هو الموت يمكر بالعاقل
و يعدو على الأسد الباسل
قد أخرج قيصر من ملكه
و ألبس كسرى حلى الثاكل
و افنى ملوك بني تبع
و أردى كليب بني وائل
فإن يصن الدمع عن راحل
و يمنعْ لدى مأتم هائل
فحق له اليوم أن يستباح
بجريٍ على مسلك سابل
فنعي إمام الهدى ببها
مصاب ثقيل على الناقل
فتلك العلوم و ذي المكرمات
تنوح على بدرها الآفل
فإن يمض يوما إلى ربه
فما كان عن ذاك بالغافل
له نفحات هدى نورها
ينير رُؤى الطالب العاطل
يفيض نداه على المعتفين
و يغفر للمذنب الجاهل
و عاش إمام هدى سائرا
على منهج العالم العامل
على سنن في الهدى واضح
و لم يخلط الحق بالباطل
و كهف الأرامل و المعتفين
و مُهْدي الرغائب و النائل
و طود ندى شامخ في الذرى
يُنيف على الشامخ الباذل
حوى عزَّ مجدِ عُلا تالدٍ
أثيل بذكر ثنا القائل
و سؤدد فضل طريف فشا
شمائلَ نفحِ هدى فاضل
من امييْ الحبر قد نالها
و من ببها جده الكامل
و من معدن العلم و المكرمات
محمذن القائل الفاعل
من الشيخ أحمد قطب الورى
الإمام الهمام من العاقل
بواذخ في كل فضل سموا
بحورا تموج بلا ساحل
أميمون قد نلت فخرا فَتِهْ
بطلعة طود الهدى النازل
يتيمة عقد التقى و الصلاح
وَابِلِ سرِّ الهدى الهاطل
فإن يحتجب بجنان سمتْ
فهذي بدور سنا الراحل
فكلهمُ علم مفرد
على الرغم من حاسد سافل
فلا زال بيتهم قائما
بأركان مجد العلى الشامل
بجاه نبي الهدى أحمد
منير سبيل الهدى العادل
عليه صلاة بأزكى سلام
تعلل بالطل و الوابل
الرئيسية / مراثي القطب محمدفال بن محمذن بن محمدفال رحمه الله / الأستاذ محمد فال بن محمد محمود في رثـاء القطب لمرابط بن محمذن بن محمدفال رحمه الله