بلّي ولد ديدي في ذمة الله
وما الدهرُ في حال السكون بساكن :: ولكنه مستجمعٌ لوثوب
تقف الكلمات مكسرة الجفون مقصوصة الجناح وقد نعى الناعي فتى فتيان الوطن الأديب عبد الله ولد أحمد سالم الملقب بلّي ولد ديدِي، انفرط عقد اللقاء ونحن في هدأة خداعة للزمن القصير، غاب الوجه الأريحي المشرق البشوش وسكت الصوت الجميل، ورحل دون أن يودعنا أروع فتيان الوطن رحل بلِّي تاركا للوطن حزنا مؤلما يزاحم آلامه الموجعة في كل حي من أحيائه، رحل الصوت وبقي الرجع الحزين يجوس خلال الديار والمرابع والمساجد والحارات، رجع يحمل ألق الراحل ليذكرنا بما لم ننس من خصاله وهو الغائب الحاضر، رحل بلّي والحالُ أن الفتى ما مُلّ مثواه،
مامل في قاعة التدريس مجلسه :: إذ يشرح النص يجلو كنه َ معناهُ
ولا تقلبه في الساجدين وقد:: حلى أمام مصلاهم مصلاهُ
مامل صوت وطرف منه غضهما :: ولا على الأرض هونا مُلّ ممشاهُ
ما مل طيب سجاياه وسيرته :: ولا السكينة ذاتُ الله آتاه
بلّي ليس فردا في تعداد ساكنة هذا المنتبذ القصي بل هو أديب بحجم وطن وأبعاد مجتمع، هو الفتى الحاضر بين أبناء الوطن وزواياه هو الحاضر في كل محافل الوطن هو الإبتسامة المرسومة على الوجود أينما شع، هو الحاضر في أعيادنا بمدائحه العِذاب، وفي سمرنا بمقاطعه الشجية وفي همومنا بمشاعله المضيئة، بلّي لم تغب ونحن هنا لا نودعك لأنك ستكون أكثر حضورا الآن بروحك النقية و خصالك الطاهرة فأمثالك لا يرحلون
إنّا لله وإنّا إليهِ رَاجعُون
رحم الله السلف وبارك في الخلف
كامل المواساة