في ظل ما تطالعنا به وسائل التواصل الاجتماعي من الاعتداءات المتكررة على الأساتذة أثناء رقابة الامتحانات والمسابقات، كتبت الخاطرة التالية ممازحاً لصديقي العزيز الأستاذ محمذباب بن أحمد منتهزاً فرصة انشغاله حالياً برقابة امتحان الباكالوريا.
أقول لمن يتوق إلى الرقابه
وتجمعنا الصداقة والقرابه
حذار من التشدد والتغالي
فداعي الغش دعوته مجابه
وكن لَبِقاً مع الكسلاء تسلم
فأسد الغاب ديدنها الإصابه
وبمجرد خروج الأستاذ محمذباب من الرقابة ومطالعته للرسالة بعث إليَّ بالأبيات التالية:
نصحت لمن تشرفه القرابه
نصيحة من يخاف من الرقابه
تحذر من مجابهة الكسالى
وأوْلَى بالمُرَاقَبِ أن يُجَابه
وحالي في الرقابة إن تسلني
توسط في المرونة والصلابه
وعلق الأديب المصقع لمرابط بن دياه على الإخوانية بأبيات طريفة وظريفة، وقد أجاد في توظيف الاقتباس ولم يتكلف لزوم ما لايلزم:
أساتذة الرقابة في الرقابة
يطأطئ فصلهم لهم رقابه
وكل يرمق الأستاذ يرجو
إعانته كما يخشى عقابه
وشر مراقب من كان قوسا
من التلميذ أو من كان قابه
كما علق الأديب والصديق العزيز بدى بن يوسف على المشاعرة بأبيات جميلة، أبان فيها عن تمكنه من أساليب مدرسة ازريكة دون تكلف فقال:
نصحتَ الخلَّ شعراً قد أجابه
بمكنون الظرافة و اللبابه
وفى ذا “جِبْتُمَا” سهلاً بديعاً
و ممتنعاً أثار أولى الصبابه
و مهما “جَابَ” واحدكم لعمري
بديعاً لا يُسَال مِنَ أين جابه
كما نشر الأديب والشاعر الألمعي الشريف المعلوم المرابط على صفحته أبياتاً جميلة شحنها بالإشارات اللطيفة، وأظهر من خلالها موقفه من الرقابة فقال:
كسرتم عن ذوي الأدب الرتابه
وبحر الشعر أخرجتم عجابه
وبيني والرقابة صدع بين
أرى صدع الزجاجة كان بابه
بها الطلاب مثل قطا بجو
ومن قد راقبوا صاروا عُقابه
كما علق المدير الأديب محمدُّ بن الشيخ الداه، على المشاعرة ببيتين جميلين حدد من خلالهما الشروط والمواصفات التي يجب أن تتوفر في المراقب فقال:
يُحبّب في الرقابة ذو صلابه
ومن وهب الإله له المهابه
ومن يأبى الإجابة عن سؤال
ولو كان القمين بذي الإجابه
كما نوه الأديب النابه والشاعر المطبوع شغالي دداه، بتميز المستوى الأدبي لمشاعرة الرقابة، وذكر أسماء الشعراء دون تكلف، فقال:
بديع الشعر يـــــــحتاج اللبابه
و بعض الناس يجدر أن يهابه
سوى الفــــــتيان إنهم بحق
رموه بالفتوة و الــــــدعابه
فذا يعقوب أبدعه طــريفاً
و هذا بدِّي فتّح منــــه بابه
و ثَلِّثْ بالمرابط فهـــــو بحر
و ربّع بالفتى الأستاذ بابَه
مشاعرة تخللها بـــــــديع
يحلى بالرواية و الكتابه
مناوئكم نراه لا يبــــــالي
و يهذي ليس يدري ما أصابه
كما علق الأستاذ و الأديب الطالب أحمد سالم على المشاعرة بقطعة شعرية جميلة اقترح فيها على المراقبين أداء صلاة الخوف إذا ما حان وقت الصلاة أثناء الامتحانات، فقال:
وإن الحزم كل الحزم فيما
توخاه المرابط قد أصابه
ووافقه الخليل وكان خيرا
موافقة المحمذ فيه بابه
وقد جاب الزريقة بعد بدي
فأبدى في القريض لنا عجابه
وصالوا في ميادين وجالوا
فما أبقوا لغيرهم صُبَابه
ولكني ككراي قديم
تجافيه العبوسة والكآبه
وتطربني أحاديث لقومي
يجوبون الدروس لهم مجابه
فرأيي أن يراقب كل قسم
فريق من فطاحلة الرقابه
وطائفة تصلى حيث حانت
صلاة عاملين على الإنابه
وقبلتهم جميعا نحو باب
فلا عدم المراقب ثم بابه
أما المدون الأديب Salim Ah Salim فقد اقترح على المراقبين التشدد مع الرجال والتراخي مع ربات الحجال، وقد عبر عن موقفه الطريف من خلال القطعة الجميلة التالية:
يری أشياخنا أن الإصابه
تكون مع الصرامة في الرقابه
فلا تسمح بتأشرة لزيد
إلی عمرو بِهمْسٍ أو كِتابه
وإن يَفْتَحْ من التِّسْآلِ بابا
فَعَنِّفْه وسُدَّ عليه بابَه
وقَابِلْ بَسْطَه بالقبضِ تَسْلَمْ
(وإنْ لم يَقْبِضَنَّ محنضُ بابه)
وإن لاحت لعينك ذاتُ دَلٍّ
منَ اللائي يُهَيِّجْنَ الصَّبابَه
ويَرْمينَ البريءَ بِسَهْمِ كفٍّ
مُخَضَّبةٍ فَيُحْسِنَّ الإصابه
فلا تَجْنَحْ لِغَضِّ الطرفِ عنها
فقد عَالَيْتَ كَعْبا أوْ كِلابَه
وكُن يَقِظاً وراقبها بحَزْمٍ
وَإنْ سَأَلَتْ فَبَادِر بِالإجابه
أما الأستاذ الأديب عبد اللطيف بن يعقوب فقد علق على المشاعرة بأبيات جزلة وعميقة تضمنت إشارات محلية مفيدة، وإلماحات فقهية ونحوية طريفة
تذكرنا مشاعرة الرقابه
بأشعار الجدود بني ” ابَّبَابَه “
مشاعرة على الشعراء فرض
تَعَيَّنَ لا نيابة في الإجابه
فيعقوب المجلي و “المصلي”
محمذن الإمام عنيت بابه
لِبَابِ الشعر قد فتحا و سدا
على الشعراء أبواب النيابه
وفيما يلي شرح لبعض الإشارات التي وردت في الأبيات الأخيرة:
ابَّبَابَ: كنية الشيخ العالم أحمد سالم بن عَلِ الأبهمي، وقد اشتهرت هذه الأسرة بجودة الشعر حتى بات أهل انيفرار يسمونه المُرقص وقد طالته أيادي الباحثين وعوادي الزمن فضاع معظمه مع الأسف.
المصلي : تحمل شحنة دلالية كثيفة، فهو الفرس الثاني من السباق، كما أنها تشير أيضا لإمامة الشيخ محمذباب بن داداه رحمه الله لجماعة بئر المساجد.