أهاجَ عقابيلَ الوداع المغادرُ …. فبكَّت وسالت بالدموع المحاجرُ
لفقد نهٍ أعْيَى القرائحَ وصفه … فنابت عن التعبير وَيْكَ الضمائر
فتى قد أصيبت “شُمُّشٌ” بمصابه… سواء بنو ديمان فيه وعامر
كأن بنود الحلف نعتٌ لطبعه … ومصدرها مهما تشِحُّ المصادر
يُباهي به الحي الحواضر كلها …وغارت من “العَوْدِ” السعيد المقابر
فلله قرآن يُرتل متقناً … قريشٌ به خُصَّت وفتحٌ وغافر
ولله عِلْمٌ لا يُكَدَّرُ صفوه… إذا خِيضَ فيما درسته المحاظر
ولله نصحٌ للشباب ومُرشدٌ …مُعينٌ وتوضيحٌ حوته النوادر
ولله وردٌ قادري وطلعة… يلوح بها نورُ التقى والبشائر
ولله عقلٌ راجحٌ عَزَّ مثله … إذا الأُرَبَى أصْمَتْ وقَلَّ المُشاور
أيا عُصرة نبأى بها ونُعدها … لرأب الثَّأى مهما تدور الدوائر
لكُمْ ترك الشيخ المكارم والعلى ….عليها اتفاق مرسل وتواتر
فلازلتمُ كَبْتَ الحسود وسلوةً …. وأهلاً لما تاقتْ إليه العشائر
——
توضيحات لبعض الإشارات المحلية:
– العَوْد: تعريب لكلمة أغكجدس وتعني باللهجة الصنهاجية المسن من الإبل، ويطلق على مقبرة تقع على بعد كيلومترين إلى الشمال الغربي من انيفرار.
– شُمُّشْ: كلمة صنهاجية بمعنى الرقم خمسة وهي علم على حلف تشمش.
– ذكر سورة قريش فيه تورية عن “لدات الشيخ” حيث يطلق عليهم “عصر قريش”.
– ورد قادري: فيه إشارة إلى جد المرثي الشيخ عبد القادر بن الهيبه.
– المرشد والمعين والتوضيح والنوادر كتب فقهية مشهورة.
– نهِ: من النهى وهو العقل وأصله نهَوٌ
– الأُرَبَى: الداهية الشديدة
– العُصرة : المنجاة والملاذ
– عقابيل: جمع عُقبول وهو بقية الشدة والبلية
– رأب الشيء : إصلاح فساده وسد ما فيه من الخلل.
– الثأى: الفتق والشق
يقول اليشكري
ولقد رأبت ثأى العشيرة بينها ….وكفيت جانبها اللتيا والتي