الأديب عبد الرحيم بن أحمد سالم في رثاء العلامة ببها بن سيد بن التاه رحمه الله:
عصِيَّ الدمع ويحك فض حبــيَّا *** لأنــــدب للــــعلا الندب الأبيا
لأنـــدب مـــن تحــــلى بالمزايا *** و برَّز فـي الورى شأوا قصيا
فمــــفــــقد بـــبها منـــه الأهالى *** عــــلى الأذقان قد خروا بكيا
و خــــلف في الحشا نارا تلظى *** و في الأجـــــفان شؤبوبا أتيا
أعـــاذل في بـــــكائى لا تلمنى *** تلــــطف بيَّ واهـــجرني مليا
فــــإن مصــــابه خــــطب أليم *** يصوِّب فـي القلوب السمهريا
فـــلولا كان لي في الشعر حظ *** فأفــــرغ في مــــــآثره الرويا
مــــآثر قد تحـــــلى من حلاها *** فــــما عــــرفوا لـه فيها سميا
علــوم كالقــــطوف له استتبت *** يُســـــاقط درســـها رطبا جنيا
وتـــقوى الله يـــــجعلـــها دثارا *** يكـــــاد يـُـماز من نور المحيا
و أوقد للـــــقرى نار ابن وهب *** ” ليـــوسع ضيفه شبعا و رَيا”
و جــــــــاد لهــــم حفيَّا أريحيَّا *** بإنــــــعامٍ وجـــــاد لـــهم وليا
يُــــــريحُ عليـــــــهمُ نعما ثريا *** و يسقيــــهمْ ويطـــعمهم شويا
وتـــــعرف فيه من سيد المزايا *** وهـــــدي التـــــاه أُورِثه نديا
ســــــلالة أكرمـــــــين تناجلوه *** تعـــــالوا رتـــــبة فوق الثريا
فكـــــان لبــــابهم دينا و عــلما *** وكـــــان العـــــــاقلي الأبهميا
و أبــــــقى فتــــية ساروا حثيثا *** على المنـــهاج فامتازوا رقيا
و كانوا أغــــــزر الأقوام علما *** و كانوا أحسن الأقـــران رِيا
فنــــــــــحمد ربنا حمدا جزيلا *** علــــيهم إنهـــــم سادوا الفتيا
و إن ثـــــناءه البـــاقي و ذكرا *** حــــميدا قـــــد أعادا ببَّ حيا
عسى الرحمان يتحفه برحمى *** و يــــــوليه النــــعيم السرمديا
عــلى المخــــتار سيدنا صلاة *** أرددها لـــــــه نغـَـــــما شجيا
(كيفه 15-11-2016 )
ءايات من القرءان تأخذ مكانها العروضي وفق سياق شعري يحمل موجزا ثريا لجملة من محطات التراث والثقافة العربية الاصيلة، ومعجم لغوي شاعري يجعلك تحار في أي عصور الشعر أنت؟
حتى أن سلاسة الوحدة العضوية في البيت وقرب المأخذ في الوحدات البلاغية يجعلانك تسأل وأنت في بحر القصيدة وتسائل نفسك ما غرض القصيدة؟
إن الرثاء أشبه ما يكون بالعملية العكسية لتلقي الآخر في حياته النمطية، حيث يخرج الشاعر على نفسه ومألوفه، لاستخراج الصورة التي تم التقاطها وتم استكناهها عن الآخر ،على مدى مرحلة من الماضي، وفيها يتم اصطدام لغته بجملة من الأحاديث النفسية الكامنة في ضميره و وفق ذلك يتم اختلاف الناس في التعبير حسب بعض الاعتبارات الشخصية والمكانية.
هذه جوهرة حبرها مهندس تحبير القوافي فجزاه الله خيرا وبارك له وعليه وزاده وشكرا للقائمين على الموقع
جزى الله بالإحسان الشيخين الأديبين عبد الرحيم ومحمد فال و أطال الله أعمارهما و رحم الله الشيخ بب بن سيد بن التاه رحمة واسعة .
هكذا هم الفتيان و هكذا يكون الشعر و هكذا يكون الرثاء و إلا فلا لا