أعلن في العاصمة انواكشوط فجر الاثنين عن انتقال روح الأستاذ محمدن بن عبدالله بن مناح إلى الرفيق الأعلى. فإنا لله وإنا إليه راجعون.
عاش الفقيد عمرا من أعمار أمة محمد صلى الله عليه وسلم، شحنه بأنواع القربات والطاعات فكان يحرص على أداء الصلاة في الجماعة ويكثر من النوافل، بله الصيام والقيام، كما كان زاهداً في زرجون الدنيا مؤثراً للخمول، متصوفاً صالحاً، كما كان هجيراه الذكر والفكر، وقد اشتهر بالسخاء والبذل والإكثار من الصدقة، كما عرف أيضا بمحبة المصطفى صلى الله عليه وسلم وتوقير أهل بيته، إضافة إلى حسن الظن بعباد الله الصالحين وزيارتهم.
أكمل الفتى محمدن بن عبدالله شروط الفتوة فكان فقيهاً ونحوياً ومنطقياً ضليعاً في علوم اللغة والأدب، كما كان مفتوحاً في أزوان ويقرض الشعر بشقيه العربي والحساني، وقد صدر له ديوان شعري ضم بين دفتيه العديد من النصوص التي تناولت مختلف الأغراض الشعرية كالمديح النبوي الشريف، والرثاء، والنقد الاجتماعي إضافة إلى غرض الإخوانيات.
عمل الفقيد في قطاع العدل حيث شغل منصب كاتب ضبط في عدة محاكم سواء على مستوى العاصمة أو في المذرذرة، وقد عرف بالخبرة في النوازل والانضباط في العمل، والسعي في مساعدة المتقاضين وتسهيل الإجراءات على المواطنين.
أصيب الفقيد بوعكة صحية، وأسلم روحه إلى بارئها فجر الاثنين، وصلت عليه جموع غفيرة في مسجد الرابع والعشرين أمهم الولي محمذن بن محموداً، وقد ووري جثمانه الثرى في مقبرة “أغودس” إلى جانب والديه، حلت بأضرحتهم شآبيب الرحمة والمغفرة.
تنتهز أسرة موقع انيفرار هذه السانحة لتقدم تعازيها القلبية الصادقة، إلى عموم أهل انيفرار وأهل ابير التورس، وتخص بالتعزية أسر أهل محمدن بن عبدالله وأهل آكل بن الشيخ أحمد الفاللي وأهل عبدالله بن مناح وأهل حمداً، وأهل التاه بن سيد بن محمذن، راجية لهم الصبر والسلوان وحلاوة التسليم، سائلة المولى عز وجل أن يبارك في عقب الفقيد ويطيل أعمارهم في أمن وعافية وبلوغ منى.