كلمة في رثاء فقيد موريتانيا الدكتور محمد بن محمد صالح تغمده الله برحمته الواسعة
نُعـــلّـــَلُ ما أقَـــــمنا بالـــــــــــــبقاء*** ونــــحن نــــعــــيش فـي دار الفناء
ونـــطرب للثـــــناء وللتـــــــــــــهاني*** ونحـــــــــــزن للــــــرثاء وللـــــعزاء
كفــــــى بالموت موْعــــظة وذكـــرًا*** ونفـْـــيًا للــــــــــخلـــــود وللــــبقاء
أراكَ الـــيوم قد أحــــدثــــت أمْـــــرًا*** فغــــيَّبـــت العـــــــــــــميدَ بلا مراء
فـــــتى الفــــتيان حاوي كل سبق *** إلى الـــخيرات. فــــــــي العلياء ناء
إذا ذاعت خصــــــال المرء عمَّـــــتْ*** مصــــيبته الجــميع علـــــى السواء
أيا بئــــر المســــاجــــد لن تلامـي *** فـــــذي الأحـــسَا تَحنُّ إلـــى البكاء
فبَكــــــِّى ســـــيدا بَــــــــرًّا جـوادا *** يــــلوذ به الـــضــعاف مـــــــن البلاء
ستبـــكيه الأرامــــــل والـــــيتامـى *** إذا هبــــَّت أعــــــاصير الشــــــــتاء
وتبـــكيه المســـــاجـــــد والـزوايــا *** وينــــدبه الـــــرجال مـــع النســــاء
وفـــــاءً. فالفــــقــيد لــــه أيــــــــادٍ *** وردُّ يـــــدٍ إلـــــــــــيهِ مـــــن الوفاء
ويذكــــره الشــــــيوخ بــــكل أمــــرٍ *** يُـــــعالج بالـــــمــــراس وبــالدهاء
كَهَــــمِّكَ مــــنهُ في تـــــدبير حَـــيٍّ *** يُديـــــرُ أمُــــــــــــورَهُ دون ارعــواء
وكــــم آوى وكــــم داوى جموعًـــــا *** مــــن الأغـــــــــــــراب أزمنة الوباء
تــــداوتْ باللـِّــــحَاءِ وكـل عُشــــــب *** وألجـــــأها العـــــــــلاج إلى اكتواء
تَنــــاذرها الأسَــــاة بكــــل مِصْــــــرٍ *** فلـــم تُهْدَ الفــــهومُ إلـــــى الدواء
فجــــاءت بــــيته – وخـــــــــــــلاه ذم- *** وقـــد يئـس المريض من الشفاء
ذكي حين يبصر “فحْصَ” شخــــــص *** ويــــحتاج الطـــــبيـب إلى الذكاء
فعالـــجهمْ وأعــــطاهمْ جـــــميعًـــــا *** عـَـــقاقــــيرَ الـــــــدَّواء مع الغذاء
أقِـــلْني يا محـمد عــن قــــــصيــــــد *** جَـــرَى عَــــفْوًا على شكل الرثاء
فلــــم أذكــــر خصـــالك لا وكلـــــــــاَّ *** وكــــل حــــروف نـــــــفْيٍ وانتفاء
جــــزاك الله عــــنا كـــــــل خيـــــــــر *** وضاعف في الثـــواب وفي الجزاء
وفــــي العَــــقِبِ العَــزيزِ لنا سٌــــــلو *** ونـــسأله الكـــــثير مـــــن الدعاء
صــــلاة الله يشـــــفعها ســــلــــــــام *** على مــــن كان خُــصَّصَ بــاللواء
يعقوب بن عبد الله بن أبُنْ
الدوحة، يوم 2 أغشت 2018 .