بأمر من شيخنا الشيخ علي الرضى بن محمد ناجي الصعيدي حفظه الله ورعاه قلت القصيدة التالية في رثاء الرجل الصالح الفاضل الشيخ بن الولي الصالح احماده تغمدهما الله بواسع رحمته وأسكنهما فسيح جناته:
هو الشيخ شيخ المكرمات ترحــــــــــلا
فأجدب ربع المكرمات وأمــــــــــــــــحلا
فقدنا بفقد الشيخ بــــــــــحر ولايـــــــة
كريما معما في العشيـــــــــــــرة مخولا
تعود فعل المكرمات و قــــــــــــــــــولها
فهان عليه أن يقول و يفعــــــــــــــــــلا
نعم قال للعافي. وما كان عــــــــــــنده
ليَسمعَ إلا في التشهد قـــــــــــــولَ لا
فكم من ردى عادى و صاحب من ندى
وكم من خنى جافى وقدم مــــــن إلى
وكم صام يوما بغية الأجر أيـــــــــــــوما
وكم قام ليلا بغية الأجر ألــــــــــــــــيلا
وكم بش إن حل الضيـــــــوف بـــــبيته
فأجزل في بذل الغوالي وعجـــــــــــــلا
(وظل طهاة اللحم ما بين منــــــــــــضج
صفيفَ شواء أو قديــــــــرا معجـــــــــلا)
ولم يبتدع في الشرع شـــــــــرعِ محمد
فكان يرى ما أهمل الشرع مهـــــــــملا
وكان لما جافى الــــــــــهدى متجنــــبا
وكان بما ســــــن الهـــــدى متـــــــمثلا
تعلق بالمــــــــــــولى فـــــــــكان اتكاله
على مَن تعالى عـــــن شريك و مَن علا
ذكرتُ مزايـــــــاه وطــــــيبَ خـــــــــصاله
لأعذر من يبكـــــــــونه لا لأعـــــــــــــذلا
تغمدك المولى بواســــــــــع عفــــــــوه
أيا زينة النادي ومفخــــــــــرة المــــــــلا
عزاءًا لأيتـــــــــــام يرونــــــك مــــــــنهلا
وحُزمــــــــةِ آمــــــال أعدـــــــــتك موئلا
فللــــــــــــه يا لله درك من فـــــــــــــتى
نرى المجد فيه مجـــــــــــــــملا ومفصلا
أبوك الوليُّ احماده نهـــــــــجك نهـــــجه
فكنتَ له في الـــــــــمكرمات ممثــــــلا
وأكَّد فعلَ احماده فعلُــــــــــــــــــك بعده
فمِن فعله قد كان فعلك مبــــــــــــــــدلا
نمتكَ إلى العلـــــــــــــــــياء من آل أبهم
سَراة أقاموا للمكــــــــــــــارم معقــــــــلا
هنالك في انيفرار حيث ثـــــــــوى الندى
هنالك يلقى الضيف أهــــــــلا ومَـــــــنزلا
فإن تسأل الضيف المحـــــــــــــــول رحله
يقل رب أنزلني هنـــــــــــالك مُنـــــــــزلا
هناك يرى في البذل معنــــــــــــا وحاتما
وفي العلم نُعمانا وفي الشـــــــعر أخطلا
يرى العلم في تلك الربوع ميســــــــــــرا
بما قدمت أبناؤهم و مســــــــــــــــــــهلا
يقول أخو الأشعار إن جاء جمعـــــــــــــهم
بلى لست إلا مادحا جمعهم بـــــــــــــلى
فقل لأولاك القوم نعم وحبــــــــــــــــــــــذا
و قل في مجال المدح أفعل و أفعــــــــــلا
فقد فضل الله الكـــــــــــريم جـــــــميعهم
على غيرهم، مَن فَــــــــــــــضل الله فُضلا
ولن يحصي الشعر الرقيق مـــــــــــديحهم
و لو كنتُ في الشعر الرقيق المهلهِــــــــلا
أدم عزهم يا من عليك معــــــــــــــــــــولي
و من لم أكن إلا عليك المعــــــــــــــــــوِّلا
بجاه الذي في بعثه كان آخـــــــــــــــــــرا
ولكنه في فضـــــــــــــله كــــــــــــــان أولا
عليه صلاة الله ما هبت الصـــــــــــــــــــبا
و ما سحت الأنوا وما الرعد جلجــــــــــــلا
تحايا من الشيخ الرضا شيخنا الرضـــــــــا
تحلتْ بأصناف المــــــــودة والــــــــــــــوَلا .
سيد محمد بن علي ابن بدي الصعيدي