وصلت بريد الموقع رسالة تتضمن نص الكلمة القيمة التى ألقاها السيد عبدالمومن بن أحمد ليلة البارحة ضمن فعاليات حفل افتتاح قعاليات النسخة التجريبية لأسبوع انيفرار الثقافي
السادة المدعوون الرسميون
السادة أعضاء اللجنة التحضيرية
أيها الحضور الكريم
إنه لمن دواعي الغبطة والسرور أن أقف الليلة، أمام هذا الجمع الموقر، الذي تجشم عناء السفر، لكي يشاركنا فرحة انطلاق فعاليات نسخة أسبوع انيفرار الثقافي التجريبية. التي تنظم لأول مرة في بئر المساجد.
انبثقت فكرة تنظيم التظاهرة بعد نقاش جرى بين ثلة من الشباب،حول أسباب ركود الساحة الثقافية المحلية، وضرورة تحريكها من خلال تنظيم تظاهرة ثقافية؛ يُحضرها الشباب ويُباركها الكبار ويَستفيد منها الصغار. وبالفعل فقد بدأ الشباب تجسيد الفكرة من خلال إنشاء مجموعة على إحدى منصات التواصل الاجتماعي، انضم إليها معظم شباب القرية في غضون أيام قلائل. ثم انعقد أول اجتماع موسع للشباب، قُدمت فيه رؤية واضحة للتظاهرة، وكُونت فيه لجنة تحضيرية عُهِدَ إليها بتحضير وتنظيم فعاليات الأسبوع الثقافي.
ما إن باشر أعضاء اللجان عملهم، حتى بدأت ردود فعل الكبار وصُناع القرار الإيجابية، تصل مسامعهم، وهو ما زاد من تحمسهم من جهة، وضاعف من صعوبة تنفيذ المهمة الملقاة على كواهلهم من جهة أخرى. خصوصا إذا ما علمنا أن المبادرة تطمح إلى نفض الغبار عن ثلاثة قرون من مظاهر النبوغ الأعمري الذي بدأ إشعاعه بعدما وضعت حرب شربب أوزارها وخمد أوَّارُهَا.
أيها السادة
لايسعنى في هذا المقام إلا أن أحيد قليلا عن النسق الديماني، لكي أعبر باسم أعضاء اللجنة التحضيرية عن كامل شكرنا وتقديرنا لكل من ساهم من قريب أو بعيد في طرح وتبنى فكرة التظاهرة، أوتخطيطها، أوتنظيمها، أوتمويلها، أوتنفيذها،أو تقييمها أونقدها… ونسأل الله عز وجل أن يزكي خدمتهم للعلم والثقافة في ميزان حسناتهم إنه سميع مجيب.
لقد كانت الأسابيع الثلاثة الماضية، بمثابة تكوين مكثف لأعضاء لجنة التحضير، احتكوا خلاله ببعض الأطر والمثقفين، الذين تطوعوا لمساعدة الشباب فأسدوا النصح وقدموا الاستشارة وقدحت أذهانهم أفكارا أنارت الطريق وسهلت الصعاب، وكما قال أحد الإخوة، فقد تعلمنا في واحد وعشرين يوما ما لم نتعلمه في إحدى وعشرين سنه. صارت كل لجنة كخلية نحل، تعمل ليلا ونهارا وبكل ما أوتيت من قوة،من أجل تجسيد هذا الحلم على أرض الواقع في وقت وجيز، فوُضعت الأهداف ورُسمت الإستراتيجيات و حُددت النشاطات وبُرمجت التظاهرة زمانيا ومكانيا.
السادة الحضور
يحتاج تنظيم أي تظاهرة ثقافية إلى العديد من الخبرات العلمية والتنظيمية واللوجيستية، وقد برهن شباب أهل انيفرار أن باستطاعتهم تنظيم أسبوع ثقافي متميز، في وقت قياسي، دون اللجوء إلى الخبرة والاستشارة الأجنبية، وهو ما يبشر بالخير ويدحض تلك الدعاوى المتشائمة التي تلمح إلى أن الحي فارقه النور الذي كان معه واللهُ مُتِمٌ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ
برهن الكبار على ثقتهم بالشباب، ومراهنتهم على الثقافة؛ من خلال تبنى الفكرة ودعمها من جهة، ومن جهة أخرى إلى التبرع بسخاء لتوفير الميزانية المرصودة للحدث. وهي رسالة وإشارة يتوجب على الشباب التقاطها، وفهمها والعمل بمقتضاها، من خلال الجمع بين العلوم الحديثة المفيدة في الدنيا والعلوم المحظرية الضرورية للدنيا والآخرة.
لقد استوحى الشباب شعار التظاهرة من الموروث الثقافي للمجموعة، فأوضحوا من خلاله أنهم على اطلاع بماضى الحي المشرق، وأنهم على استعداد تام لإطلاع الصغار عليه من خلال تنظيم تظاهرات سنوية مشابهة.
أيها السادة
حاولت اللجنة التحضيرية أن تكون النسخة التجريبية متميزة، وذلك من خلال التركيز على الكيف بدلا من الكم، ووضع أهداف محددة قابلة للتطبيق من أجل الحصول على نتائج ملموسة تنعكس إيجابيا على واقع الحي المعاش، كما وضعت مؤشرات كمية لحساب نسبة تحقق الأهداف المنشودة.
وفي هذا السياق يسرني أن أعلن عن بعض المكتسبات الهامة التي تحققت فعليا خلال الأيام الماضية:
- عشرونَ شابا يحفظون ثمن ألفية محمد بن مالك ويفهمون معانيها وشواهدها.
- خمسة بحوث ثقافية تم إعدادها من طرف نواة صلبة من الباحثين الشباب تناولت المواضيع التالية: نظم لإحمرار على تذكرة السلف للشيخ بباه بن اميه، جرد المؤلفات العمرية وتصنيفها حسب التخصص، تاريخ المدرسة العصرية في انيفرار، مدائح أهل انيفرار وإنتاجهم من شعر الحسانية، والشواهد الشعرية.
- عشرة شباب يحفظون أشهر القصائد الشعرية التي مدح بها أهل الحي عبر العصور.
- تم إنعاش مجموعة الواتساب بالكثير من المعلومات الهامة عن تاريخ الحي الثقافي والعلمي من خلال أسئلة يتم طرحها بصفة يومية، ويجرى النقاش حولها ثم تقدم الإجابة الصحيحة في اليوم الموالى.
- إنتاج أربعة أفلام قصيرة تعالج مواضيع ثقافية هامة.
- اكتساب أعضاء اللجنة التحضيرية – من خلال الممارسة الفعلية – للكثير من الخبرات والمهارات والمعلومات الهامة، المتعلقة بأساليب كتابة الرسائل، وتحرير المحاضر، وإعداد وإنتاج المواد العلمية…
أيها السادة
تلعب الندوات العلمية والمحاضرات الثقافية دورا هاما في وعي الشعوب وتثقيف الشباب، وقد ركزنا في النسخة التجريبية على هذه المكونة، وسيكون عليها المعول في فعاليات التظاهرة، وقد استجاب الدكاترة والأساتذة والباحثون، لطلبنا المتمثل في إنعاش ستة محاضرات في مواضيع علمية وتوجيهية مختلفة، ونرفع القبعة عاليا لتلك القامات العلمية التي تركت أشغالها وجاءت لكي تساعد بفكرها وعلمها في إعادة ترميم صرح ثقافة انيفرار ولعبونات، كما أحض الشباب والأشبال على الحضور بكثرة، وأدعوهم إلى الإنصات والاستماع والتفاعل مع المحاضرين من خلال طرح الأسئلة بعد اختتام المحاضرات.
السادة الحضور
لن أفوت هذه السانحة دون أن أذكر الشباب بكافة أعماره وأعصاره، بضرورة طلب العلم، وأن الجهل مرض ليس له من دواء إلا التعلم، وأحثهم على طلب العلوم الحديثة والتكنولوجيا المتطورة موازاة مع العلوم المحظرية، كما ألفت انتباههم إلى أهمية التمسك بأخلاق السلف الصالح والعض عليها بالنواجذ وأذكر في هذا المجال بأنها مكتسبة من خلال التأثير والتأثر بالمحيط الضيق للأسرة والحي ولذلك ربما لم تبرمج المحاظر متونا تدرس الأخلاق.
أيها الشباب
إن بئر انيفرار هي الأب الذي ننتسب إليه جميعا، ويجب علينا بره من خلال المحافظة على السمعة الطيبة التي ربطها السلف الصالح بهذا الاسم؛ فصار ماركة مسجلة تعنى التشبث بالأخلاق الإيكيدية والتحلي بالصبر والأناة وسعة المعارف ودقة التحرير وكثرة الإنتاج الثقافي والسخاء وحب الخير للآخر واحترام العهود والمواثيق… وأدعو انيفرار إلى أن يشك فينا إذا لم ننزله ونعمره وندعم فيه مقومات البقاء.
أيها السادة
لن أطيل عليكم بالكلام، فكِلمة بها كلام قد يؤم، وفي الختام نشكركم مجددا على حضوركم ونعول عليكم كثيرا في التوجيه والإرشاد والنقد البناء، فالنسخة التجريبية المحلية صدرت بالأبيض والأسود، لكن بفضل إرشاداتكم وتوجيهاتكم ستكون النسخة القادمة بالألوان وقابلة للتصدير إلى الغير.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
عبد المومن بن أحمد