منَّ الله علي الليلة بهذه الرائية، التي جاءت نصرةً للمصطفى صلى الله عليه وسلم، و أرجو أن أنال بها شرف خدمة شفيعي محمد صلى الله عليه وسلم، و مزية الذود عن جنابه الموقر، وقد وردت عليَّ بعض أبياتها و أنا أستمع للمداح “العايدات” وهو يشدو بمدحة “سِيدِ البَشَرْ” فحاولت النسج على منوالها، فأتت أبياتها منسابة بفضل الله وعونه، و أسأل الله العلي القدير -في هذا الوقت- أن يجعلها خالصة لوجه الكريم.
وهذا نص الرائية:
الــــــــغَرْبُ حِقْدُهُ ظَهَرْ*** مُذ نُشِرَتْ تِلْكَ الصُّوَرْ
فَالقَوْمُ مِنْ فَرْطِ الضَّجَرْ *** سَعَـــوْا إِلـَى لَفْتِ النَّظَرْ
فَنَشَرُوا إِحْدَى الكُبَرْ *** رَسَـــمَهَا قَــــزْمٌ كَــــفَرْ
شَـــــهْرَيْ رَبِيعٍ وَصَفَرْ *** مُـــحَاوِلاً جَلْبَ الضَّرَرْ
إِلَى رَسُـــــولٍ قَدْ ظَهَرْ *** كَالشَّمْسِ فِي عَيْنِ البَشَرْ
ثُمَّ تَلاَشَـــتْ فِي الخَبَرْ *** كَالظِّـــل فِي ضَوْءِ القَمَرْ
نَبِــــيُّنــــــَا – دَارَ المَــــقَرْ- *** مُـذْ حَـــــلَّهَا فَلاَ كَـــدَرْ
يَطَـــــالُـــــــهُ وَلاَ ضـــــَرَرْ *** فِي رَوْضــــَةٍ وَمُسْتَقَرْ
لِبِنْــــــتِــــــهِ بِـــذَا أَسَــــــرْ *** كَـــمَا أَتَــــانَا فِـــي الأَثَرْ
مُحَــــمَّدٌ عَــــبْدٌ شَـــكَرْ *** وَرَبُّــــــهُ لَــهُ غَـــــفَرْ
وَاخْتَـــارَهُ مِـــنَ الـبَشَرْ *** لِكَيْ يَفُـــــوزَ بِالـــنَّظَرْ
وَوَصْفُـــهُ قَـــــدْ اشْتَهَرْ *** عَمَّنْ رَأَتْهُ فِي السَّـــفَرْ
فَاْنظُرْهُ فِي كُتْبِ السِّيَرْ *** فَـقَدْ حَـوَى غُرَّ الــدُرَرْ
وَحُــسْنُ خُـــــلْقِهِ بَهَرْ *** أَهْلَ البَوَادِي وَالحَــضَرْ
لاَ نَزْوَةٌ وَقْـتَ الصَّغَرْ*** لا هَــــفْوَةٌ بَـــعْدَ الكِــبَرْ
يَدِبُّ نَحْــــوَهُ الشَّــجَرْ *** مَتـَــى أَرَادَ المُـــسْتَــتَرْ
وَفِعْلُهُ أَعْــــــيَى الفِكَرْ *** وَفَـــــضْلُهُ شَذَرْ مَـــذَرْ
كَحَــلِّه خُــلْفَ الحَجَرْ *** وَعَــــفْوِهِ لَـــــمَّا قَــــدَرْ
وَدِيــــنُهُ قَـــدْ انْتَـشَرْ *** رَغْم الضُّغُوطِ وَ الخَطَرْ
بَلَّــــغَهُ أَهْـــلَ المَدَرْ *** كَمَـــا دَعَـــا أَهْـلَ الـوَبَرْ
وَدُونـَــهُ لاَقَى الأَمَرْ *** مِـــنْ قَــوْمِهِ وَمِنْ مُضَرْ
وَسَاقَــــهُمْ لَمَّا ظَفَرْ *** بِحِــــكْمَةٍ سَــــوْقَ البَقَرْ
أَصْحَابُهُ نِـــعْمَ النَّفَرْ *** وَمَا عَصَــوْا لِمَا أَمَرْ
لَـــبَّوا لَهُ لَـمَّا اعْتَمَرْ *** وَقَــــاتَلُوا لَـــمَّا نَــفَرْ
وَبَـــعْدَهُ قَــــفَا الأَثَرْ *** عَبْـــدُ الإلهِ وَعُــــمَرْ
فَنَشَرَا الــدِّينَ الأَغَرْ *** دُونَ كَـــلاَلٍ أَوْ خَوَرْ
وَدِيـــنُهُ رَبُّ البَشَرْ ***أَلَــــزَمَهٌ لِـــــمَنْ غَبَرْ
يَا مَنْ رَأَى وَمَنْ حَضَرْ *** صَلُّوا عَــلَى البَــــــرِّ الأَبَرْ
فَهْوَ الحَــبِيبُ المُعْتَبَرْ *** وَهْوَ الشَفِـيعُ فِي الزُّمَرْ
فَحُــــبُّهُ قُــــرْبٌ وَقَـــــرْ ***وَبُغْـــــضُهُ طَــرْدٌ وَشَــــــرْ
وَامْتَـــــــثِلُوا لِــــمَا أَمَرْ *** وَاجْتَــــنِـــــــــبُوا لِـــمَا زَجَرْ
وَبَادِرُوا إِلَى الـــسِّـــيَّرْ *** فَكُــــــتْبُهَا تَحْـــــوِي العِبَرْ
وَعِلْمُهَا سَــهْــــــلٌ وَثَرْ *** وَقَـــــــدْ يُـــنَالُ بِالــــــنَّظَرْ
رَبِّ بِجَــــاهِ مَنْ حَضَرْ ***حَجَّ الرَّسُولِ وَاعْتَمَرْ
وَجَــــاهِ آلـِـــهِ الــــغُرَرْ*** وَجَاهِ عَبْدِكَ الخَضَرْ
وَكُـــلِّ صَـــالِحٍ وَبَـــرْ*** سَهِّلْ لَـــــــنَا كُلَّ وَطَرْ
وِاشْفِ اْنزِلاَقًا قَدْ أَضَرْ *** بِفَقْرَةٍ مِنَ الفِقَرْ
وَقَوِّ نِعْــــــــــمَةَ البَصَرْ *** حَــتَّى أَخِيطَ بِالإبَرْ
وَوَقِّنِي مِنْ كُلِّ شَرْ *** إِذْ لَسْتُ مِنْ أَهْلِ الحَذَرْ
وَبَارِكَنْ فِي العُمْرِ وَارْ حَمْنِي إِذَاحُمَّ الـقَدَرْ
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
من صفحة الباحث يعقوب بن اليدالي