الرئيسية / فيسبوكيات / من صفحة الأستاذ عبدالله محمد على الفيسبوك

من صفحة الأستاذ عبدالله محمد على الفيسبوك

قرأت للأستاذ محمد فال ولد عبد اللطيف، وأنا يافع أحبو على بساط الكتابة، “رسالة الكوس” التي أعتبرها بحق نصا من أدب وصف الحال لم يعط بعد حقه اهتماما بحثيا اليوم (بعد مضي ثلاثة عقود ونصف) في الاستئناس بالمضامين التي يكتنزها في التأريخ لسوسيولوجيا نسق المجتمع المتشكل في نهاية السبعينات ومطلع الثمانينات – عبر الإبداع الأدبي. مرحلة فارقة من تاريخ مدنية موريتانيا ومدينة نواكشوط ورحلة البدوي الوافد إلى الخضم الحضري. لم أتعرف إليه مباشرة للأسف وكنت أقرأ له – فيما بعد – كل ما يصادفني – وهو مقل حسب علمي – وقد كتبت على هذه الصفحة عن فرحتي بقصاصة صحيفة الشعب التي لف لي فيها صاحب دكان خبزا ميدوما بالزبدة وكان بالقصاصة خاطرة للاستاذ فاجتمع زبد الخبز بتمر مائدة محمد فال الرطب اجتماع قوت التدبير وقات المزاج الطيب واجتماع الحق والهوى على رأي أشج بني أمية حين سئل عن اجتماع الحق والهوى قال هو الزبد والتمر!
.
محمد فال، وهو الغني عن التعريف أديبا وفقيها وإطارا مرموقا، يكتب بلغة عذبة، مركبة متنكهة ب”استدمين”، غائصة بتمكن في تفاصيل المشهد مؤصلة مفككة لا يمكن تفكيك الطرفة في بنائه السردي الوصفي تحييدا لها عن الحقيقة ولا فصل التفاصيل عن العنوان والمجمل. هو مدرسة قائمة بذاتها وليس من المبالغة إن قلت إنني أميز الفقرة للاستاذ لو وضعت في متن كتاب أو تضمنها نص غير مشير لصاحبها إحالة لكونه يكسي اعواد حروفه هنداما خاصا يجعلها عصية على الاختلاط بغيرها ولو جمعهما محفل صياغة واحد!
.
في “رسالة الكوس” يندمج الاستاذ محمد فال في مشهد الوافد البدوي المتوقع له فيحدثه عن تفاصيل ما هو مقبل عليه متناولا المشهد الانواكشوطي في بداية الثمانيانت بتفاصيل ترسم لوحة بديعة فيعرض لحال المساجد والأسواق واهل المهن من حلاقين وأصحاب مواشي في “المربط” وغسالين وشحاذين ويتعرض ل”آداب” الكوس في البيوت وموضوع الكراء والتشارك وأنساق البروتوكولات الاجتماعية حتى العاطفية منها وهو ما يضفي على العمل – إضافة لقيمته الابداعية – قيمة تأريخية بالمعنى السوسيوثقافي. يتناول ذلك بفقرات غير مملة طولا وغير مخلة اختزالا. قرأتها عام 1987 وعثرت على مقتطفات منها اليوم على الشبكة وكنت المسافر عبر الزمن الجميل حتى إني وجدت نكهة أبخرة مطعم زبيدة وصوت الخليفة رحمه الله في “قل للمطي اللواتي طال مسراها” وحضرت درس العربية في الاعدادية العربية ورافقت فيه أينق ول محمدي من تيرس الى “لعقل” ….. أزيد من ثلاثة عقود هي فترة كافية للحكم على قيمة عمل أراه جزءا من الذاكرة الوطنية وووثيقة- بلغة الادب- لأي باحث في أطوار تشكل المجتمع الانواكشوطي ضمن خضم المدنية – البداوة وتحدياته.

أنصح من يريد تعلم العربية دون معلم من امهر معلم وتذوق طرافة علية الادباء وروح أهل الفضل والدين ويبتغي التنكه بفضائل استدمين مفهوما خاصا للتعبير ومدرسة تضمين تشكل في حد ذاتها قالبا أصليا للابداع لابتعادها عن المباشَرة المنتقصة من الابداع عموما، أنصحه بقراءة محمد فال ولو في تصريح عن انشطار الذرة فلن يشفع للموضوع علميته النووية في تحوله على يد الاستاذ لمنتج ابداعي سلس عالي المستوى لغة طيب رائق ماتع مفض بالقارئ لآفاق ثقافية يبرع محمد فال في فتحها معتمدا على ثقافته الواسعة.
أمد الله في عمره وألبسه لباس العافية والطمأنينة
#إلذاك
حاولت إدراج فقرة من “رسالة الكوس” لكن لم أستطع لتزاحمها في معيار الاختيار فهي تقرأ كاملة ؤتوف. طبعا لبعض التراس جيل الواتساب وعربية “في هكذا حالة.. ” ولغة المشارقة الأفندية وثقافة سرد “الأدخن يليق بك” لن يكون التلذذ بلغة الاستاذ ورادا ولعل ذلك من باب ما حصل لقاض موريتاني مقيم في الامارات كانت لدى أهل بيته عاملة آسيوية تتحدث الهندو-آراب فكانت تتفاهم مع سيدة البيت والاولاد فإن هو حدثها لم تفهم فقالت له ذات يوم ” بابا .. انت عربي مافيه زين”  . فهم كلامها النقدي وقال : يخيتي مكتوبالي وكتن قاري احمرار ول بونه على الفية ابن مالك مزلت اشير ! معناه عن تلحين من أعاجم ما عاطب الورود حته

اترك رد