طالعت عبر وسائل التواصل الاجتماعي نبأ وفاة السيدة خدجة بنت محمذن بن محمد سعيد (آئيد) بن محمذن بن التاه بن محمد اليدالي فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ولدت الفقيدة في حدود 1937 وهو التاريخ الذي ولدت فيه نسوة مميزات من أهل انيفرار عرفن فيما بعد بعصر الزايفات حلت بأضرحتهن شآبيب الرحمة والمغفرة.
ترعرعت خدجة في انيفرار حيث كانت تقيم مع والدتها الشريفة سلمه بنت عبيدي فكان بيتهم قبلة لطلبة العلم كما كان يحتضن مجالس مفيدة وثرية لعصر لخفيفات تحضرها الشيخة أيم بنت أحمد سالم.
حدثتني الوالدة أمنمنين بنت محمذن انا – رحمها الله- أن الشيخة سلمه كانت واسعة الاطلاع ومنهجية في التعليم كما كانت صناع اليد، وتحرص على تحويل الخبرات إلى الأجيال اللاحقة.
عاشت خدجة بنت آئد بين ظهراني أهل انيفرار ردحا من الزمن فرضيت عنهم ورضوا عنها، كانت تقية نقية عالمة واسعة الاطلاع،درَّست العديد من المتون لبنات الحي، محبة للأقارب، وكانت من النساء القلائل اللاتي حباهن الله بجودة الخط فتخصصت في استنساخ الكتب والمخطوطات وكنت قد طالعت شرح ابن يداده الحسني على البدوي كتبته بنت آئيد بخط جميل خال من الأخطاء والمحو. وقد لفت انتباهي أنها تثبت في هامش كل صفحة بيتا يتضمن الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ترك ذهاب آل آئيد عن انيفرار فراغا كبيرا خاصة لدى صديقات الفقيدة، فقد حدثتني الجدة أن فراق شيختها وصديقتها سبب لها صدمة قوية وظنت أن الدنيا لن تستب بعدهم، وبقيت تلتمس أخبارها وتتبادل معها الرسائل والدعاء عن ظهر قلب.
زرت الفقيدة في منزلها العامر بكرفور سنة 2016 فهشت في وجهي وبشت وزودتني ببعض النوادر والأنظام والتواريخ المتعلقة بالحي، وقد لفت انتباهي أن بحوزتها العديد من منشورات موقع أخبار انيفرار، وبعد ذهابي شيعني المفتش المحترم أحمد بن محمد عالي وأخبرني أن والدته معهم جسداً لا حساً فقلبها متعلق بأهل انيفرار وحديثها يتمحور حول ذكرياتها في بئر المساجد مع الزايفات والغريب أنها كانت آخرهن موتا، وقد أم جموع المصلين عليها الشيخ حيمدَّ بن محمد سالم بن ألمّا وووري جثمانها الثرى في مقبرة تندكسمي حلت على ضريحها سواري الرحمة وغوادي المغفرة.
تنتهز أسرة موقع أخبار انيفرار هذه السانحة لتقدم تعازيها القلبية الصادقة لبني يداج وأهل انيفرار عموما كما تخص أسر أهل امَّاعِ بن زين العابدين وأهل آئيد والأخت أَيَّ سائلة المولى عز وجل أن يرزقهم أجر الصبر وحلاوة التسليم