الرئيسية / تأبين و مراثي الشيخ أحمدسالم بن ابَّا رحمه الله / عبداللطيف بن بباه بن التيش في رثاء الشيخ أحمد سالم بن محمد بن أبا رحمهم الله

عبداللطيف بن بباه بن التيش في رثاء الشيخ أحمد سالم بن محمد بن أبا رحمهم الله

قلت في رثاء والدنا أحمد سالم بن ابا رحمه الله ورضي عنه وجزاه عنا أحسن الجزاء:

خطبٌ له جَزِعَ الصبور الأصــــــــــــبر=== فيــــــــــــــــه إذا جزِع الجزوع سيُعذَرُ
لكنه قـــــــــــدَرُ الإله ومـــا لنـــــــا === إلا الرضا فيمـــــــــــــــــــــــا الإله يُقدِّرُ
فالله يفعل ما يـــــــشاء وفــــــــعله === في ملكه العدل الذي لا ينـــــــــــــكر
صبراً فإن الصبر يومــــا لم يكــــــن === إلا لزرء مثل هذا يُذخـــــــــــــــــــــــــرُ
فالصبر من عزم الأمور وإنــــــــــــه === يرضي الإله وأجره لا يحصــــــــــــــــــرُ
قد بان عنا شيخنا وإمامــــــــنــــــا === وعميدنا الشيخ الأجل الأكـــــــــــــــبر
الشيخ احمد سالمٌ من مثـــلــــــه === في فضله إن كان يوجد ينــــــــــــــــدرُ
فرد من أفذاذ الرجال ديانــــــــــــــة === ومروءة يُثنى عليهِ الخنــــــــــــــــــصرُ
طلب المعالي ناشئا بل نالــهـــــــا === فنصيبه منها النصيب الأوفـــــــــــــــــر
قد بان عنا من به كنــــــــا ومـــــــا === زلنا به يوم المفاخر نفــــــــــــــــــــخرُ
محيي الليالي بالكتاب مُـــرتــــــــلا === والذكرِ يتلو دائما أو يذكـــــــــــــــــــرُ
من كان إعمار المساجــد دأبــــــــه === مذ كان ، أحسنَ ما المساجدُ تُعــمَر
من كان عن نفع العباد بــحالــــــــه === ومقاله ونواله لا يفـــــــــــــــــــــــــتُرُ
ينهى ويأمر زاجرا أو داعــــــيـــــــــا: ===عن منكر أو نحو خير يؤثــــــــــــــــــرُ
ولأمره المعروف يأتي مســـــــــــرعا === ويفر عند النهي منه المُنــــــــــــكر
ما ذاك إلا أنـــــــــــــــــــــــــه لـله لا === لسواه ينهى مخـــــــــــــلصا أو يأمر
العارف المفتي بمذهب مالـــــــــــك === ما صحح الأشياخ منه وشــــــــهَّروا
علمُ الخليلِ وسيبويه حوى الذي ال===كوفيُّ والبصريُّ فيه حــــــــــــــــــرروا
وحوى التصوف ذائقا متحــــــــــــققا === فيه، ولم يحجبه منه تَسَــــــــــــــتُّرُ
فحوى الذي حوَت الدفاتر بل حـوى === أشياء ليست في الدفاتر تســــــــطر
وهو الأديب مذاكرا أو منشــــــــــئا === والصادق الواعي إذا ما يُخــــــــــــــبِر
وهو الايگيدي اللبيبُ العـــــــاقل ال=== فطِن العَصيُّ على الخطوبِ الأصبــــر
لله مجلس هيبة وبشاشـــــــــــــة === قد كان فيه لا يُملَّ المحـــــــــــــــضرُ
ولعل شعرَ البُحْترُي مساعـــــــدي === في وصفه فهو البليغ الأشعــــــــــــرُ
لا غرو إن منه أخـــــــــــــــذتُ فإنه === قد يستمد من الكبير الأصغــــــــــــــر
لا سيَّما وفقيدنا أولى بــــــــــــــما === قد كان أُنشِدَهُ “الخليفةُ جعــــــــــــفرُ”
قد كان مجلس “خاشع متواضــــع === لله لا يزهو ولا يتكبــــــــــــــــــــــــــــر”
وتفيض منه على الجليس فـــوائد === “تنبي عن الحق المبين وتظــــــــــهر”
“ومواعظٌ شفت القلوب من الذي === يعتادها وشفاؤها متعـــــــــــــــــــــــذر
حتى لقد علم الجهول وأخلصــت === نفس المرائي واهتدى المتحـــــــــــير”
والحق أني عاجز عن حـــــصر ما === فيه، ومهما قلتُ فيه، مُقصّـــــــــــــــــرُ
فالله يرحمه ويغفر ذنــــــــــــــــبه === وينالُهُ الرضوانُ منهُ الأكبـــــــــــــــــــــرُ
ويديم في الأبناء والإخوان مــــــا === في الشيخ كان، ففضله لا يُحــــــــــــصر
ويكون في الأهلينَ عنهُ خليــــفةً === وخليفةً فيمن نماهم “أعمَـــــــــــــــــرُ”
وعلى النبي الهاشمي وآلــــــــه === مَن ذِكرُه العِطر الزكي الأذفــــــــــــــــرُ
أزكى سلام ليس يُقدر قــــــــدرُه === يتلو صلاةً قدرُها لا يُقــــــــــــــــــــــدر

اترك رد