الوصف في الشعر العربي

ابن خفاجة الاندلسي في وصف جبل شامخ

*
وأرعن طــــــــماح الذؤابة باذخ *** يطاول أعــــــــنان السما بغارب
يسد مســـــد الريح من كل وجهة*** ويزحم ليلا شهـــــــــبه بالمناكب
وقورعلي ظــــــــهر الفلاة كأنه *** طوال الليالي مفـــكر في العواقب
يلوث عليه الغيـــــــم سود عمائم*** لها من وميض البرق حمرذوائب
أصخت اليه وهو أخرس صامت*** فحدثني ليــــــل السري بالعجائب
فـــما كان إلا أن طوتهم يد الردي*** وطارت بهم ريح النوي والنوائب
فحتي متي أبقي ويظعن صاحب *** أودع مـــــــــــنه ر احلا غير آيب
وحتي متي أرعي الكواكب ساهرا *** فمن طالع أخري الليالي وغارب

تعليق/
ابن خفاجة هو ابو اسحاق بن ابراهيم بن خفاجة ولد بمدينة *شقر *شرقي الاندلس سنة 450 هجرية عاش حياة هادئة وانقطع فيها للهو في ايام شبابه ولم يتول عملا من الاعمال زمن الموحدين, وانما تفرغ للشعر وعلوم اللغة وغيرها من العلوم المتصلة باللغة والشعر والتاريخ والعلوم الاخري
وقد اشتهر بالشاعر البستاني لكثرة وصفه للطبيعة في اشعاره وقد توفي سنة 525هجرية
وقد عاصر دولة المرابطين الذين أنقذوا الاندلس من القشتاليين ومدحهم غيرمتكسب بالشعر،ولكن حبا بهم وتخليدا لبطولاتهم . وله نثر قليل , لكن شعره غزير.
وهو في هذه القطعة يشبه رجلا هو بن خفاجة نفسه بهذا الجبل الشاهق الشاهد علي حوادث قرون عدة مرت عليه وهو من هذه الناحية شبهه بنفسه لأن جيله اللذي عاش فيه ذهب أصحابه الامراء والولاة قد دالت دولتهم وذهبوا غير راجعين , وهو قد عاش انواعا من حياة الرفاهية والبذخ لم تنسه أنه هو الاخر ماض لا محالة وقد نفث في شعره حزنه وملله من الحياة.
اللغة :
أرعن مرتفع باذخ عالي طماح الذؤابة شديد علو القمة ,الغارب الكاهل وقور:من الوقار وهو الهيبة والرزانة والفلاة :الصحراء الكبيرة ، يلوث يلف وميض البرق اشعاعه وسناه
الذوائب أطراف شعر الراس من مقدمه وهو أعلي منابت الشعر في الرأس.أصختا استمعتا بانتباه اليه والسرا السفر ليلا .
الصورة البلاغية /في جمل القصيدة التالية
-العمائم –وحمر الذوائب ،والصمت والحوار
الكناية /-يطاول اعنان السماء –ويزحم ليلا لضخامته-
-الطباق / اخرس – وحدث / سود ووميض برق /ابقي يظعن/طالع/غارب والجناس الناقص *- النوي , النوائب /حتي متي / التلوين /ليل وسهب /وليل ، وشهب
والترادف /يسد ويزحم , طماح وباذخ , وأخرس صامت
فهو في وصفه لهذا الجبل الشامخ الباذخ انما يتكلم عن نفسه وتجربته في الحياة عندما ذهب جيله ، فكان كالجبل الشامخ الذي يخبرعن الاولين وهو اذن مثل هذا الجبل وقد صنف النقاد والمؤرخون شاعرنا أنه من أحسن شعراء الاندلس وصفا للطبيعة وأرقه .
وللحديث بقية باذن الله

ذ/ محمدن /عبدالله