قد أقفر ربع الشعر فالكل أخرس
فذا سمر الآداب ما فيه مؤنس
و عاش جميع الناس أسود ليلة
لباسهم فيها لعمرك برنس
((كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا
أنيس ولم يسمر بمكة )) مجلس
و فارق ربع عند ليس أنيسه
فكيف بها حقا لفيس سيلبس
فقد غاب عنا سيد ومحمد
لإلقائه جمهوره متحمس
بإيد بن بد الأهل خطب مصابهم
وما أمهم من بعده متنفس
فإيد رفيق طيب و خصاله
على البر والتقوى كذاك تأسسوا
فقد كان صواما دواما بيومه
وبالليل قواما إذا ما يعسعس
و كان لنا كلا خليلا و حلية
و عقدا فريدا بالنوادر ينبس
و كان لأهل الفيش كلا رسالة
تنافس فيها العيش حقا وكسكس
و كان إلى كل النفوس محببا
و كان طريفا للأنام يدرس
و كان فتى الفتيان شاعر عصره
و أشعرهم إذ هو للشعر يرأس
فكان نزار الشعر و الشعر طوعه
بل أشعاره من أعذب الشعر أنفس
و كان أديبا أريحيا و كاتبا
و ما مل منه مجلس فهو كيس
حباه إله العرش رحمى و حلية
من استبرق فيها حرير و سندس
صلاة و تسليم على خير مرسل
محمد من أهدى إليه المقوقس
الرئيسية / تأبين المرحوم السيد سيد محمد "إيد" بن بد بن بيباه / الأديب عبد الفتاح بن محمد سالم في رثاء الفقيد سيد محمد “إيد” بن بدَّ بن بيباه رحمه الله