في رثاء المغفور له بإذن الله فقيد تشمش الدكتور محمد بن محمد صالح بن الشيخ أحمد
طبع الزمان بقلة الإنصاف
إما صفا تلقاه ليس بصاف
و همومه و خطوبه إقدامها
لا تنثني بالكر والإيجاف
متلون متقلب علق بمن
زان العلى بمحاسن الأوصاف
كمحمد ذخر العشيرة حصنها
الضافي الموسع منزل الأضياف
و مقيم صرح المجد في عز على
أصل منيع من هدى الأسلاف
فقدت به تاشمش قرة عينها
و البذل في المشتى وفي المصطاف
وجه طليق بشره متلألئ
نورا و وجه الحق ليس بخاف
طبع لذيذ في أناة فذة
طب المريض و عنبر المستاف
و لقد تصدر للسيادة يافعا
و تحققت فيه بغير خلاف
و أقام أركان العلى و فروعها
رمواقف و بنائل و إساف
طافت به كل الخصوم فحجها
منه مظاهر عمرة و طواف
أ محمد أ مزيل كل ملمة
و منيل كل موافق و مناف
و مقيم كل فريضة بشروطها
و مرتل الأعراف و الأحقاف
أنزلت في غرف السعادة مكرما
بالبر والإحسان و الإتحاف
في جنة الرضوان بالفردوس في
لطف الكريم المستلذ الضافي
و تركت أمتنا تنوء بحزنها
تبكي عليك بدمعها المذراف
فلكم كشفت من الكاره مؤنسا
بالبشر في بعد عن الإسفاف
و لكم أغثت من الخلائق مؤويا
أنضاء فقر مسنتين عجاف
مجد حواه الشيخ أحمد ناثرا
نبعا تحدر من معين صاف
و جلا علاه علا تأثل راسخا
لم ينزعج أبدا بغمز ثقاف
إن يعف من رسم المكارم مربع
ببلى فذاك الربع ليس بعاف
بيت رفيع سمكه خال من
الإقواء و الإكفاء و الإصراف
فحباه رب الًعرش سابغ نعمة
محفوفة بالحفظ و الألطاف
و وقاه ما يخشاه في حصن من
الأسواء سام سابغ الأطراف
ثم الصلاة على المشفع من سما
من عزه وهب و عبد مناف