لا زلت تحت تأثير الصدمة..
عرفت هذا الفتى سنين عديدة.. لم يكن يبغي علوا في الأرض و لا فسادا …
كان يقوم بعمله بأريحية و طيبة نادرين.. و كان يشعرك دائما بأنه في قمة الراحة و الرضا…
كان يحمل قلب شاعر و ابتسامة طفل .. يجعلك دائما تتقبل ما يقوله و تستريح له ..
كان نوعا نادرا من البشر .. لا تحتاج و أنت تجالسه للتصنع أو التظاهر أو الحذر .. لأنه يزرع من حوله جوا من البهجة و الفرح لا تستطيع معه إلا أن تسترخي و تترك نفسك لنكاته الهادفة و كلماته الصقيلة معنى و مبنى …
كان شاعرا دون تصنع .. و أديبا دون تكلف .. و مثقفا دون رياء و تشدق…
رحيل مثل هذا الفتى بهذه السرعة مصداق بين واضح لقوله صلى الله عليه و سلم:
( لتُنْتَقُنَّ كما يُنتقى التمر من الحثالة ، وليُذهبن بخياركم ، وليَبقين شرارُكم ؛ فموتوا إن استطعتم ) .
عزائي لكل الطيبين الأخيار ممن أنجب هذا الفتى الطيب .. و علمه فأحسن تعليمه.. و أدبه فأحسن تأديبه.. و لا نقول إلا ما يرضي الله ..
إنا لله وإنا إليه راجعون