إن غربة الأهل والوطن قد تعوضها الرفاهية،و ينسيها العمل ،وقد تحجبها المعرفة ،أو تخفيها طبيعة الإنسان ،المجبولة على الاجتماع و الاضطرار إليه، أما في ظل المدنية الحديثة فقد لاحظت غربة أبعد غورا من الأولى، وأخطر وأقوى تأثيرا من الثانية ،إنها “غربةالشعور”،إن غربة الأهل والوطن قد تعوضها الرفاهية، و ينسيها العمل ،وقد تحجبها المعرفة ،أو تخفيها طبيعة الإنسان ،المجبولة على الاجتماع و الاضطرار إليه، أما في ظل المدنية الحديثة فقد لاحظت غربة أبعد غورا من الأولى، وأخطر وأقوى تأثيرا من الثانية ،إنها “غربةالشعور”، فلم تترك لنا الحياة المدنية اليوم مكانا للحرية النفسية ،ولا فضاءا شعوريا ،نعيش فيه ذواتنا و نبتعد فيه عن الآخر ،ونبتعد عن إعمال الحواس، إننا نبحث عن ذلك الهامش اللامحدود ،عن ذلك الفراغ الذي ننظر فلا نبصر سوانا،ونتكلم فلا أذن تسمع أصواتنا ،وننفعل فلا حواجز تعترضنا، و لا حدود تصدمنا، حيث الأرض هناك مستوية لا ترى فيها عوجا ولا أمتا.
نعم لقد شكل فقدان ذلك الساحل الفسيح،وانسجامنا في نقاط محدودة ،حالة من الوحدة والغربة ،أبعدت التفكير عن مجاله المألوف ،حتى كاد يغترب عن الجسم ،بل وكادنا نفقد ذلك المكان الذي ننفرد به عن الآخر ،ونملك فيه الحرية الكاملة،ذلك المكان الذي يمكننا أن نسير فيه بلا نعل ونمشي على رؤوسنا ،ونهرول إن شئنا ،لا أحد يعي ما نعني ولا أين نحن، إن هذه الأضواء المنيرة ،و الأصوات الصاخبة، وهذا المكان المغلق ،جميعها أمور تربك الدماغ وترهق قدراته ،وتغير استجابته الشعورية ،فلم يجد بدا من أن يصرخ عاليا، وينفعل مستنجدا ، إنه يعاني من وطأة المدنية القاسية ،ويقاسي سلم الحضارة الشاهقة، وفرضياتها العتيدة،وهاهو يسيل دما من جروح أصابته أثناء محاولته الأخيرة لقفز سياجها الكثيف مستنشقا ومتشوقا وناشدا نسيم الحرية وهواءالبساطة وكل ما يألفه هناك في قمم الذكريات ،وتحت خيام الصبا.
إن ما بالمدنية من نظام وانضباط ،وقوانين صارمة ،ليكاد يجردنا من خصائصنا الشعورية ،وليس ذلك سوى محاولة جريئة لتنظيم وتركيب أدمغتنا وبنائها بناءا جديدا يتماشى مع العصر ويناقض طبيعةالشعور.
وتبقى القلة منا هي التي يمكنها أن تقاسمنا الشعور،وتجد مكانا وفسحة في ركب أرواحنا حين نبحر في عباب المعانات،أوفي عمق متاهات السعادة ،وأعرف قلبين فقط قد يعينان النفس ويزيلان كدر الروح ،إنهما
الحب والرحمة ،الإنصاف والشفقة،الإيثار والمعرفة ،هذا في حالة وجودهما أم في عدم وجودهما ولو على الهاتف فإن الكتابة تتبوأ مقاليد الحكم ،وقد تثور و قد تجور ،وتكاد تميز من الغيظ فتفور، إن المنافذ التي يسلكها التفكير حين يعيش الشعور صدمة الغربة ،مسالك لا تحمد عقباها ،فقد يكون بركانا ناريا،يحرق الأخضر واليابس ،كما قد يكون زلزالا يتجاوز
مقاييس “ريختر” وكل معايير الطبيعة.
وما توقعكم حين ينفعل الدماغ؟
وتثورالأعصاب؟ فمن أي باب سيعلن عن التمرد
؟وما هو ميدان التحرير؟؟؟
ديدي بن أحمد سالم
absolument ,bonne ramarque Moutabi3
رائع ومتميز بارك الله فيك يا شبلنا.
توضيح :عنوان هذا الموقع أخبار انيفرار ومع ذلك لم نقرأ فيه من أخبار انيفرار إلا النعي ,مع جانب لا يستهان به من الثقافة المفيد .فمن الأولى أن نغير عنوان الموقع من أخبار انيفرار إلى ثقافة أهل انيفرار .
وفي حالة احتفاظكم بالعنوان الأول فعندي لكم بعض الأخبار التي تتعلق بانيفرار ألا وهي:
1- غياب دكاكين أمل فيه بالرغم من توفرها في القرى المجاورة .
2-غياب اعدادية الذي أوجب هذه السنة الهجرة لعدة أسر من أجل تدريس بناتهن .
3-أما عن الصحة فهناك مستوصف جميل الشكل بلا طاقم ولا عتاد .
هذا رأي من متصفح ناقد بالحق ناصح ولكم أن تتأكدوا .
جزى الله طاقم الموقع على ما قام به من جهد في نفض الغبار عن ثقافتنا انيفرارية الإكَيدية وشكرا.