رأينا خصال المرء طول حياتِه
تقوم مقامَ المرءِ بعد مماتِه
و أكبر برهانٍ على ذاكَ شيخُنا
و قدوتنا أَمَّمُّ خيرُ لداته
“شمائلُه” أبقته من بعد ما مضى
على علمٍ انَّ الموت لا شك آته
فتى علَّم التسليمَ بالأمرِ للذي
قضاهُ و أجر الصبر من “نفحاته”
و ذلك دينُ الله دام سكونُه
عليه و كان الخير في حركاته
تخذناه في كل الشدائد ملجأ
و كنا نرجي النفع من بركاته
سرى نحوه سر الجدود بعقلهم
و علمهمُ فالحق في كلماته
و لا أنس إيواء الضِّعاف فلم يعُد
لهم ملجأ من بعد سيب هباته
ألا فافخرن بالعز عز جدودنا
و أمجادهم فافخر بها و بها تِهِ
“و قل للذي قد قال إن لشيخنا
شبيها بهذا القطر في الفضل هاتِه”
و في خلف أبقاه أنس و غبطة
فكلهمُ في الفضل هو بِذاته
فيا رب في الفردوس نعِّم فقيدنا
و ضاعف و زد من بعد ذا حسناته
و صلى إله العرش جل جلاله
على خير ما في الكون خيرة ناتِه