو شرح الشيخ أحمذ بن زياد الأبهمي, وقد صرَّح في مقدمته أنه اختصره من شرح السجلماسي, والمقصود به عبد القادر السجلماسي شارح الهمزية والعاصمية, وشرحُه هذا على المنهج متوفر لدينا, ويغلب عليه الإسهاب والتطويل, يقول في مقدمته: “هذا شرح وضعته على المنهج المنتخب إلى قواعد المذهب، أتيت فيه بضمن ما لشارحه الشيخ أبي العباس أحمد بن علي المنجور، وتنزلت في الغالب إلى بيان نسبة الأقوال إلى أربابها وإلى تتمة بعض الفروع في أبوابها ، والتزمت الإتيان بمختصر الشيخ خليل في الفروع التي وقعت فيه ؛ ليكون طلبته على بصيرة فيما ارتكبه من الأقوال”.
وقد سار الشيخ أحمذ في هذا الشرح على طريقة الشيخين المنجور والسجلماسي, لكن باختصار, مع بعض الزيادات القيمة, وقد تكلم عن هذا الشرح الأستاذ الباحث رشيد بن محمد المدور المغربي في رسالة له بعنوان معلمة القواعد الفقهية عند المالكية ص78, تحت رقم 32 من نحو 200 مؤلف للمالكية في القواعد.
وقد تمت طباعة نسختنا هذه من نسخة مصورة من خط الشيخ يعقوب بن عبد اللطيف رحمه الله, نقلا من نسخة المؤلف التي ما زالت محفوظة بخطه.
وقد تم عرض نسخ من هذه الطبعة على الشيخ يعقوب, وعلى المرحوم بد بن الشاه, الذي كان يسعى من أجل إعداده للطبع, وعلى بعض حفدة المؤلف الآخرين.
وقد لاحظنا سقطا في موضعين من الكتاب أحدهما في شرح البيتين 210, 211, قدر ورقة لعلها سقطت في التصوير, وقد أثبتنا بدله مقابله من السجلماسي, والثاني: من قوله في شرح البيت 45: وأشار بقوله إلخ ويشمل بقية شرح البيت 45 والبيتين 46 و47 وأول شرحهما, والغريب أنه ساقط أيضا من نسختين مخطوطتين اطلعنا عليهما من السجلماسي, فلعل أصلهما هو أصل الشارح, أو لعل السجلماسي لم يشرح هذا الموضع أصلا, وقد أثبتنا مقابل هذا السقط من المنجور الذي اختصر منه السجلماسي الذي اختصر منه الشارح.
ثانيا: التعريف بالمؤلف:
هو العلامة أحمذ بن زياد بن حامدت بن عبيدي بن محمذن بن ألفغ عبد الله بن أعمر إيديقب, وأمه اعو يش بنت محنض بن مينّين واسمه محمذن بن الأمين بن حوبك بن الفال بن المختار أكد عثمان.
كان أحمذُ يلقب بدِّ وهو العالم العلامة الحبر البحر الصوفي الورع المربي المدرس القاضي المفتي نشأ يتيما فلم تزل عناية الله تكلؤه ولطفه محيطا به إلى أن أصبح مرجع القضاء والفتوى والتدريس في هذا الصقع كله, أخذ عمن عاصره من العلماء كمحنض بابه بن اعبيد ومحمذن بن ألجد ومحمد فال بن المنجي وابنعبدم بن الأمين بن محنض وغيرهم .
ولما تبحر في العلوم أخذ الطريقة على غوث القطر الشيخ أحمدُّ بن سليمان وكان الشيخ أحمدُّ محبا لـه ويكاتبه ويخاطبه بيا حبيبي وقرة عيني, وكان هو محبا لأشياخه معظما لهم, وكان مع ما هو منوط به من تدريس وفتوى و قضاء بين الناس وقرى الضيوف الكثيرين لا يفتر عن العبادة وقراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
ألف أحمذ رحمه الله تعالى عدة تآليف ما بين مطول وما بين مختصر منها:
– اختصار شرح السجلماسي على المنهج (وهو الذي بين أيدينا اليوم)
-كتاب حافل في القراءات السبع.
– اختصار العهود المحمدية للشعراني.
– مكتوب في آبار المدينة وشواهدها من الحديث.
– تعليق على ما اختصره ابن أبي جمرة من صحيح البخاري.
– نظم ذيَّل به نظم ابن جنكي لمدافن إيكيد .
– تفسيره المسمى ذا الفاتحتين ويسمى أيضا قرة العينين اعتمد على كثير من المصادر والتزم الذهب والجمل والجلالين, هذا بالإضافة إلى الكثير من التحريرات والتقييدات المفيدة.
توفي أحمذ رحمه الله سنة 1322عن عمر يزيد على الثمانين ودفن ببئر حيبل.
التعريف بصاحب النظم (المنهج):
هو العالم العلامة أبو الحسن علي بن قاسم بن محمد التجيبي المعروف بالزقاق, كان متقنا لمختصر خليل كثير الاعتناء به مشاركا في فنون من النحو والأصول والحديث والتفسير والتصريف, من مؤلفاته: نظم المنهج, وشرحه, ونظم اللامية في القضاء, وتقييد على مختصر خليل, وتوفي سنة 912هـ
التعريف بصاحب الأصل (الشرح المختصر):
وهو العلامة عبد القادر بن محمد بن عبد الملك الشريف العلوي الحسني السجلماسي من محدثي وحفاظ وأدباء وفقهاء المغرب مشارك في أكثر العلوم ولي قضاء مكناس, لـه مؤلفات جليلة مفيدة منها شرح على همزية البوصيري في المديح وشرح على تحفة ابن عاصم في القضاء, توفي سنة 1187هـ.
محمد الأزعر بن حامد
وخيرت بالعلامة الحبر المجتهد احمذو ولد زياد رحمه الله وطالبينكم اتزيدون من تواليف ال اببركته
أرجو من حضرتك إفاتنا بشرح الشيخ علي بن عبد الواحد السجلماسي الأنصاري، فأنا مهتم بالموضوع، وأنا من نسل الشيخ المذكور
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
جزى الله المصنف خيرا
جزاكم الله خيرا على هذا المجهود.
لكن لدي ملاحظة وهي أن عنوان المقال ناقص فالعناوين كما عودتمونا تلخص كامل المحتوى واقترح ذكر العلامة احمذ بن زياد رحمه الله في العنوان. وشكرا.
كتاب قيم في فن نادر
جزاكم الله خيرا
قال الشيخ محمدن بن الشيخ أحمد بن الفاضل الملقب أد مؤرخا لوفاة أحمذ بن زياد الملقب بد:
الشيخ بد مرشد السفيه ** قد مات بشره ودود فيه
من بعد ما عاش إماماعالما** مؤلفا محررا مسالما
و نجلُ زيادٍ بموتهِ انقضَى °°° ما كانَ مِن علمٍ و زُهدٍ و قضا