من قصيدة للحطيئة يمدح بها بغيض بن عامر بن شماس بن لؤي بن أنف الناقة التميمي:
فـما زالت الوجناء تجري ضفورها *** إليك ابن شماس تروح وتغتدي
تزور امرءا يرثي على الحمد ماله *** ومن يعط أثمان المحامد يحمد
يـرى الـبخل لايـبقي على المرء ماله *** ويعلم أن الشح غير مخلد
كــسـوب ومــتـلاف إذا مـــا سـألـته*** تـهـلل واهـتـز اهـتـزاز الـمـهند
مـتى تـاته تـعشو إلـى ضـوء نـاره *** تـجد خـير نار عندها خير موقد
تـزور امـرءا إن يـعطك الـيوم نـائلا *** بـكفيه لا يـمنعك مـن نائل الغد
هو الواهب الكوم الصفايا لجاره *** يروح بها العبدان في عازب ندي
شرح الكلمـات الوجناء: الشديدة العظيمة الضفر: ما يشد به البعير من مضفور كالضفار . جمع: ضفور وضفر (ق) تعشو: من عشا النار وإليها عشوا وعُشٌوّا رآها ليلا من بعيد فقصدها مستضيئا كاعتشاها وبها والعشوة بالضم والكسر تلك النار(ق), الكوماء: الناقة العظيمة السنام وقد كومت كفرح ق الصفايا: جمع صفية الغزيرة اللبن وقد صفت وصفوت ق العازب: الكلأالبعيد ق العبدان: جمع عبد .
۞۞۞۞
البشارة المطلقة لاتكون إلا بخير وإنما تكون بالشر إذا كانت مقيدة كقوله تعالى : ” فبشرهم بعذاب أليم .” والتبشير يكون بالخير والشر كهذه الآية وقد يكون هذا على قولهم : تحيتك الضرب وعتابك السيف . وقال الفخر الرازي أثناء تفسير قوله تعالى : ” وإذا بشر أحدهم بالأنثى . ” : التبشير في عرف اللغة مختص بالخير الذي يفيد السرور إلا أنه بحسب أصل اللغة عبارة عن الخبر الذي يؤثر في البشرة تغيرا وهذا يكون للحزن أيضا فوجب أن يكون لفظ التبشيرحقيقة في القسمين.
۞۞۞۞
علوم الأدب ستة وذلك أنك إذا نظرت في كلام العرب فإما أن تبحث عن المعنى الذي وضع له اللفظ وهو علم اللغة وإما أن تبحث عن ذات اللفظ بحسب ما يعتريه من الحذف والقلب والبدل وغير ذلك وهو علم التصريف وإما أن تبحث عن المعنى الذي يفهم من الكلام المركب بحسب اختلاف أواخر الكلم وهو علم العربية وإما أن تبحث عن مطابقة الكلام لمقتضى الحال بحسب الوضع اللغوي وهو علم المعاني وإما أن تبحث عن طرق دلالة الكلام إيضاحا وخفاء بحسب الدلالة العقلية وهو علم المنطق وإما أن تبحث عن وجوه تحسين الكلام وهو علم البديع والثلاثة الأول يستشهد عليها بكلام العرب نظما أو نثرا لأن المعتبر فيها ضبط ألفاظهم والثلاثة الأخيرة يستشهد عليها بكلام العرب وغيرهم من المتولدين لأنها راجعة إلى المعنى .
۞۞۞۞
أحوال العبد أربعة لا خامس لها وهي : النعمة والبلية والطاعة والمعصية فإن كان بالنعمة فمقتضى الحق منه الشكر وإن كان بالبلية فمقتضى الحق منه الصبر وإن كان بالطاعة فمقتضى الحق منه شهود المنة وإن كان بالمعصية فمقتضى الحق منه وجود الاستغفار .
۞۞۞۞
نقل الأصمعي عن بعض العرب أنه إنما فتح دال الدين لأن صاحبه يعلو المدين وضم دال الدنيا لابتنائها على الشدة وكسر دال الدين لابتنائه على الخضوع.
۞۞۞۞
لا ينبغي للعاقل ان ينـزل بلدا ليس فيه سلطان قاهر وقاض عدل وسوق قائمة ونهر جار وطبيب عالم .
مآثر تروى عن أبــــــــــيه وجده **** وتؤثر عن بون ابن سيد ابن سكم