تلقينا ببالغ الحزن وعميق الأسى نعي الأستاذ محمدسالم بن الشيخ التاه بن لمرابط محمد سالم بن العلامة المختار بن ألمَّا، وهو مصاب جلل وداهية دهياء ونسأل الله اللطف فيما جرت به المقادير وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ولد الأستاذ محمدسالم مطلع عقد الستينات وشب وترعرع في حي حلال بين ظهراني شيوخ كمل، وحضرة علم وعمل وزهد وورع، تدرس فيها العقيدة الأشعرية وفقه المالكية وتصوف الجنيد والحسن الشاذلي وأبو العباس المرسي، وألفيات ابن مالك والسيوطي والعراقي، بلْهَ المنطق والبيان والمتمات، بالإضافة إلى مَعَالِ لُمُورْ أمَكَارِمْ لَخْلاَقْ.
أخذ الفتى محمد سالم القرآن وهو غض الإهاب عن الشيخ الحافظ المختار بن بد، فاحتوى صدره على الذكر الحكيم، وتولى أداء صلاة القيام (تِزِكْرَارْ) في مسجد تندكسمي وشهدوا له باطْيَبْ السُّورَاتْ، ثم درس الأمهات على عمَّيْه الشيخين العالمين حيمدَّ و محمدن الزَّايد، ثم قام برحلة علمية أخذ خلالها عن عدة شيوخ في محاظر تنجغماجك والميمون والتيسير.
حصل الأستاذ محمد سالم سنة 1991 على شهادة الباكالوريا ثم تخرج من المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية، وتم اكتتابه أستاذاً سنة 1996، فعمل في عدة مؤسسات تعليمية في كل من أطار وانواكشوط فحمدت سيرته، وتوسعت علاقاته ويشهد على ذلك كم وكيف المعزين الذين توافدوا من كل حدب وصوب يلهجون بمآثره وحسن أخلاقه وفتوته وعلمه.
كان الأديب محمد سالم واسع الاطلاع غزير الثقافة آخذاً من كل فن بطرف لايرد “لوحاً” ولاسائلاً ، وقد عرف بجودة أدبه حيث فازت له نصوص حسانية بعدة جوائز وطنية، كما كتب مراث حسان أبَّن من خلالها العديد من العلماء والأعيان.
تم اغتيال الشهيد محمد سالم ليلة الجمعة الماضية على يد عصابة محاربة فصعدت روحه إلى بارئها وترك خلفه أصبية صغاراً منهم طفلة لم تبلغ شهرها الخامس بعد، وقد ووري جثمانه الطاهر ثرى تندكسمي وترك ظهر الأرض بعده في حداد والكل يبكيه دمعاً وعَنْدَماً وشعراً ونثراً وتدويناً وتضامناً. حلت على ضريحه شآبيب الرحمة والمغفرة.
تنتهز أسرة موقع أخبار انيفرار هذه السانحة لتقدم تعازيها القلبية إلى الشعب الموريتاني فآل ألما ملك مشاع لجميع الموريتانيين ومنهل يرده طلاب العلم من جميع الجهات، كما تعزي جميع المجموعات الشمشوية والأمواه اليداجية، وتخص بالتعزية والمواساة دوحة آل ألمَّا و أسرة الشهيد محمدسالم و أهل محمذن بن زين العابدين وأهل محمد بن سيد الفاللي بن أبيْ، سائلة المولى عز وجل أن يرزقهم أجر الصبر وحلاوة التسليم وإنا لله وإنا إليه راجعون.