قال الأستاذ محمدفال ولد عبد اللطيف:
يسائلكم يا سادة الفــــــــــــــــــقهاء
أريب “أديب” مـــــــــــــــــــن وراء وراء
أسائل عن فرع من الفقـــــــــــه وارد
تعم به البلوى لدى الأدبـــــــــــــــــاء
هل النقد للأشعار في الشرع غيبة ؟
فتلجم عنها ألسن البلغـــــــــــــــــاء
لقد حدها الأعلام: ذكرك عـــــــن أخ
أمورا متى تذكر تنله بســــــــــــــــاء
هل النقد في ذا داخل ؟ فبمنـــــــعه
قضى منزل الأنعام والشعـــــــــــــراء
أم النقد كالتعديل والجرح جائـــــــــز
به ذكر أشياء لدى العلمــــــــــــــــاء ؟
أم النقد علق لا يجوز اكتنــــــــــــازه ؟
فيبذل للقراء والفقــــــــــــــــــــــــراء
أم النقد زجر أن يجاهر شاعـــــــــــر
بسوء على الأشهاد غير ســــــــــواء ؟
أبينوا لنا إن الإبانة راحــــــــــــــــــــة
من الأمر ذي المخلوجة المتنائــــــي
جواب الأستاذ الأديب محمد بن بتار بن الطلبة :
على السائل المسؤول يوم قضاء
وفتوى سلامً من مجيب نداء
سؤال أديب من أَمامِ أمامُ لا
وراءُ لذي سمع لديه وراءِ
“هنيئا مريئا غير داء مخامر”
لمنتقد في الشعر أدْوأَ داء
فقمع رديء الشعر إن هو لم يكن
من الواجب العيني فهْو كفائي
ولا سيما إن تُلفه وهو رافع
عقيرتَه في المحفل المترائي
ألست ترى أن المجاهر بالخنا
من اغتابه ناجٍ لدى الفقهاء
ومن قصد الأنداء يعرض لُبه
فإخباره حتم على النصحاء
ولا ضير في نقد بفن لصونه
كمسِّ نُضار للصفا بصِلاء
ومنتقد الأشعار من أهل عصره
له إسوة في شاعر العلماء
وإن تلتمس أقوى الأدلة فاستند
لما قبل الاستثناء في “الشعراء”