منذ شهر ونيف وأهل أعمر إديقب يعملون بجهودهم الذاتية من أجل سد حاجيات حي انيفرار من المياه الصالحة للشرب، بعدما تعطلت الربينة الوحيدة، وتأخر وتعذر إصلاحها، ومن الطريف أن صغارهم لم يدونوا عن الموضوع، ولم ينتقد شبابهم الحكومة ولم يتهم رجالهم الجهة المعنية بعدم الوفاء بالتزاماتها التعاقدية، بل اعتمدوا على جهودهم الذاتية من أجل التوصل إلى حل للمشكلة.
وإذا كانت ربينت المياه قد تعطلت، فقد بقيت في انيفرار رباين تضخ علما وأخلاقا وكرما …
نعم، لقد بقيت “ربينت العلم” نضاخة في ذلك الحي الذي نقلت عن الثقات أن إحدى أشجاره اعوجت من كثرة الألواح المسندة عليها، وإلى ذلك يشير النابغة الغلاوي بقوله يرقص ابنه عبد العزيز
أخوال عبد العزيز *ما مثلهم أي خال
العلم فيهم غريزي * وغيرهم منه خال
كما بقيت “ربينت” الفتوى والقضاء، فقد اتفق أهل إكيدي على خبرة أهله في فقه النوازل، ويكفيك أن منهم العالم أحمذو ولد زياد والقاضي أحمد سالم ولد ديد و العلامة أحمد ولد محمذ باب ول داداه رحمهم الله ولا يزال ذلك العلم مشاعا لله الحمد مع الشيخ محمد فال بن عبد اللطيف والعالم سلامي ولد بك والباحث والفتى يعقوب بن اليدالي حفظهم الله،
وبقيت “ربينت” الأخلاق والتقوى التي عبر عنها احد المعلمين بعد ان أرسلته الإدارة الجهوية إلى انيفرار في الثمانينات فقضى فيه فترة ثم رجع إلى المدير وقال له : بعثتني إلى حي ينتظر أهله قيام الساعة وأرجو أن تحولني عنهم فأنا من أهل الدنيا.
وبقيت ربينت السيرة ومحبة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومن شدة إتقانهم لعلوم السير، ما يروى من أن امرأة منهم أثارت رضاعة بين أسرة من الأنصار.
وبقيت ربينت السخاء تجود ندى وجدى، وقد خلد ذلك الشعراء والفنانون ومن ذلك قول أحد أدباء أهل هدار
أَهْلْ انْيِفْرَارْ إعَمَّرْهُمْ * وِاسَلَّمْهُمْ وِإنَجِّيهُمْ
عَلْ الشِّعَارْ إِدَرَّرْهُمْ * وِالنَّاسْ العَلْ إمَرْكِيهُمْ
وخيرت دينا ومروءة وان بعد زاير اليوم من أهل انيفرار وحاسن الظن …
جزى الله خيرا صديقي الأمير بن الأمير بن الأمير …ووفقه ونصره وأطال عمره في أمن وعافية وبلوغ منى
انيفرار بل وخيرت الل ماتوف و واعلمت فعلا هم اقرب الى الآخره من الدنيا مع اتقان ماتتطلبه الحياه الدنيا
ما كُتب في هذا المقال المتماسك معنى و مبنى إلا الحق… انيفرار قلعة من قلاع العلم و الصلاح و الفضل و أهله حماة لمنظومة القيم التي لم تشبها شائبة على مر القرون.