تنبه أما قد حان أن تتنـبها * فقد نُعي المفضالُ والندب ببها
وهذي عباراتي حيارى ولم تكد * تبين مدى ماجاش في القلب غبها
مصابٌ دموع العين في الخد صبها * وأوقد نــــارا في الجوانــح شبها
وكان تربّى بين أحضـانِ أســـرةٍ * أعزَّ الإلـٰـهُ الشـأن منها وربّـــها
تحلـى بشـتّى المكرمـات مظاهِراً * وما كان من جراء ذاك تأبـهــا
وأبعد عن عادات الاهلـين غثها * وأحرز من غرّ المـكارم لــبَّهـــا
يجافي خصــال الشـرِّ لايستسيغها * ويرعــى التي كان الالٰــه استحبـّها
مراعـيَ ما للـخـمسِ من عهدةٍ مضت * “وشرببها” إذ جرَّ ماجــرَّ “ببَّ” هــا
فسلْ مسجدَ البيـرِ العتيق أقامــه * وأحيـى ليالـيه الدآدي ونـبّــهــا
وسار على منهـاج أحمـدَ وامَّــييْ * وأجداده كلٌّ بـه قد تشبّـــها
روى عنهـم شتّى العلـوم وسرّهـا * فأصبح في تلك النّـوادي ألبّـها
وكم مرمل أغنـى وكم حـائرٍ هدى * وكم نِعـمةٍ أسدى وما كان جبَّـها
عسى سُحـُبُ الرّحـمى تفيض بقبـرِه * وتسقي قبوراً حَولَـها لن تَـغُبّـــها
عراءٌ فإنَّ المـوتَ حتـمٌ وبَـبّــهـا * يروح إلـى مولـى كرِيـمٍ ، فَحُـبّهـا
عَـسى ربُّـنا يولـيهِ في الخُـلدِ منـزلا * فواكـهـه تجـبى إلـيهِ وأبـّهـــا
صلاةٌ علـى من قـام للديـنِ داعِيـاً * ورد جموع الكـفر عــــــنه وذبَّـها