حضور الشعر في أسبوع انيفرار الثقافي

تضمنت السهرات العلمية انيفرارية، قراءات شعرية هامة، حيث جادت قرائح الشعراء بقطع جياد تناغمت مع الحدث الثقافي البارز، وقد وصلت بريد الموقع اليوم رسالة تحتوى على عدة نصوص شعرية سنقوم بنشرها ضمن تغطيتنا المتواصلة لفعاليات أسبوع انيفرار الثقافي.

نبدأ بأبيات الشيخ الأديب محمدفال بن عبداللطيف التى تميزت بقرب المأخذ، وبعد الغور، وسلاسة اللفظ وكثرة المعاني – كعادته حفظه الله-، لكن الشيخ أبدع فيها نمطا جديدا على الشعر الفصيح، استوحاه أو استعاره من أدب الحسانية هو “تطلاع الكفان”. و قد اتفق النقاد على التشابه البنيوي بين بيتي الشعر و “الكاف”.

“طلَّعَ” الأديب أبيات جده محمدن بن الشيخ أحمد الفاضل التى نظمها إبان سفره الشهير إلى تيرس، وهي أبيات توسل بها عندما لم يجد من يرسله إلى أهله في لعبونَ ، لخشية الناس على إبلهم من ذباب الخريف فقال:

خول بلعبون أهـــلي أهــل لعبونا *** مــــاخـــولت حــلب أبــناء حمدونا

في دين طيبتنا وفـــي هوا ســبإ *** وهـب لي السـؤل ظاهرا ومكنونا 

استرسل الشيخ في غرض التوسل طالبا من المولى عز وجل أن يديم نعمه على الحي وخصوصا نعمة  العلم والعمل، وقد حوت االأبيات إشارات وإحالات إلى أمور شتى، سنقتصر – خوف الإطالة- على مثال واحد منها، وهو إشارته  إلى الحديث الشريف : (إن الإيمان ليأرِزُ إلى المدينة كما تأرِز ُالحية إلى جحرها) ويأرِزُ معناها يرجع ويثبت يقول الشيخ محمدفال :

خول بلعبون أهلي أهــل لعبونا *** مــــاخـــولت حــلب أبناء حمدونا
خولهم اليوم في انيـفرارماكَـرَمًا *** خولت أسلافهم فـي نجد لعبونا
وأعل في الدين والدنيا مكانتهمْ *** واجــعلهمُ فــوقَ لاتجـعــلهمُ دونا 
والدين يأرِزُ دوما نـــــحو بلدتهم ***  واجعلــــهمُ أمــة بالحـــق يهدونا
واجعل هواءهمُ طيــبا هوا سبإ *** بالأمــــن مقـــترنا باليــمن مقرونا
أدعوك يارب في سر وفي علن *** وهب لي السؤل ظـاهرا ومكنونا

وفي نفس السياق جاءت أبيات الأديب الشاعر أحمد بن امحمد بن بك التى دعا فيها الشباب إلى أن يحذو حذو الشخصيات الكبيرة ، وأن يستلهموا من عبقرياتهم التى ساهمت في الإشعاع الثقافي والإجتماعي لأهل انيفرار: قال الشاعر أحمد بن بك:

هـــيا شـباب الحـــي حي البير *** وتأهـــبــــوا للقـــفز والتـــغـيير 

وتقمصـــوا ممن مضـوا شخصية *** عـــرفت بـرص الصــف والتـأثير 

فهم كثـــير مجــدهم متـــــعارف ***كالشمس في الضياء والتنـوير 

والله يجــــمع شــملكم ويمدكم ***بالنـــصر والتيــــسير والتــسخير

ويديم مجد الحي مجدا شامخا ***مــــتألقا ومـــــراقبا بـضــــمــير 

شارك الأديب الكبير ابيد بن اسنيد بنص من الأدب الرفيع، تلاعب فيه بالألفاظ بين “التفلواتن” على الطريقة “الباكائية” ، ثم شحنه بالعديد من المعانى الجميلة، والنصائح المفيدة والتوجيهات الهامة التى دعا من خلالها الشباب إلى الأخذ بناصية العلوم والتحلي بأخلاق السلف الصالح. 

مَجـْــدْ انْيــفرَار ْالّي مَشهُودْ *** قَدِيمْ النَّاسْ اعْليهْ اشْهُودْ

بذْلْ الْفيهْ امْنْ اجْدُودْ اجْهُودْ ***  أتـَــمْ أهَــــــذَ مَـاه ُخَافِي

مِتـْــبَاركْ وَاكــــفْ مَاهْ اكْعُودْ ***  يِنْسِفْ فِيهْ اعْلِيهْ السَّافِي

هَانِي لَيـْـــنْ اعْطَاهْ المَعْبُودْ *** عـَــنْو حَــــقَّقْ مَجْدْ أظَافِي

أبْلا َشَـــرْكْ أسَــاحِلْ حُدُودْ  *** ِوابـْــلا مِـــستكبل وامْكَافِي

حـُــدُودْ ،أمـَــجْدُ فالمَـعْهُودْ  *** تَخْــــلِيدُ مـَــــاهُ  مِتْـــنَافِي

يَالشَّـــبَابْ مـْــعَ حَــــدْ إعُودْ  *** كيـــفِتْ مَعْـرُوفْ الرُّصَافِي

وِاعْـــلَ ذَاكْ الـــخَّلاوْ اجْدُودْ ***  إتـَّـــمْ امـْــــحَافِظْ مِتـْلاَفِي

رَافِـــدْ ذَاكْ اللّي لُو منْ جُودْ *** وِالعـِـــلْمْ أوخـَلوُّ باخْــلاَفِي

صِــرِّتْ عَنـْــكُمْ مَـــانِ لارْفوُدْ *** عِلـْــمْ أجُودْ اسْلاَفِي نَافِي

كـُــونْ الّي نِبـْــغِيكٌمْ يَالكَوْمْ ***  تَسـلْكُو مِنْ جَــهْلَ أوْصَافِي

ذَرْكْ أتـَــكْرَاوْ امْـــــنْ العُلٌومْ  *** ألِّي كَــــطْ اكْـرَاو ْاسْـلاَفِي

أتَعْـــرفُ عَـــنْ لُسْبُوعْ اليُومْ *** الثـّــــقَـــافِي مَــــاهُ كَــافِي

ملاحظة:

سنواصل غدا نشر النصوص الشعرية التى كتبها الشباب على هامش التظاهرة