الشيخ ولد احماد في ذمة الله
تلقيت متأخرا ببالغ الحزن وعميق الأسى ، نبأ رحيل الرجل الصالح الشيخ بن احمادَ بن ابَّا، وهو مصاب جلل لم يخص بئر المساجد وحدها بل عم موريتانيا والسنغال فالشيخ شخصية وطنية شاع علمها وشع نورها في تلك الربوع.
عرف الشيخ لدى القاصي والداني بالصلاح والورع والسعي في مصالح المسلمين، ونفع الضعيف والأرامل واليتامي ، و حدث عن صلاحه واستقامته ولا حرج.
فقد شهد الألوفُ له بخير:: به جزموا يقينا ليس ظنّا
كما رفع الألوفُ له ثناءً :: وطبعا ترفع الألفُ المثنى
شهد له الناس من مختلف الأطياف والأعمار ، سواء في العالم الواقعي أو صنوه الافتراضي برسوخ القدم في العلوم ، كما شهدوا له باستكمال شروط الفتوة بدءًا بالسخاء وحسن الأخلاق، مرور بالرواية والدراية للعلم والأدب والطرافة والفتح في أزوان واشطارت الكاف والبيت..
هذه كلمة بها كلام قد يؤم ، وتدوينة حاولت من خلالها المساهمة بجهد المقل فهي غيض من فيض فالشيخ بحر لا ساحل له ومنهل لا تكدره الدلاء، ولا يحيط الإعراب والبناء بمكارم أخلاقه وجميل سجاياه وسأختم بمرثية العلامة المؤرخ المختار بن حامد لوالده احماد رحمة الله على الجميع:
يرحم الله احمادَ إن احمادا :: كان لله شاكرا حمادا
والِدوا احمادَ ماجدون كرام :: ورثَ احمادَ منهم أمجادا
كان عبدا لله حقا كما كان ذووهُ لله حقا عبادا
كان قد ساد مثل ما كان جدٌ :: وأبٌ انجباهُ قادا وسادا
فترى احماد في المروة والديــــــن أتى كل واجب وأفادا
ومن العلم قد أفاد وكان احــــمادَ منه الحظ الوفير استفادا
عاملا فيه بالذي شرع اللــــه ووصى به تعالى العبادا
ولأقف هاهنا فلست بمحص :: لعشير من مكرمات احمادا
بوأ الله احمادَ جنةَ خلد :: ونعيم وسلم الأولادا
تعازينا للأهل في انيفرار لجميع المسلمين
وما كان قيسٌ هلكه هلك واحدٍ * ولكنه بنيانُ قوم تهدما
كامل الأسى