ولعبد الله بن رواحة رضي الله عنه رادا على قريش و مفتخرا
وَفينا رَسولُ اللَهِ يَتلو كِتابَهُ
إِذا اِنشَقَّ مَعروفٌ مِنَ الصُبحِ ساطِعُ
أَرانا الهُدى بَعدَ العَمى فَقُلوبُنا
بِهِ موقِناتٌ أَنَّ ما قالَ واقِعُ
يَبيتُ يُجافي جَنبَهُ عَن فِراشِهِ
إِذا اِستُثقِلَت بِالكافِرينَ المَضاجِعُ
وَأَعلَمُ عِلماً لَيسَ بِالظَنِّ أَنَّني
إِلى اللَهِ مَحشورٌ هُناكَ وَراجِعُ
ولهذه الابيات قصة طريفة له مع زوجه ليس هذا محل نشرها الا اننا نشير الى انه قصها على النبي صلى الله عليه وسلم فضحك منها حتى بدت نواجذه . ولا باس ان نستطرد هنا اخبار اسلام كعب بن زهير بن ابي سلمى ، وقد كان ممن اهدر دمه بعد الفتح ففرهاربا للبحرين وبعد حين راسله اخوه بجير والذي كان قد اسلم قبل ذلك ومما طمانه بان الرسول صلى الله عليه وسلم عفو عن الزلات لايجزي السيية لكن يعفو ويصفح فرجع كعب حتى وصل الى المدينة و في تعض الايام دخل المسجد فوجد الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته جلوسا حوله فرفع عقيرته وانشد لاميته المشهورة :
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول*** متيم اثرها لم يفد مكبول
الى ان بلغ
وقال كل خليل كنت اّمله ***لا الهينك اني عنك مشغول
فقلت خلو سبيلي لا ابا لكم*** فكلما قدر الرحمان مفعول
الى ان يقول:
انبات ان رسول الله اوعدني ***و العفو عند رسول الله مامول
حتى بلغ :
ان الرسول لسيف يستضاء به*** مهند من سيوف الهند مسلول
فقال له ابو بكر رضي الله عنه بل من سيوف الله ، ثم واصل مدح قريش ولم يذكر الانصار فاضاف في مدحهم :+
اذا ذكرت اناسا في مناقبهم*** لا تنس اوسا على جرد ابابيل
ووجه الرفع فب قوله ابابيل انها خبر لجملة محذوفة تقديرها على خيل جرد كانها طير ابابيل التي ذكرت في سورة الفيل وقوله الا كما يمسك الماْء الغرابيل استشهد ته النحاة على تأخر الفاعل على المفعول للحصر وفي قوله
كانت مواعيد عرقوب …الخ اشارة لقصة عرقوب مع اخيه الذي كان عرقوب وعده بنخلة وكلما جاءه اخوه يقول له انتظر حتى تبلغ كذا حتى اينعت وحان قطافها فسرى عليها ليلة قبل مجيئ اخيه فحولها من مكانها الى مكان اخر فلما جاءه اخوه أراه مكانها فلم يقتنع بذلك ولم يعوضه غيرها الا ان عرقوب هذا صار يضرب به المثل في خلف الوعد وهو من اهل يثرب و اصله مجهول .
وفي قول كعب : هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة … الخ . ما يسمى بالمسارعة أو المطابقة عند البلاغيين .
ومن مقاطعها في وصف ناقته
غلباء وجناء علكوم مذكرة ***في اصلها عن بنات الفحل تفضيل
حرف اخوها ابوها من مهجنة*** وعمها خالها قوداء شمليل
يعني انها في غاية الكمال خلقا وقوة .
وقد اجاز الرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم كعب بن زهير بردة كان يلبسها صلى الله عليه وسلم ومن خبر هذه البردة انها قد بذل فيها اغلى الاثمان ولم يبعها اّل كعب بن زهير الا في عهد المماليك و أغلب الظن انها غصبت عليهم من احد اعوان سلاطين ذلك العصر وللحديث بقية ان شاء الله