خلال مقابلة أجريتها سابقا مع الأستاذ محمد فال بن عبد اللطيف على القناة الثقافية، سألته على استحياء و حذر شديد عن موقفه من الموسيقى، فرد علي ببرودة أنه “يفهمها” و أنه يحب الجمال أينما وجد… و كنت أظن أن السؤال محرج له شيئا ما، و أني أقحمته في ما ليس له به علم و ليس مناسبا له لأسباب كنت أتخيلها…
و اليوم، ها هو يرسل لي نظما طويلا و مفصِّلا “لآزاوان” من ألفه إلى يائه… ليقول لي -ربما- إن سؤالي لم يكن محرجا له و لكنه كان في منتهى السذاجة.
و إليكم هذا النظم الجميل و المتقن الذي سأنشره في حلقتين يفصلهما يوم و ليلة :
حمدا لمن قد جعل المسيقا***لها يــــساق من لخير سيقا
وخص مورتان منها بالـــــذي***ينتعش الـــــذوق به ويغتذي
جعلها ذاكرة البــــــــــــــلاد***حافظة التاريـــــــــخ والأمجاد
كانت لطالبي العلى مهـزه***وهي للفتيان ربــــــــــــع عزه
لها مقامات بها تقــــــــــوم***أعمدة الفن لمن يـــــــــــروم
وهاك نظما صدفة مني برز***للمبتدي فيه سداد من عــوز
به تطفلت على الفتيــــــان***من سامع الرنات والمثـــاني
آثرت فيه الميل للحسانيه***لأنها لم تك بالبرانـــــــــــــــيه
فقلت بادئا بخير القــــــول***بسم الإله ربنا ذي الطـــــــول
تبرئا من قوتي وحولــــــي***عليه عولي وإليــــــــــه أولي
يا سائلا عن طرقات الهول***إليكها فناد يا للهـــــــــــــــول
كحلاء فالبيضاء فالكنيديـه***طرقها ثلاثة في الأنــــــــــديه
و كل هذه لها ظهـــــــــور***كامنة فيها لها ظهـــــــــــــور
وخمسة منها هي الأصول***إحدى وعشرين لها فصــــول
أصولها كر وفاغو الفـــارس***لكحال لبياظ وبيكي الخامس
ترتيبها عندهما توقيفــــي***مع اختلاف بينهم طفيــــــف
وعدة الفصول دون شـــك***”أك” فخذ تفصيل تلك “الأك”
فصل في مقام كر
أولها كر فكر الكـــــــــــحلا***فرعان من طعم المدام أحلى
هما انتماس ثم ما يخرص***وكر في البيضا عليــــه يحرص
ظهران مك موس ثم الفائز***ومن يفز به فـــــــــــهو الفائز
وكر لكنيديه هو انوفــــــل***قصته عـــــــــن العدول تــنقل
عن التي ذكر فيها الغــول***أســــــــطورة تقبلها العقــول
فصل في مقام فاغو
و فاغو كحلاء على فرعين ساغ***فــــــرع تنجوكه وفرع سيــن فاغ
وله في البيضاء في المُقَـــــرِّي***فرع الســــــروزي وفــــــــرع الحر
وذا الأخير سمه اتجانيفـــــــــــا***كيلا تجــــــــــــــــــــانف ولا تحيفا
وفاغو لكنيديه بالشبـــــــــــــــار***يدعـــى كما ورد فــــــــــي الأوتار
فصل في مقام لكحال
وعد للكحلاء في كــــــــــــحالها***هيبه وذاك ظاهر من حالـــــــــــها
وعد للبيضـــــــــــــاء ـ لا كلاما ـ***إكحالها التحزام ثم انيامــــــــــــــــا
وللكنيدية في المنــــــــــــــضبط***إكحال سنييم ويدعى الموسطي
فصل في مقام لبياظ
و عد في البياض للكحــــــــــلاء***فرع مغجوكه بلا امتــــــــــــــــــراء
وعد للبيضاء في البــــــــــــياض***فرعين دون أيما اعتـــــــــــــــراض:
الكتري بالكسر كما يـــــــــروونا***وجينه لكن شددن النــــــــــــــــونا
بياض لكنيديه ظهر جـــــــــــــاز***هو الذي يدعون بالإبــــــــــــــــــراز
وإن يشأ يسمه المطـــــــــــالع***بياض سنييم فذاك واســــــــــــــع
فصل في مقام بيكي
بيكي بكسر الكاف بالإبتـــــيت***يدعونه في كافه والبيــــــــــــــــت
وبيكي في الكحلا عظال بيكي***وليدع في البيضاء بالعتيــــــــــكي
وفي الكنيدية عند العــــــــارف***يدعونه ببيكٍ المخالــــــــــــــــــــف
فصل في الأشوار
وبعض هذه بها أشـــــــــــــــوار***معروفة تضربها الأوتــــــــــــــــــــار
منها القديم والحديث والحديث***فيها يطول في القديم والحديــــــث
من هذه الأشوار ما له شـــــوا***هد ومنها عاقر ليسا ســـــــــــــــوا
وكلها قابلة التطــــــــــــــــــوير***بشرط حفظ سرها المأثـــــــــــــــور
فريشة الفن إذا ما طـــــــــارت***به عن أهله عليهم جـــــــــــــــارت
فصل في معنى لكحال و لبياظ
و الفرق بين أبيض وأكحــــــــل***يرجع للوتر على القول الجـــــــــلي
فإن يك الوتر برخو شــــــــــــدا***يبيض والعكس إذا ما اســــــــــــودا
والفتح والذوق لذي الأذنيــــــن***يغني عن التدريس والتلقيــــــــــن.
خاتمة
تم بحمد الله مــــــــــــــــا أوردنا***من الفوائد التي أردنا
وقد أذنت للبيب حـــــــــــــاذق***إصلاح ما فيها من المزالق
بشرط أن يفي بحسن النظـــم***مع عناية بهذا العلم
وشرط أن يكون مفتوحا عليــــه***مثل الخليل فيه أو كسيبويه