خلال أول جلسة جمعتني برجل مجد وصادق حسب الظاهر ينطق بلهجة عسكريه متحمسة، وخلال إجابتي على أسئلة كان يفرضها التآلف في أجواء العمل، يطرحها علي مستفسرا لا نقادا، ومتطلعا لا متجاهلا، أدركت أنني جاهل بذاتي وأن الأعلام المألوفة عندنا هنا بين الكثبان لا يسمن معظمها ولا يغني من جوع، وأدركت أننا قد نجحنا في النسيان و الاختفاء، وبدأت ألمس بيدي جانبا وجوديا يسكنني ويتحرك وينفعل بداخلي ببطء، جانبا يطاله الإدراك كلما ذكرت أو ذكرت جهتي أو قبيلتي أو نسبي أو الحالة النفسية و الاجتماعية للعائلة، أو ذكر شيئا مما أسميه أنا “خصائصي الشعورية” . خلال أول جلسة جمعتني برجل مجد وصادق حسب الظاهر ينطق بلهجة عسكريه متحمسة، وخلال إجابتي على أسئلة كان يفرضها التآلف في أجواء العمل، يطرحها علي مستفسرا لا نقادا، ومتطلعا لا متجاهلا، أدركت أنني جاهل بذاتي وأن الأعلام المألوفة عندنا هنا بين الكثبان لا يسمن معظمها ولا يغني من جوع، وأدركت أننا قد نجحنا في النسيان و الاختفاء، وبدأت ألمس بيدي جانبا وجوديا يسكنني ويتحرك وينفعل بداخلي ببطء، جانبا يطاله الإدراك كلما ذكرت أو ذكرت جهتي أو قبيلتي أو نسبي أو الحالة النفسية و الاجتماعية للعائلة، أو ذكر شيئا مما أسميه أنا “خصائصي الشعورية” .
فكأنني يومها جلست أصنع ديديا جديدا يألفه الغريب، ولا يعتاده القريب، له جهة ووطن ونسب وانتماءات تحترم له، عليها يحاسب، وتراني يومها أبتلع ريقي بحلق جاف وأصارع الصمت بلياقة عادية لألفظ كلمات يأباها اللسان ولا يعتادها الضمير كما ينزعج منها ديدي القديم.
كلمات لم تضعها البيئة داخل مجموعتي المفتوحة، ذلك أن الإنسان في صباه وحسب تلقيه للغته الأم يدمج المفردات في ذهنه تلقائيا فتقسمها البيئة وفق الطبع والخلق والتابوتات، والمألوف والعادة، إلى مجموعة مفتوحة ومجموعة مغلقة، يسهر الضمير الجمعي على حفظهما، وتناولهما حسب الحاجة والاستجابة، وينتقل التعبير بين هاتين المجموعتين بلا وعي من الفرد المعبر أو الشاعر باللغة الأم، وتغلق الأبواب أمام أسئلته الطفولية والفوضوية،التي تراود الصغير، وتحجب رؤيته العميقة، التي تدرك الأشياء ببصر البراءة والإلهام، ويبسم له قليلا ثم يقال له ذلك أكبر من سنك ولن تفهمه الآن.
كما أدركت يومها أننا لا نملك علما يفيد الخصوصية، فقد بقيت النكرة صفة تستغرق علمنا، فحين سألني عن حياتي وأهلي و قبيلتي وأشياء تخصني وتتعلق بذاتي وتتصل بشعوري، و عن القرية التي أفد منها لم أجد بدا من الاعتراف بأننا وفقنا في الخمول والاختفاء، ولم أجد ما يبلغه حدود المعرفة عن ذلك الجانب، وأما ما يخص القرية التي أفد منها فلجأت إلى رجال قد ولوا مناصب سامية في الدولة، وفكرت في آخرين كانوا قد شغلهم الإعلام أو اشتغلوبه، فوجدتهم الملجأ والملاذ الأقرب، أما عن النسب والأصل، فكان من باب الصدفة أني وإياه ننتمي لجد واحد، فهممت أن أذكر له ذلك لكنني خفت أن يخال ذلك طمعا في الود أو التزلف، فضربت صفحا وحاولت تحديد مكان انيفرار، فتعذر عليه نطقه فأشفقت عليه.
وحين عدت للمنزل وأخذت مكاني لم أجد طعما للمنام ولا رائحة للهدوء، فتساءلت يومها بكل جرأة : كيف لي أن أصنع علما لذاتي وبنيتي ومحيطي؟ وما هو العلم الذي يكفي حضوره بدلا من أن أسرد اسم قريتي وقبيلتي ونسبي وكثيرا مما لا أعتاده ولا أتحمل تكراره؟ علما لا يخالف مألوف ما “بين الكثبان” ويمكنني أن ألفظه حين أشاء بكل سهولة؟
وكان القصد من كل هذا أن ألفت انتباه القارئ العابر، والقارئ الهدف، إلى أن الإنسان كبنية تشغل حيزا من المكان، مضطرة كغيرها من أجزاء الطبيعة إلى كلمات من اللغة تملك دلالات مقبولة في منطق المتكلم العادي، تعوض غيابها وتفسر طبيعتها، وتختصر المسافة الشاسعة التي يسلكها الإدراك في طريقه نحو صنع مألوف من الأشياء.
ثم إننا أهل هذا العصر عصر الصورة، لا نثق إلا بما وصلنا عن طريق الصوت والصورة، ولا نهتم كثيرا بما يروى من قصص التاريخ التي تنام في أحضان الروايات الشفوية، وتسهر على رعاية العقل والمثل وترسيخ العادات والتقاليد وما كان عليه الجدود من ما نرى بعضه ونسمع عنه، ولذلك أصبحنا نعيش حياة أقرب للارتجال والجرأة، وكأننا ولدنا في عالم الفردية والذاتية، عالم لاتزر فيه وازرة وزر أخرى، وكل يعمل و يعيش على شاكلته.
وأتذكر أن هذه الجلسة سبقت انطلاقة موقع أخبار انيفرار بقليل، فأضفت هذا على ذلك، ذاك المولود الإعلامي الجديد الذي نأمل منه أن يساعدنا على صناعة هذا العلم، وأن يؤكد و يضيف للصورة الرفيعة الخالدة صورة تخرجنا من دائرة المجهول والغريب لدائرة المألوف والمعلوم، وليس هذا عداءا لسمت الخمول المحمود العاقبة، ولا خروجا على منظومة المثل التليدة، ولكنه ضرورة تفرضها حياة اليوم، وتتطلبها شخصية الحاضر، حتى لا نظل جزءا مجهولا من مكان مجهول يخافه الأخر ويجهله كما يخاف ويخشى مثلث برمودا والإرهاب والطاقة الذرية الإيرانية وأسلحة الدمار الشامل.
ديدي نجيب
يا ديدي لا فض الله فاك ووقاك شر عداك ونحن واياك وكل من يلقانا ويلقاك فقد اجدت وافدت علما اجتماعيا فلسفيا جديد ا او لنسمه ‘- الادب والعقل ^ وسر علي درب الجدود موفقا محفوظا وفي كلما تكتبه محظوظا وبالعناية من ملحوظا .وكتب متصفح ومشارك معروف لم يذكر اسمه تمشيا مع المألوف .
ما شاء الله احسنت ديدى “ايو اياك ارظيت”
Bouye ESKIIIIIIIIIIIIIIII
la voude vouke
zidna mine velsevetike essakhire
ellah yerheme enneyde