ثم انضم إلينا رجل من ذوى العمائمْ، على ذراعيه وعلى صدره التمائمْ، فرماه أحد الجالسين بالشركْ، والزندقة والشكْ، واستدل بأحاديث و آياتْ ، على منع التمائم والزياراتْ، فاستدل ذو التمائم بآيات ومروياتْ، على وجود البركاتْ، وجواز الرقياتْ، وقال البركة مذكورة في آيات بيناتْ، لا ينكرها إلا من آمن باللات والعزى ومناتْ، ثم انضم إلينا رجل من ذوى العمائمْ، على ذراعيه وعلى صدره التمائمْ، فرماه أحد الجالسين بالشركْ، والزندقة والشكْ، واستدل بأحاديث و آياتْ ، على منع التمائم والزياراتْ، فاستدل ذو التمائم بآيات ومروياتْ، على وجود البركاتْ، وجواز الرقياتْ، وقال البركة مذكورة في آيات بيناتْ، لا ينكرها إلا من آمن باللات والعزى ومناتْ،
واستبعد من كان مستمعًا ، أن يوجد لهذه المشكلة حلا مقنعاً، لأن كلا من الرجلين، مستدل بآيات صريحةٍ، و أحاديث صحيحةٍ، ولكن أحد النزالينْ، مما لا ضعف فيهم و لا لينْ، أجاب إجابة شافيةً، كانت لمن يفهم مقنعة وكافيةً.
أجاب بأن قد وجد الإسلامْ ،في الجاهلية عبادة الأصنامْ، وتعليق التمائمْ، على الصدور والجماجمْ، والمحاكمة على الكهانْ، وهواتف الجن والشيطانْ، ونسبة الأمطار إلى النجومْ، وتصديق المنجم في علم موهومْ، وهو في كل ذلك ينسبون الأفعالْ، لغير الله في صريح الأقوالْ، فجعلها بذلك السبب من المنكراتْ، والمشركات المحرماتْ، ثم لما تأسست دعائم الإسلامْ، وكسر جميع الأصنامْ، ونبذت الأوهامْ، وتم بالتوحيد الإعلامْ، وسرى الإيمان في قلوب الأنامْ، و أسند كل فعل إلى فاعله العلامْ، لم يعد هناك ضرر في رقية الأسقامْ، و لا في زيارة القبور والأعلامْ، لنسبة الأمر في ذلك كلُّهْ، إلى خالقه وخالق فرعه و أصلِهْ، ولذا جاء الأمر بالرقية وزيارة القبورْ، بعد أن كانت من منهيات الأمورْ، لنسبة الأمر فيها إلى الخلاقْ، كما تنسب إليه جميع الأمور بالإطلاقْ. كما ورد الأمر بالاستغاثة بالصالحينْ، والرقية من الأمراض و أشرار الطالحينْ، والإستغاثة بالملائكة ومومن الجنِّ، واردة وهي علينا من المَنِّ.وكل ما ذكرته فهو في الكتبْ، و لا توجد دونه حجبْ ،ومن أراد تصحيح أمرهْ، فلينظره في الشوكاني وغيرهْ،
ثم تدخل أحد اللاعبينْ، من ليس من المداعبينْ، فقال: شتان ما بين ما في تمائم الجاهليِّ، وبين أسماء وكلام المولى العليِّ، ففي تمائم الجاهلي نفث السحرةْ، وفي تمائم المسلم كلام الله على ألسنة البررةْ، أما السحر وعبادة الأوثانْ، فيكفر بهما مدى الزمانْ.
ولم نزل نستعيذ بين الغلبينْ ، من شر مواعيد الإثنينْ، لما تكدس في غضونها من المينْ، المسموع بالأذن والمرأي بالعينْ، حتى أصبحنا نستعيذ من مواعيد السبتِ، ولم نكره أصحاب السبت والمقتِ، و أنشدنى كائس نزالْ، أبياتا في ذلك فقالْ:
لم نحمد الله إذا كانت مواعـــيدنا *** جمـــيعها في الأثانين الميامـين
وفي المشائيم رصت يومنا فغدت *** على الأسابيت أنقاضَِ الأثانـين
فالحمد لله تكــــــــــــــفيرا لزلتنا*** و الحــــــمد لله في كل الأحايين
)] |] فقلت: له لقد جعلت هذا الدهر مشؤومًا ،فاشرح لنا ذلك شرحا مفهومًا، قال: قد يكون اليوم سعيدا على سعيدْ، وهو بعينه على عمرغير سعيدْ، فتعيين بكر في منصب زيدْ ، حظ و شؤم بلا نقص و لا زيدْ، ومن حكم الشعر الفرائدْ، مصائب قوم عند قوم فوائدْ. ثم قلت: هل ننصب أو نخفض كلمة أنقاضْ؟، أجبنى واقض ما أنت قاضْ، فقال: كليهما وتمرَا، فكل باعتبارك أمرَا، وإن رفعت فلست غمرَا، ولم تجئ شيئا إمرَا.ثم تذكرت سورة المائدةْ، عند تمام الساعة الواحدةْ.
وانتهى القال و القيلْ، وتوجهت إلى حيث أقيلْ ،فغادرت ظلال الشجرْ، محملا بكثير من الفوائد والعبرْ، وتمثلت بقول الفرزدقْ، الشاعر المرموق بالحِدقْ، مع كامل الإحترام لجريرْ، الشاعر الكبير الشهيرْ، فقلت مبدلا كلمة آبائى بأصحابىِ، مودعا من كان تحت الشجر من أترابى:
[| [( أولئك أصحابى فجئنى بمثلهم*** إذا جمعتنا ياجرير المجامعُ )] |] ثم توجهت إلى أحد الحوانيتْ، لأشترى نعلين كاليواقيتْ، فقلت بكم تبيع هذين النعلينْ، فقال التاجر أبيعهما بألفينْ، فقلت انقص واحدةْ،وستبقى لك فائدةْ، فقال ورب المشرقين والمغربينْ، إنهما صارا علي في ألفي نعلين بألفين إلا مائتينْ، وليس من الإنصافْ، نقص الأسعار بالأنصافْ، فالسعر إن كان بالآلافْ، فالنقص بالمئين بلا خلافْ، و إن كان بالمئين فالنقص بعشرة أو عشرينْ، فقلت مالك ذكرت تكاليف النعالْ، ولم تسأل عن تكاليف المقالْ، بل لم تسأل عما كلف المُحال والمحالْ، إن هذه الآلاف كلفت نسفا وعصفاً، وهي بقيمة أربعين ألفًا، فقد قدمها كثير من التحرير والتنقيحْ ، والتبديل والتصحيحْ، والتقديم والتأخيرْ، والتأنيث والتذكيرْ، والجمع والإفرادْ، والجناس والإرصادْ، والتعريف والتنكيرْ، والإظهار و التقديرْ، والتعميم والتخصيصْ، والتحليل والتلخيصْ، والاجمال و التفصيلْ، والتفريع والتأصيلْ، والسماع والقياسْ، والاستنباط و الاقتباسْ، والتقوييم والتقييمْ، والترتيب والترقيمْ، والجمع والتقسيمْ ، والتسليم والتسقيمْ، والتطريز والتحبيرْ، والتفنن في التعبيرْ، والبيان والتبيينْ، والإبهام والتعيينْ، والإيماء والإيهامْ، والإعلام والإفهامْ، والنفي والإثباتْ، في ما روي عن الأثباتْ، والكثير من التنويعْ، والتحسين والترصيعْ، والكناية والإستعارةْ، والإشعار والإشارةْ، والمشاكلة والمقابلةْ، والمناظرة والمماثلةْ، والإطناب والإيجازْ، والأخذ بالحقيقة والمجازْ، واختيار لغة أهل الحجازْ.
وظننت أن أمر القصيدة قد هالهْ، فأخرجتها لهْ، فقال إن هذه التجارة ذات كسادْ، ولا يشترى بها إلا أصحاب الفسادْ، و إننى لم أكلمك في الشعرْ ، وإنما كلمتك في السعرْ، و أراك محتالا ومكارًا، وكواسا ومهذارا وثرثارًا، فإن كنت صاحب حق وعينْ، فخذ النعلين بألفينْ، و إن كنت صاحب شعر ومينْ، فاخرج من أحد البابينْ، فقلت هل عندك نعلان بألفْ، قال نعمْ هما عندى بلا خلفْ، فأخذت منه بالألف النعلينْ، ولبستهما و ألقيت الخلقينْ.
ثم تذكرت ما سمعته في الظلالْ، من أحد الرجالْ، وهو أن الصلاة في الجماعةْ، من أعظم الطاعةْ، وأقرب للإنابةْ، وأجدر بالإجابةْ، فقصدت أحد مساجد المقاطعةْ، التى كانت منى شاسعةْ، وكان الوقت قبيل الغروبْ، وأنا ببعض الزملاء مصحوبْ، فوصلنا بعد الأذان و الإقامةْ، ثم تقدم الإمام للإمامهْ.
وبعد تمام الصلاهْ، وذهاب الإمام عن مصلاهْ، قام أحد المأمومين في المحرابْ ، وبدأ الخطابْ، فرغَّبَ و أمرْ، ونهى وزجرْ، وقال: إن مآل الدنيا للخرابْ، ويبقى فى الآخرة النعيم والعذابْ، وفصل وأجمل و أطالْ، وبين كثيرا من الحرام والحلالْ، ونقل مانقل في ذلك من الأنقالْ، واستمر في حديثه إلى أن قالْ:، لا تشتغلوا بالدهر ونوائبهْ، وخطوبه وشوائبهْ، و لا باختلاط حابله بنابلهْ، و لابطالعه و آفلهْ، عما خلقتم من أجلهْ ، قبل إنقضاء أجلهْ، و لا تكونوا ممن اشتغل بمآكله ومشاربهْ، وانصهر في بوتقة مآربهْ، ثم أقبل على حلق لحيته وشاربهْ، و ألقى حبله على غاربهْ.
وكنت أسأل الله من فضلهْ، و أستعيذ به من عدلهْ، إلا أننى لم أقل باسم الله على مالِى، و لا على نعالِى، فرجعت بخفي حنينْ، حافي القدمينْ، وندمت ندامة الكسعيِّ ، لما لم أفهم فهم اللوذعيِّ.
ثم بت ألعن الشعر والشعرَا، وكتاب الشعر والشعرَا، و أيمة الشعر الستةَ، مقررا مقاطعة الشعر البتةَ، و ألعن المراقس والدواوينْ، والأدب والمتأدبينْ، والمتمرقسين و المتفرزقينْ، و ألوم ن أمرنى و رشحنِى، ومن وسمنى ووشحنِى.
نعم بت بليلة ليلاَ، أرتقب الإكليل والقلب والشولَى، لأتوجه في الصباح الباكرْ، إلى الأديب الشاعرْ، فلما تبلج ضوء الصباحْ، وأصبحت كالمرتاحْ، توجهت إليه فحدثته بحديث الألفْ، وما جرى في الأمام والخلفْ، فقال بعد أن تعجب وتفكرْ، إنها لأحدى الكبرْ، وأم أمهات العبرْ، منذرة لمن نثر أو شعرْ، ممن عقل أو شعرْ، ثم سأل عن الجائزة أحد الحاضرينْ، وكان من الشعراء الماهرينْ، فقلت إنها ورب الحرمينْ ، لذهبت تحت الرجلينْ، فقال: متى و أينْ، وإلى أين ذهب اللص بالنعلينْ، فقلت أمس بالمقاطعة الخامسةْ، حيث يلقى الشيطان وساوسهْ، إلى حيث لا يعرف له وكرْ، ولا يكتشف له مكرْ، ثم توجهنا إلى دار أحد الكبرَا، وفيها جماعة من الشعرَا، لنتذاكر معهم في ما طرَا، في مجرى المسابقات وما جرَى، وفي ما حدث في هذا الدهرْ، من المكر بالشعراء والشعرْ، ولما اقتربنا من الدارْ، واستحال الفرار والإزورارْ، من كلب كان بالمرصاد والوصيدْ، قلت هذا ما كنت منه أحيدْ، فعرفهم وأنكرنِى، ونبحنى وزجرنِى، فارتعدت فرائصِى، لما فقدت خصائصِى، ولما تم خلاصِى، وسلمت على الأدانى والأقاصِى، استعرضنا عناوين الصحف البارزةْ، قبل أن تتكلم في الجائزةْ، ثم استعرضنا وقائع التسليمْ، وماكان فيها من التخصيص والتعميمْ، وبعد كثير من المداولاتْ، والنقاش والاستشكالاتْ، وكل في ذلك يحتج بحجتهْ، ويصبح في لجتهْ، ويعبر بلهجتهْ، عن ما يختلج في مهجتهْ.
تقرر نبذ الشعر والشعرَا، والمسابقات الشعرية إلى الورَا، واستبدالها بالحُـمُر الخضرْ، لما تدر من الأوراق الخضر والحمرْ، لأن جوائز الحمر المسابقةْ، خير من جوائز القصائد الرائقةْ، وقد جربنا ذلك عدة سنواتْ، على مستوى الولاياتْ، في مسابقات أعياد الإستقلالْ ، بالحمير والخيل والجمالْ، ثم قال: أحد الشعرَا، وكان من الخبرَا، عليكم بحمير لَـوْبَاتْ، المعروفة في المسابقاتْ، ذات السنابك المستظرفهْ، والأذيال المحرفةْ، والآذان المصلمةْ، والأيدى المقلمةْ، والرقاب المكدمةْ، المتورمة المكلمةْ، والأوصاف المقدمةْ، والحركات المنظمةْ، ذات المتون المؤودةْ، و الأخلاق المتعودةْ، ذات الشعر الجعدْ، المعدة للعمل والكدْ، فهي الحمر الفارهة الماهرةْ، ذات الأفعال الساحرةْ، الضامرة البطونْ، الآتية فوق الظنونْ، التى تحسن الكر والفرَّ، والنهيق والجرَّ، ذات الخطوط السود المعوجةْ، والعدو السريع الموجهْ، والوجوه المسودةْ، والجفون المثمدةْ، المستخدمة فى الملمةْ، والأمور المهمةْ.
ثم تابع قائلاً، وكان متفائلاً، إن هذه الحمر فاتحة النشبْ، ومنتهى الأربْ، وكيف لا وقد قال العلي القديرْ، والخيل والبغال والحميرْ، وقال فى ما يقوله الشعراء ويفعلونْ، ألم ترى أنهم في كل واد يهيمونْ، فقلنا له لقد تخلينا عن الشعر وحوكهِ، وعن النثر ولوكِه، واخترنا الحمر التى تصفْ، وسنتابع ولا نقفْ، إلا أن واحدا منا سقط في يديهِ، فلم يدر ما إذا كان القرار له أو عليهِ، ثم عرضنا القصيدة على النقدِ، لما لم تحصل على النقدِ، فكان نقدها مناسبا لنقدهَا، المناسب لعدمها وفقدهَا، ثم قرأها أحد الشعراء البارزينْ، وكان من المحرومين الفائزينْ، قراءة متأنية قطعهَا ، بعد أن كرر عنوانها ومطلعهَا، ثم قرأها قراءة استرسالْ، على آذان الحاضرين فقالْ: [| [(
الوحدة الوطنية
وحِّد الله قـــــــــــبلُ بالتفــــريد *** إن سر النجـــــــاح بالتوحيد
وحد الدين دين الإســــلام وحد *** أمة الهاشمي شمـس الوجود
إنها خــــير أمة فلـــــــــــنوحد *** جزء توحـــــيد أمة المحمود
وحد الشعب وحد الشعب صفا *** وحدة الشـــــعب أول التمهيد
وحدة الشــــعب فى اتجاه قويم *** هي أس البـــــــــناء والتشييد
إننا في طور النمـــــــــو وكنا *** في صعيد فلنــتحد في صعود
فلكيما نواكب الركــــــب لا لا *** نتصــــــادم بل نتحد بالجهود
إننا في طور النــــمو ولا يمــ *** كن إلا اتحـــــــادنا في صعيد
كل شعب يسير في غير خط *** سوف يمنى بالضعف والتبديد
عبر تاريخ كل شعب تــــأمل *** عبرا في اختلافهــــم من بعيد
نشبت بينهم حروب أبــــادت *** من أبادت بالمــــحق والتشريد
فأصابت بعضــــا بشر ركود *** و أصابت بعـضا ببطش شديد
إن شعبا موحــــــــدا في إطار*** وطني يســــــــــمو بلا تحديد
إن رمز التوحــــــيد هذا إطار*** هذب الشــعب فى اتجاه جديد
والجماهير والهيــــــاكل هذب*** وتهــــذب في ظل رأي رشيد
وحدة الشـــعب والقيادة شرط*** في حــصول المزيد والمنشود
قوة في المسار تدفــــــع دفعا*** عجلات التقــــــــــــدم المقصود
فالجماهير والقيــــــــادة صفا*** كصواريخ زودت بالـــــــوقود
إن أســــــما آيات أي ازدهار *** تتجلى في الاتحــــــاد الوطيد
وحد الصف لا تضيع زمانا*** ذهبا فى التفنـــــــــــيد والتنديد
وتجرد من العواطف كــــلا*** تتخلص بذلك التـــــــــــــــجريد
العمل والتنمية
ثم لا تقعدن على غــــــير شغل *** إنما العجز كــــــــــله عن قعود
فابذل الجهد ما استطعت وداوم *** إنما الأمر كـــــــــله عن جهود
وابذل الجهد دائما بصـــــــمود *** إنما الأمر كـــــــــــله بالصمود
عمل كلها الحيــــــــــــــاة فمجد *** كل شغل فيـــــــــها مع التمجيد
فجر الماء و أجره في المجارى *** لا تعلق على زمــــــان الرعود
وتحكم في كل ماء بـــــــــــــسد *** إنما الشــــــــأن كله في السدود
وعلى نفسك اعتمــــــــــد وتعهد*** كل شــــــــيئ فى وقته المعهود
ألف هكتار اروها كــــــــــل يوم*** أو مساحات ما لها مــــن حدود
وازرع الأرض وامــــلأنها جنانا*** وتمتع في ظــــــلها الممـــــدود
خضرا فاجعل نصــــــفها وحبوبا*** واستعن بالمبـــــيد والتســـــميد
حز حقولا ثلاثة حـــــــــقل زرع*** حقل مرعى وثـــالثا كـــــرصيد
واغرس الياسمين والورد فـــــيها*** ورياحين زهـــــرها كالبــــرود
واشرح الصدر بالبســــاتين والما*** وتجول في سدرها المخضود
سرح الصرف فى عـــــناقيد فيها*** عنب دان في عــــــناقيد سود
سرح الطرف فى حــــــدائق نخل*** باسقات منــــــها وطلع نضيد
فاجن واحصد من كل هذا وبع من*** ثمره أو من حـبه المحــصود
واشتر الدور والدواجــــــــن قل ذا *** فضل ربى لا خير في المحدود
نم منها من كل نــــــــوع قــــطيعا*** نعما أو من كل طــــــــــير مفيد
من دجاج ومن حمـــــام وبــــــــط*** واتجه من هنـــــــاك نحو المزيد
مكافحة التصحر
ثم لا تـــــــــــــنس واجــــبا وطنيا*** قدر ما تستــــــــــطيعه من جود
فتــــــــطوع للشــــعب في كل يوم*** أو في الأســـبوع مرة في حشود
فلـــتزحف زحف الرمال علـــــيها*** ولتــــــــــــــقابل تهديدها بردود
أزح الرمل شجر الأرض شـــــجر*** شجرن بالمنــــــثور والمنضود
ساحة الدور ساحة البـــــــــير شجر*** شجرن بالمجــــهول والمعدود
قم بتشجير شــــــــــامل للصحارى*** يوم عيد التشـــــــجير يوم العيد
فبذا قاوم التصـــــــــــــــــحر قاوم*** كل شيئ يبـــــــــــدو بلا مردود
وبه كافح الجفـــــــــــــاف وشارك*** فى البنا والتعمــــــــير والتجديد
وبه طبق النــــــــــــــــــداء وجسد*** كلنا للتطبـــــــــــــــيق والتجسيد )] |]
فاتفق كل من حضرْ، أن القصيدة عبرة لمن اعتبرْ، وأن أفكارها قد وضعت في مواضعهَا، بعد أن انقسمت على مواضيعهَا، رغم ملاحظات قليلةْ، لا خطيرة و لا جليلةْ، و أن جائزتها تقدر بمائة من الألوفْ، على علات كل الظروفْ، ثم طرح علي أحد الشعرَا، سؤالا هامشيا ليرَى، ما إذا كنت شاركت في مسابقةْ، في ما سبق بقصيدة كهذه فائقهْ، فقلت نعم شاركت بواحدةْ، مشاركة لم تكن لها فائدةْ، في إحدى مسابقات لقاء الجمهورْ، مرة في ما سبق من الدهورْ، لكننى أرسلت القصيدة مع مشاركْ، يعرف المدارك والمعاركْ، لم ألقه قط إلا في تلك الأيامْ، بل مرة في شهر الصيامْ، قبل المسابقة بأعوامْ، و كان لقاء إرسالها معه هو الختامْ، فعرض علي فيه أقوالهْ، فتبينت بذلك أحوالهْ، وعرفت أن قصيدته باكورة ثمار أفكارهْ، و أولى كتاباته و أشعارهْ، ثم علمت أن مشاركتى لم تصلْ، و أن حاملها ضل بن ضلْ، أو هو خراج بن ولاجْ، لا يفهم إلا الخديعة و الإعوجاجْ، ثم عرفت أنه صاحب شعر وفكرْ، ومراوغات ومكرْ، فلا أدرى هل قام بإيصالهَا، أم بتقطيع أوصالهَا، أم بتحويل أحوالهَا، وتوحيلها في أوحالهَا، وفي كل ذلك معذورْ، لأنه مازال في سن الغرورْ، فقال: هل لك أن تنشدناهَا، لنذوق طعم جناهَا، فقلت إليكموها مكتوبةً، لا مصحوبة ولا مشوبةً، مواضيعها المطلوبة الأصالة والتراثْ، ونشر الثقافة والعلم بطريقة القدماء والأحداثْ:
[| [(
ياكعبة الأوطان يامــــــــــــوريتان*** فلترفلى في ثوبـــــــك المزدان
بالدر والياقـــــوت والمـــــــــرجان*** وتمايلى كتــــــمايـل الأغصان
فرحا بما قد نلت مـــــن فخر ومن*** عز تليد شامخ البنــــــــــــــيان
وبما ورثت من التراث الفاخر الـ*** المتأصـــــــل المتشعـب الأفنان
فلقد بنى أجدادنا أمجـــــــــــــــادنا*** فوق الســـماك بغــابر الأزمان
قد جاء ذاك الشعـــب والــقواد مـن *** وطن العروبة منــبع العرفان
قد جاء عبر البحر والســودان مـن *** شبه الجزيرة من بــنى عدنان
في فـــترة أدبــــــية ذهبــــــــــــية*** بقيت فلم نشعر بشــــــــيئ ثان
لغة التخاطب عندنا عـــــــــــربية*** شهدت بأن الشــعب من قحطان
هذا وقد فتـــح ابن ياســــــين البلا*** د جميعها بالـــــــسيف والإيمان
ولدور يحيــى كان مثل زمـــــيله*** فإذا هما الرجــــــلان و البطلان
وببكر قد جاء بعدُ بعـــــــــلمـــه*** بطلا لمـــــــــحق بــــقيـة الأوثان
فتشكلت تلك الإمـــــــارات الـــتى *** ضمنت أمان الــــدين والبلدان
واستكملت تلك المـــآثر والمــــفا*** خر كلها بسياســـــــــة الشجعان
حتى تصدوا كلـــهم للردع عـــنـ***د دخول ذاك الغـــــاشــــــم الفتان
ضحوا بأغلى ملكــــهم ودمـائهم *** ردا على العـــدوان بالعــــــدوان
خلدت بذا أســــماؤهم مكــــتوبة*** بدماء أعــــدا الدين والأوطــــــان
فتأسست تلك المحـــــــاظر كلها*** فى ظـــــلها فى رفعة و أمـــــــان
فتخرج العلماء والحفــــــاظ والـ*** أدباء والشـــــــــعراء في مُرِتـَــانِ
فتأججت نار القريض وحــــوكه*** وســــــرى إلى الأذهان و الأبدان
كتبوا الدواوين الكبـــــــيرة والتآ*** ليف الكــــــثيرة في هدى الفرقان
نشروا الثقافة في البلاد وغيرها*** والدين بالإيقـــــان والإتــــــــــقان
ولتى المُعَدَّاتُ الحديثــــــة عندنا *** أدوارها في النــــــشـــر والتبيان
فالنشر من دار الإذاعة والـــمدا*** رس كلها نشرٌ بكـــــــــــــل مكان
دور الصحافة والطباعة والثـــقا*** فة دورها دور عظـــــــــيم الشان
ومراكز التثقــــــيف من أدوارنا*** والنشر في الأفــــــــــلام بالألوان.
)] |]
ثم قال من له اليد الطولَى ، فى الأشعار الحديثة والأولَى،إن مثل هذه القصيدة في مواضيعها نادرْ، ويتحدى بها من يدعى أنه قادرْ، ثم أخذها أحد الشعراء المخلصينْ، وجعلها عنده في حصن حصينْ، ثم غادرنا تلك الدارْ، وتفرقنا على تنفيذ القرارْ، ونبذ جميع الأشعارْ، إلى أن ينقسم الفريقان على الجنة والنارْ، فنعود آنذاك للحوارْ، في الشعر فى دار القرارْ، لوجود الوقت الكافي لدراسة القوافى.
محمدن بن فال رحمه الله
جزاكم الله خيرا لأنارة الرأي وتبليغ الحكمة والادب العالي لمن يهمه ويتذوقه او يطرب لسماعه خصوصا اذاكانالمتلقييتقو ق الي معرفة ما سمعه عن الفقيد ومن سبر غور ىثاره فسيري عجبا ولا أزكي علي الله أحدا متصفح ومشارك كان في راحة منذ اسبو عين .
رحمه الله رحمة واسعة فقد كان بحرا لاساحل له كغيره من مجموعة اهل انيفرار التي لا تظهر القيمة العلمية للفرد منهم إلا بعد ان يوارى الثرى فقد اختاروا بذلك الخمول على الظهور رغبة في الآخرة وزهدا في هذه الفانية