قال الأديب المصقع عبدالله بن بباه بن اميه في رثاء فتى العشير محمد فال بن احماد رحمه الله
وِصالكِ إن سمحتِ به انبتات=وفيك الجمع يا دنيا شتات
فكم قابلت من سرَّا بضرَّا =ومن نُعمى طوِيَّتُها شكاة
كذاك الدهر ذو غِيَر عوادٍ=لذي العقل اللبيب بها عِظات
خبرنا الكل منها واحتملنا=وما لانت لها منا قناة
على أنا رحلناها نفوسا=كراما للذمار هم الحماة
محمدْ فال غِبت فمن لجُلَّى=تناذرها على الكُمْت الكُماة
ومن لعظيمة عنها تلكَّا=من القوم الذوائب والسراة
ليصلى حرها لا هَيَّبانا=بعزم ما تُفلُّ له شَباة
سنذكر منك مجوادا أبِيًّا=إذا ذُكر الأجاويد الأباة
مقيما عند برَّة لا براح=شرودا عن فجار له تُقاة
محمدْ فال غِبت وسوف تبقى=مآثر عنك ترويها الثقات
وتندبك العفاة إذا ألمت=ولم تظفرْ بحاجتها العفاة
وضيفان أناخوها طروقا =فطاب لهم مقيلك والبيات
سيُذكر ذا خِلافَك ثم تُرْوى=محامدُ باقيات صالحات
وطيب سريرة ورع وجود=ولين عريكة حِلم أناة
وطبع طيب يُزْري بمسك=بأحْقاق شذاه والشَّذاة
إلى سر غُذِيت به رضيعا=منَ اقطاب هم الشُّهْب البزاة
وبحر حقيقة إن خضتَ فيه= فطِرْسي ثَمّ يعْيى والدواة
سقاك احماد منه فيض علم=وسر وِرْده عذْب فرات
أيا بباه فُزْت وكنت مِمَّن=يُلَقَّاها ومن لهم الثبات
ومن سبقت له الحُسْنى بوعد=من البر المهيمن والنجاة
وبارَكَ في الألى خلفوك ربي=فهم فيما ألَمَّ بنا أساة
بجاه شفيعنا طه عليه=سلام الله يغدو والصلاة
وآل طُهِّروا ما ماس أيك=وما سجعت عليه مطوَّقات