رحلت عن دنيانا الفانية إلى جنات النعيم الوالدة العابدة آمنة بنت دياه تاركة ظهر الأرض بعدها فى فى نحيب وعويل …المرأة التى كانت المثال الشامل للأخلاق وحسن المعاشرة فقد كانت تابعة نهج قوم ما حادو عن سواء السبيل
فإن أتيتها وأخبرتها بأن الشمس اليوم ظهرت من مشرقها أجابتك بصوت يملؤه التعجب والإستغراب كي لا تضيع عليك فرحة شعورك بأنك أتيت بأمر عجب لا شك أن كل من عرف الفقيدة عزى ذالك المصحف الذى ترعرعت بين أحضانه ونشأت على اتباع أوامره واجتناب نواهيه والوقوف عند معانيه وتلك السجادة التى لم تفارقها يوما فقد كانت لهما صائنة محافظة وقد كانت لديها سجدة طويلة ورثتها عن والدتها التى ورثتها بدورها عن خالها العالم العابد أحمد سالم ولد بيباه “ححام” علما وأذكر أنى عندما آتى وقد كنت مع بعض الرفاق فى آخر الليل أجدها جالسة على سجادتها واضعة مصحفها بين ذراعيها فلم تلهها الدنيا بزخرفها ولم تركن إلى زينتها فقد كانت واقفة عند قول الله تعالى :
“فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ”
وقد أتت قطعة من لبتيت للأديب سيد محمد ولد عبد الله ولد اليدالى ولد أب نفعنا الله ببركتهم وكانت على النحو التالى :
حياة أمت ؤهذا باح ••• ختمت قطعا بالسعادة
وامشات امعاه بالصلاح •• وابخرق العاد فلعاد
امعز لوراد ؤ لذكار ••• واستدمين ؤكلت لخبار
والعجل فحسان الخطار ••• والبشاش والسياد
وامعز كبلت ذيك الدار ••• والسجادة والتلماد
وامعز راص وانيفرار ••• والعباد والبلاد
كما وصلت البريد قطعة أخرى لاتقل عنها شأنا للأديب عبد الله ولد امين وهي على النحو التالى :
وخيرت اسمعت ••• أمت ؤ ﮑلت
وخيرت أمت ••• أخلَعن
ذ من وخيرت ••• امش عن
وخيرت احسان ••• ؤبرڪ و إيمان
و أخلاق ؤ شان ••• ؤ فرض ؤ سن
و الكرم الكان ••• ابلا من
طيه يالله ••• التتمن
و أل ترجاه ••• فاعل جن
وقد كتب الباحث والأديب الكبير وسفيرنا محمد يعقوب ولد اليدالى تأبينا كان كفيلا بوصف الفقيدة ووصف تلك السلسلة الصالحة من الأجداد الصالحين نفعنا الله ببركتهم .
وقد أتى كاف من الأديب محمدن ولد مامين و هو على النحو التالى :
الأخلاق او هاذ ش مثبوت
والخوف من الله وتقواه
هاذو ظركات كانو قوت
فالفات. امنينه من دياه
ارحمها يالرحمان الموت
ال جاه كانت تترجاه
فجزاهم الله خيرا ورحم السلف وبارك فى الخلف كما وجدنا فى البريد قطعة شعرية أيضا :
“عزاء للصلاة وللصيام
وتفريج الكروب عن الأنام
وللقيام فى جوف الليالى
وذكر الله دوما بانتظام
ولطف بالضعيف وذى احتياج
يذم لخلقها طعم المدام
وبذل للنفيس بدون من
وإكرام ولطف فى الكلام
وترتيل لقرآن بيوم
وترتيل له جنح الظلام
وتسبيح وذكر وابتهال
وبعد عن جدال أو خصام
فيا رحمان عاملها بلطف
ويلقاها النعيم بلا انصرام
بدار للبقاء تكون فيها
من الجنات فى أعلى مقام
أآمنة أيا أم المعالى
وأم المجد لم يدنس بذام
جزاك إلهنا عنا جزاء
بطيب العيش فى دار السلام
والهمنا اله العرش صبرا
ينال به المؤمل بالدوام
على خير الأنام صلاة ربى
تجدد فى ابتداء واختتام”
كما وصلت قصيدة رائعة للشاعر والأديب المحب أحمدسالم ولد محمدن ( سلامى ) :
ما الرأي فالخطبُ صَعبٌ أنْ يَمُرّ سُدَى
والشّعرُ يقصُر عن وصف المقام مَدَى
وقد سمعتُ من الأقوال مانسجت
قرائحُ القوم كلٌّ جدّ واجتهدا
لاكنّ آمنةً ما زال يُعجزني
وصفٌ إذا قِيل فيها يُثلج الخَلَدا
من اين ابدَأ ؟ بالأخلاق ؟ إن لها
حكمًا بها استغرق الإجماع مُطّرِدا
لم ألق في الدهر شَرْواها إذا نزلت
بها زُرافات ضيفٍ بسطةً وجَدَى
وخدمةَ وانبساطا لا تُخالطه
سآمةٌ لو أقاموا عندها الأبدا
عرفتُها برّة بالناس اجمعِهم
بلْهَ الأقاربَ واذكرْ هاهُنا البُعدا
عرفتُ تقوى إلهِ العرش دَيْدَنَها
عرفتُها من هَوادِي السّابقاتِ هُدى
منها عرفتُ يدا بالذّكر مُمْسِكةً
منها عرفتُ لتفريج الكروب يدا
يا ربّ ذي بنتُ ديّاهٍ اتتْك فكن
من بعدها سندًا وكن لها سندا
وهبْ لها في جنان الخلد منزلةً
جارًا لأفضل من قد قام او سجدا
عليه ازكى صلاةٍ لا انتهاء لها
والآل تحدو سلاما يُذهبُ الكمدا
ونسأل من العلي القدير أن يتقبل صالح الأعمال وأن يرحم روح الفقيد ويدخلها فى الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن ؤلئك رفيقا .