قلت في رثاء والدنا أحمد سالم بن ابا رحمه الله ورضي عنه وجزاه عنا أحسن الجزاء:
خطبٌ له جَزِعَ الصبور الأصــــــــــــبر=== فيــــــــــــــــه إذا جزِع الجزوع سيُعذَرُ
لكنه قـــــــــــدَرُ الإله ومـــا لنـــــــا === إلا الرضا فيمـــــــــــــــــــــــا الإله يُقدِّرُ
فالله يفعل ما يـــــــشاء وفــــــــعله === في ملكه العدل الذي لا ينـــــــــــــكر
صبراً فإن الصبر يومــــا لم يكــــــن === إلا لزرء مثل هذا يُذخـــــــــــــــــــــــــرُ
فالصبر من عزم الأمور وإنــــــــــــه === يرضي الإله وأجره لا يحصــــــــــــــــــرُ
قد بان عنا شيخنا وإمامــــــــنــــــا === وعميدنا الشيخ الأجل الأكـــــــــــــــبر
الشيخ احمد سالمٌ من مثـــلــــــه === في فضله إن كان يوجد ينــــــــــــــــدرُ
فرد من أفذاذ الرجال ديانــــــــــــــة === ومروءة يُثنى عليهِ الخنــــــــــــــــــصرُ
طلب المعالي ناشئا بل نالــهـــــــا === فنصيبه منها النصيب الأوفـــــــــــــــــر
قد بان عنا من به كنــــــــا ومـــــــا === زلنا به يوم المفاخر نفــــــــــــــــــــخرُ
محيي الليالي بالكتاب مُـــرتــــــــلا === والذكرِ يتلو دائما أو يذكـــــــــــــــــــرُ
من كان إعمار المساجــد دأبــــــــه === مذ كان ، أحسنَ ما المساجدُ تُعــمَر
من كان عن نفع العباد بــحالــــــــه === ومقاله ونواله لا يفـــــــــــــــــــــــــتُرُ
ينهى ويأمر زاجرا أو داعــــــيـــــــــا: ===عن منكر أو نحو خير يؤثــــــــــــــــــرُ
ولأمره المعروف يأتي مســـــــــــرعا === ويفر عند النهي منه المُنــــــــــــكر
ما ذاك إلا أنـــــــــــــــــــــــــه لـله لا === لسواه ينهى مخـــــــــــــلصا أو يأمر
العارف المفتي بمذهب مالـــــــــــك === ما صحح الأشياخ منه وشــــــــهَّروا
علمُ الخليلِ وسيبويه حوى الذي ال===كوفيُّ والبصريُّ فيه حــــــــــــــــــرروا
وحوى التصوف ذائقا متحــــــــــــققا === فيه، ولم يحجبه منه تَسَــــــــــــــتُّرُ
فحوى الذي حوَت الدفاتر بل حـوى === أشياء ليست في الدفاتر تســــــــطر
وهو الأديب مذاكرا أو منشــــــــــئا === والصادق الواعي إذا ما يُخــــــــــــــبِر
وهو الايگيدي اللبيبُ العـــــــاقل ال=== فطِن العَصيُّ على الخطوبِ الأصبــــر
لله مجلس هيبة وبشاشـــــــــــــة === قد كان فيه لا يُملَّ المحـــــــــــــــضرُ
ولعل شعرَ البُحْترُي مساعـــــــدي === في وصفه فهو البليغ الأشعــــــــــــرُ
لا غرو إن منه أخـــــــــــــــذتُ فإنه === قد يستمد من الكبير الأصغــــــــــــــر
لا سيَّما وفقيدنا أولى بــــــــــــــما === قد كان أُنشِدَهُ “الخليفةُ جعــــــــــــفرُ”
قد كان مجلس “خاشع متواضــــع === لله لا يزهو ولا يتكبــــــــــــــــــــــــــــر”
وتفيض منه على الجليس فـــوائد === “تنبي عن الحق المبين وتظــــــــــهر”
“ومواعظٌ شفت القلوب من الذي === يعتادها وشفاؤها متعـــــــــــــــــــــــذر
حتى لقد علم الجهول وأخلصــت === نفس المرائي واهتدى المتحـــــــــــير”
والحق أني عاجز عن حـــــصر ما === فيه، ومهما قلتُ فيه، مُقصّـــــــــــــــــرُ
فالله يرحمه ويغفر ذنــــــــــــــــبه === وينالُهُ الرضوانُ منهُ الأكبـــــــــــــــــــــرُ
ويديم في الأبناء والإخوان مــــــا === في الشيخ كان، ففضله لا يُحــــــــــــصر
ويكون في الأهلينَ عنهُ خليــــفةً === وخليفةً فيمن نماهم “أعمَـــــــــــــــــرُ”
وعلى النبي الهاشمي وآلــــــــه === مَن ذِكرُه العِطر الزكي الأذفــــــــــــــــرُ
أزكى سلام ليس يُقدر قــــــــدرُه === يتلو صلاةً قدرُها لا يُقــــــــــــــــــــــدر