الرئيسية / على الهامش / على الهامش ذ/محمدن بن عبدالله (الحلقة رقم 3)

على الهامش ذ/محمدن بن عبدالله (الحلقة رقم 3)

 

نواصل في هذه الحلقة مع معلقة عمرو بن كلثوم التغلبي :

وسَـيِّدِ مَـعْشَرٍ قَـدْ تَوَّجُـــوهُ۞بِتاجِ المُلْكِ يَحْمِي المُحْجَرِينا

تَـرَكْنا الـخَيْلَ عاكِفَةً عَلَيْــهِ۞مُـــــــــقَـلَّدَةً أَعِـنَّـتَها صُـفُونا

وأَنْـزَلْنا البُيُوتَ بِذي طُلُوحٍ۞إِلَى الشَّاماتِ تَنْفِي المُوعِدِينا

وقَـدْ هَرَّتْ كِلابُ الحَيِّ مِنَّـا۞وشَـذَّبْنَـــــــا قَـتَادَةَ مَـنْ يِـلِينا

مَـتَى نَـنْقُلْ إلى قَوْمٍ رَحَانَــا۞يَـكُونُوا في اللِّــقاءِ لَها طَحِينا

يَـكُونُ ثِـفَالُها شَـرْقِيَّ نَجْـــدٍ ۞ولَـهْوَتُها قُـضـــاعَةَ أَجْمَعِينا

نَـزَلْتُمْ مَـنْزِلَ الأضْيافِ مِنَّــا۞فَـأَعْجَلْن القِــرَى أنْ تَشْتِمُونا

قَـرَيْـناكُمْ فَـعَجَّلْنا قِـرَاكُــــمْ ۞قُـبَيْلَ الصُّبْــحِ مِرْدَاةً طَحُونا

نَـعُمُّ أُنَـاسَنا ونَـعِفُّ عَنْهُــــمْ۞ونَـحْمِلُ عَـنْهُــــمُ مَـا حَمَّلُونا

لله ما أحسن هذا العزف والغناء المطرب والمرقص منذ بداية إنشاد هذا الشاعر وأعنى به عمرو بن كلثوم ، لقصيدته ؛ والتي لم نتعرف إلا لبعض ما ورد فيها من الخصال الحميدة ، وهنا سنورد نبذة تتعلق بموضوعها ألا وهو القوة الخارقة غير المكتسبة في الاتصاف بالأوصاف الحميدة والثقة بالنفس والأنفة ولإباء الممدوحين عرفا وشرعا حيث جاء في القرآن الكريم  وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ  وجاء في الأثر أيضا (لاينبغي للمؤمن أن يذل نفسه) أو كما قال صلى الله عليه وسلم لذاك كانت مكارم الأخلاق في الجاهلية وجاء الإسلام ليتممها كما في الحديث الشريف : « بعثت متمم مكارم الأخلاق» أو كما قال صلى الله عليه وسلم ، ولعلك أيها المتصفح الكريم تعجب لكوننا نسرد عليك قصيدة في الفخر لشاعر جاهلي إن كنت نسيته فهو عمرو بن كلثوم التغلبي ، ولا أحسب أنك قد نسين أن مطلعها:
ألا هبي بصحنك فاصب حينا
ولا تبقى خمور الأندرينا …الخ

وقد يتبادر إلى الذهن من تركيب الجمل أنني خلط علي ، وهو ليس كذلك فالمقصود أولا : هو تعلم لغة القرآن في قمة البلاغة وتعلم الأخلاق المفتخر بها زمن الجاهلية وما أقر الإسلام منها وما لم يقره.
وثانيا : أن هذه الأخلاق ليست بالتطبع بل أقول وأجزم أنها كاملة أو جلها وراثية كاللون وغير ، وأنها مواهب إلهية كلها وذلك يتضح لك من قوله عز وجل في سورة آل عمران  إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ  صدق الله العظيم.
فإذا تأملت في ما حولك من الكائنات تجد أن الله له في خلقه شؤون وأنه ما خلق شيئا عبثا حاشا وكلا تعلى الله عما يقول الظالمون يتواصل بإذن الله.

2 تعليقات

  1. موضوع قيم ومفيد

اترك رد